أسفرت جهود الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي لإشراك قوى 14 آذار في الحكومة عبر اتصالاته برئيس الجمهورية السابق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، عن إعلان الأخير عن «إعطاء نداء ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة فرصة» عبر اتصالات سيجريها خلال اليومين المقبلين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وبعض قادة 14 آذار لاستكشاف مدى إمكان مشاركتها، على قاعدة ثوابتها في الحكومة. واجتمع ميقاتي مع الجميل لهذا الغرض امس، في وقت واصل نواب وقياديون في قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» استبعاد مشاركتهم في الحكومة. وقال وزير الدولة جان أوغاسبيان ان ميقاتي أخرج نفسه من الرد على مطالب كتلة «المستقبل» (حول موقفه من وقف التعاون مع المحكمة الدولية ومعالجة سلاح الميليشيات خارج إطار سلاح المقاومة) حين اعتبر ان المواضيع التي تتضمنها خلافية. وإذ شدد اوغاسبيان على ان قرار تيار «المستقبل» لجهة عدم المشاركة في الحكومة بات شبه نهائي، فإن الجميل قال بعد لقائه ميقاتي، إن الأخير «صديق وليس خصماً، ونأمل بأن يعمل على تطبيق ما يعلنه على أرض الواقع وبأن يسعى الى جمع كل الفرقاء في حكومة تسعى لاختراق الحائط المسدود». وإذ كرر الجميل ثوابت 14 آذار، ولا سيما تمسكها الكامل بالمحكمة ورفض السلاح غير الشرعي، أعلن أنه أخذ على عاتقه «ان نقوم بهذا المسعى قبل ان تعود الاصطفافات الى سابق عهدها». وقالت مصادر في قوى 14 آذار، إن الجميل يعمل لاختبار مدى قدرة ميقاتي على عدم التزام ما يريده حلفاؤه الجدد في ما يخص المحكمة ومدى استعداده لإعطاء قوى 14 آذار حصتها المقبولة في الحكومة. وبينما أعلن نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، ان الحكومة المقبلة «ستعمل بروحية مد اليد للجميع حتى تكون حكومة شراكة وطنية»، أوضحت مصادر قيادية في قوى 14 آذار ان توزيع الوزراء في حكومة ميقاتي المقبلة على القوى السياسية التي أيدته وعلى حصتي رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف، سيجعل من المستحيل عليه ان يتمكن من إرضاء قوى 14 آذار إذا ثبتت نية تمثيلها في الحكومة بإعطائها ثلث اعضاء الحكومة زائداً واحداً كما اقترح حليفه النائب سليمان فرنجية. ورأت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية بعيداً من الأضواء من أجل تأليف الحكومة، ان مطالب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بالوزراء والحقائب، وكذلك مطالب رئيس البرلمان نبيه بري من التركيبة الحكومية العتيدة، كفيلة وحدها بوضع الصعوبات التي يصعب تذليلها، فكيف إذا جرى بحث جدي بإعطاء الثلث المعطل لقوى 14 آذار؟ وأكدت المصادر نفسها ان المسعى الذي يقوم به الرئيس الجميل يتم على اساس ان حزب الكتائب لن يشارك وحده في الحكومة في سياق البحث في هذا الاحتمال، بل على أساس ان تشارك قوى 14 آذار مجتمعة فيها، وأن الجميل كان واضحاً في هذا التوجه حين أبلغ بعض حلفائه في الأكثرية السابقة بمسعاه نتيجة الصداقة التي تجمعه بالرئيس ميقاتي. وينتظر ان يلتقي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ميقاتي اليوم على الأرجح، في سياق استكشاف أجواء الرئيس المكلف في ما يخص طموحه بإشراك كل الأطراف ولمعرفة مدى استعداده للأخذ بمطالب قوى 14 آذار. وأكد الرئيس سليمان من جهته انه مع «قيام حكومة تطلق ورشة عمل وتحرّك عجلة الدولة والمؤسسات». وكان سليمان التقى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب، الذي عاد فالتقى الرئيس الجميل.