أثرت المنولوجات والأعمال الاجتماعية للفنان القدير حسن دردير «مشقاص» في الحراك الفني السعودي على مدار 50 عاما الماضية، منها فوازير «حلوة يا مشقاص حلقاتك الله يسعد أوقاتك» التي كانت إضاءات رائعة في شهر رمضان المبارك ومحطات هامة في مشواره، متجاوزا ذلك بأعمال أخرى ليشكل ثنائية مع الفنان الراحل لطفي زيني، فيقدمان معا منها «تحفة ومشقاص في كفر البلاط» و«حمدان وجمعان»، و«عزومة لرحيمي». إلا أن شخصية «مشقاص» يشير الفنان حسن دردير أنها جاءت بها الصدفة، فكانت ضمن فقرات إحدى المناسبات حيث تقرر تقديم عمل مسرحي، فاقترح تقديم شخصية جديدة مناسبة تقدم من خلال مسرحية، فجاءت شخصية «مشقاص». وحول اشتقاق الاسم يقول دردير إن الشخصية المشتقة منها كانت حقيقية وفي أرض الواقع وهي لشخص اسمه (شقوص) وكان صبي القهوة العامل لدى خال الفنان الراحل لطفي الزيني، مضيفا أنها ليست الأولى أداها، فقبل «مشقاص» قدم عبر الإذاعة شخصية «أبو عرام» قدمها مع الإذاعي والإعلامي الراحل خالد زارع. وعن رحلته، يقول الفنان حسن دردير كانت الإذاعة هي البوابة الحقيقية والمهمة وهي المنبر الفاعل، فبدأت معها مع عمالقة منهم عبدالرحمن يغمور وزراع، فكانت إجادته للغة العربية وقواعدها هي المفتاح الحقيقي لدخول الإذاعة وهو ما عمل عليه لاجتيازه ودخول الاختبار، ومن ثم الالتحاق بالعمل الإذاعي بشكل رسمي في عام 1380ه، فكان كل ما قاله في تجربته الأولى عبر الإذاعة هي جملة واحدة عبر دور الحاجب: أمر مولاي. ومن الأعمال الفنية الرمضانية التي لاتزال عالقة أيضا في أذهان المشاهدين، هي ما قدمه ولايزال يقدمه الفنان القدير عبدالعزيز الهزاع عبر مسلسله الإذاعي الشهير «أم حديجان» في شهر رمضان، حيث يعاود نشاطه هذا العام برؤية جديدة وقالب متجدد ملبيا للأصوات التي نادته للعودة عبر الأثير من خلال مسلسل «أم حديجان وسع صدرك» الذي يتناول فيه العديد من الشؤون الاجتماعية والإنسانية في قوالب ساخرة، مؤكدا أنه لايزال يتمتع بالطاقة العالية لتقديم المزيد من الأعمال. وأشار الهزاع إلى أن الفنان الحقيقي يستطيع أن يعطي ويناقش قضاياه الاجتماعية حتى آخر لحظة، فهو يقوم بدوره تجاه المجتمع ويساهم في تنويره بعمله، مؤكدا العمل الجيد هو الذي يبقى في الذاكرة مهما طال الزمن، شاكرا كل من دعاه لتقديم عمل هذا العام.