شكل إعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن انفضاض حلف قوى الثامن من آذار حدثا سياسيا بارزا، لاسيما أنه جاء مواكبا للمشاورات المحيطة بتشكيل الحكومة، وعشية التباين بين قطبي هذه القوى حزب الله، والتيار الوطني الحر، على خلفية التوجه نحو التمديد لقائد الجيش، العماد جان قهوجي وهو ما يعارضه النائب ميشال عون. وشكك قطب بارز في قوى 14 آذار في شفافية ما أعلن عنه الرئيس بري، ورجح في تصريح ل «عكاظ» أن ما طرحه بري يأتي في سياق المناورة للحصول على الثلث المعطل في الحكومة التي يسعى إلى تشكيلها الرئيس تمام سلام، وقال «عندما أعلن بري أن قوى الثامن من آذار لم تعد موجودة»، أردف كلامه بالقول: إن حركة أمل، وحزب الله سيزودان الرئيس سلام بأسماء مقترحة للوزراء الشيعة، ليختار من بينهم خمسة وزراء، الأمر الذي يدفع بري لاحتكار الوزراء الشيعة، ودعوة الآخرين للتفاوض مع النائب عون الذي يطالب بخمسة وزراء مسيحيين، وبالتالي سيظل ثلث معطل لحلف حزب الله المنفض إعلاميا المنسق ضمنيا. ويرى عضو كتلة المستقبل النائب جان أوغاسبيان أن انفضاض قوى 8 آذار هو عملية توزيع أدوار مرحلية، وأكد قائلا «سوف نرى في أول محطة سياسية أن هذه القوى على الموقف عينه»، ولا شك أن الرئيس بري يسعى إلى إحداث ثغرة في جدار الأزمة الحكومية ، مستبعدا أن يؤدي هذا الطرح إلى حلحلة في مكان ما، لطالما أن المشكلة ليست في عدد الوزراء الشيعة، بل في مجموع وزراء 8 آذار على أن يتعدى الثلث المعطل. وأكد عضو الكتلة العونية النائب حكمت ديب أن وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتعليق العمل بقوى 8 آذار دقيق جدا، مشددا بحسب رأييه على أن التيار الوطني الحر لم يكن يوما جزءا من فريق 8 آذار، وقال «إن تحالفنا تم في الموضوع الاستراتيجي والمقاومة، وكيفية الدفاع عن لبنان، لكن في الأمور التفصيلية هناك تباين ووجهات نظر مختلفة». وتحفظ النائب نعمة الله أبي نصر على الخوض في هذا الشأن، واكتفى في رده على «عكاظ» بجملة واحدة قال فيها «منذ اللحظة الأولى لم أؤمن بتسمية هذا التحالف، فرغم أنني عضو في كتلة التغيير والإصلاح لكنني لست عضوا في التيار». وكشف ل «عكاظ» عضو الكتلة العونية النائب غسان مخيبر أن التكتل لم يقبل منذ الأساس بفكرة تسمية هذه التحالفات السياسية، أو انضوائها تحت ما يسمى الثامن من آذار، وقال «نحن في التيار كنا من مؤسسي قوى الرابع عشر من آذار، ويجب التوضيح أنني وحلفائي في تكتل التغيير والإصلاح لم نذب في أي تكتل أو حزب آخر، وكان موقفنا واضحا من الحلفاء كافة بأننا نلتقي معهم في بعض الموضوعات، ونختلف في أخرى». واعترف قائلا: اليوم وقد بدا جليا الاختلافات بيننا كحلفاء 8 آذار كما يسموننا باتت ظاهرة جدا، وهي مستفحلة، لذلك تم لفت النظر إليها في الإعلام حتى وصلت إلى نقاش بين السياسيين أنفسهم، ولم يعد الأمر خافيا على أحد، وتم إعلان ما كان قائما، ففي الأساس لم نكن مندمجين مع حلفائنا حتى الذوبان. وشدد بقوله: نحن نرفض فكرة الحشر والذوبان بين الحلفاء، واللتين كانتا جزءا من لعبة إعلامية، فلا حرج اليوم في الحديث عن هذه الخلافات، فلم يكن مرة حزب الله يتكلم أو يقرر مكان التكتل، والعكس صحيح. وأضاف: نحن كتيار وطني حر لم يتغير موقفنا أو موقعنا ضمن اللعبة السياسية التي هي إدارة للشأن العام بالتوافق قدر المستطاع، فنحن مستمرون بالسعي نحو الوصول إلى أوسع قدر ممكن من التوافق بين كافة الأطراف، خاصة في هذه الظروف العصيبة. في المقابل، التزم حزب الله على مستوى قياداته السياسية الصمت، مقابل سعي الإعلام التابع له والمقرب منه إلى التأكيد على متانة الحلف بين حزب الله والتيار العوني، بعيدا عن قوى 8 آذار. فيما التيار العوني تمسك بتصريح الرئيس بري ليبني عليه قصة طلاق لزواج، لم يتم بين التيار وقوى 8 آذار كما نقل عن أحد الوزراء البارزين في التيار. على صعيد آخر أعلنت المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، عن إعادة انتخاب القاضي النيوزيلندي سير دايفيد باراغوانث بالإجماع، رئيسا للمحكمة لفترة 18 شهرا تبدأ من 1 سبتمبر 2013. وقال بيان للمحكمة أمس: إن قضاة غرفة الاستئناف أعادوا في اجتماعهم أمس انتخاب القاضي رالف الرياشي اللبناني، نائبا للرئيس للفترة ذاتها. ومن المقرر أن تجري المحكمة غيابيا، محاكمة 4 عناصر من حزب الله بتهمة اغتيال الحريري وهو ما نفاه حزب الله.