تواصلت التحقيقات في عملية التفجير التي استهدفت منطقة بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية الثلثاء الماضي، وينتظر أن يستكمل القضاء العسكري اللبناني المولج بها جمع الأدلة بعد تسلمه كاميرات المراقبة المثبتة في مكاتب بعض المؤسسات، والتي تردد أن بعضها التقط صورة الشخص الذي ركن السيارة التي انفجرت بعبوة ناسفة تزن 35 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، فيما بوشر بتقدير الأضرار لتعويض أصحاب المنازل المحيطة بمرآب السيارات الذي حصل فيه الانفجار. وفيما ينتظر رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن يحصل من رئيس البرلمان نبيه بري على أسماء الوزراء الشيعة الذين سيقترحهم مع «حزب الله» لتسلّم حقائب في الحكومة العتيدة، بعد إعلان بري أنه سيفاوض عن التحالف الشيعي بالاستقلال عن «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، أكد عدد من نواب التكتل أن العلاقة بينه وبين مكونات 8 آذار «لم تصل الى مرحلة الطلاق». وتترقب مصادر سلام ما سيحمله إليه موفد الرئيس بري في الأيام المقبلة الوزير علي حسن خليل ليستوضح منه بعض جوانب الأفكار المقترحة التي قال إنها تهدف الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف لجهة قوله إن الثلث المعطل لم يعد مطروحاً في ظل الاختلاف مع العماد عون على قضايا داخلية على رغم استمرار التحالف على القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها حماية المقاومة. ورأت مصادر سلام أن ما طرحه بري جدير بالاهتمام وبعضه يحتاج الى التوضيح. وأعربت مصادر قيادية في قوى 14 آذار عن خشيتها من أن يؤدي اقتراح بري الى مزيد من التعقيدات في عملية تأليف الحكومة، إذ ان مطالبة بري بخمسة وزراء شيعة، مقابل مطالبة العماد عون بعدد مماثل من الوزراء في حكومة من 24 وزيراً يعني حصول الفريقين على 10 وزراء وهو ما يخالف صيغة سلام الشهيرة أي توزيع الحصص 8+8+8 على تحالف عون و8 آذار، والوسطيين، وقوى 14 آذار. وفيما سأل المصدر عما إذا كان «حزب الله» سيقبل تشكيل حكومة من غير الحزبيين هو وعون، أو أنه يمكن أن يقبل بحكومة لا تضم عون في حال لم تنجح المفاوضات معه، فإن مصادر مواكبة للعلاقة بين عون والحزب أكدت أن الأخير لن يفرّط بعلاقته الاستراتيجية مع الأول لأن ما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما. على صعيد آخر، وفي سياق تفاعلات اشتباكات عبرا التي أدت الى إنهاء الجيش اللبناني للمربع الأمني للشيخ أحمد الأسير في 23 حزيران (يونيو) الماضي، ناقشت لجنة الدفاع النيابية أمس ظروف العملية العسكرية، مع وزير الدفاع فايز غصن. وطرح عدد من النواب اسئلة حول مشاركة «حزب الله» مع الجيش في المعارك فنفى غصن ذلك قائلاً: «ليست هناك مشاركة لأي عنصر سوى الجيش اللبناني. وعندما يكون الجيش موجوداً فهو يضبط الأمور»، وحصل سجال خلال الجلسة بين نواب من كتلة «المستقبل» النيابية وآخرين من «حزب الله» وحلفائه حول هذا الأمر. وعرض الجيش أفلام فيديو من المربع الأمني للأسير، وهو يحرض أنصاره على عناصر الجيش. كما طرح بعض النواب مسألة تجاوزات حصلت من قبل بعض الجنود، فأكد الوزير غصن أن الجيش معروف بانضباطيته ومناقبيته. وقال: «الجيش لا يُساءَل أبداً ويقوم بواجبه بكل انضباط». وعلى صعيد التحقيق مع الموقوفين في أحداث عبرا ترك القضاء العسكري أمس ثلاثة من هؤلاء بسندات إقامة، وأصدر مذكرات توقيف في حق 6 آخرين لمشاركتهم في القتال ضد الجيش.