مع أول يوم من أيام شهر رمضان شهد نمط الحياة في البيوت والأسر تغيرا ملحوظا، فتحول نبض الحركة مع دخول الشهر الفضيل تلقائيا من النهار إلى الليل، وأصبحت حركة عملية دؤوبة نشطة في المساء، ويبقى النهار وحيدا إلا من أصوات الموظفين المثقلين بسهر ليالي رمضان وذلك بفعل تغير الساعة البيولوجية، الهدوء يلف المكان في ساعات الصباح الأولى بعكس ما كان عليه وقت الدوام قبل رمضان، وعلى غير المعتاد يبدأ موظفو الدولة والقطاع الخاص العمل عند الساعة العاشرة صباحا داخل أروقة المشهد الأبرز في ساعة الدوام الأولى لمبادلة التهاني والمصافحة بشهر رمضان، وما إن ينتصف النهار في حدود الساعة 12 إلى 1 ظهرا حتى يدب الخمول بين بعض الموظفين الذين باتوا ليلتهم سهرانين، فتصبح المكاتب وسادة مريحة للمنهكين من الموظفين، كما أن ثاني خميس من أيام الدوام بعد أن كان إجازة ما يقارب 35 عاما، لا زال مرتبطا في أذهان المراجعين والموظفين بالإجازة، وقد يكثر فيه الغياب لتزامنه مع ثاني يوم في رمضان. ورغم أن الدوام الحكومي في رمضان محدد بخمس ساعات إلا أن مختصين توقعوا أن يشهد اليوم الخميس نسبة غياب في بعض الدوائر الحكومية، ليس فقط بسبب قلة النشاط بل إن بعض الموظفين والذين يكون ذووهم خارج مدينة مقر عملهم اعتادوا على أن يكون فطور أول يوم بين أهلهم وأبنائهم. إلى ذلك قال عبدالرحيم الزهراني موظف في قطاع حكومي «اعتدنا أيام الخميس أن تكون إجازة وأتوقع أن يشهد اليوم الخميس نسبة غياب عالية بالتأكيد، ويرجع ذلك للنمط الذي اعتدنا عليه بأن تكون الإجازة يوم الخميس وهذا لن يتغير إلا بعد فترة طويلة». كما توقع وحيد النوساني موظف في إحدى البلديات الفرعية بجدة أن يكون اليوم الخميس خارج الخدمة ويشهد غيابا كثيفا مقارنة بالخميس الماضي، وبين محمد القرني موظف في وزارة العدل أن معدل الغياب يزيد اليوم سواء من الموظفين أو المراجعين بسبب رمضان، خصوصا وأن ساعات العمل القليلة وأخذ كثير من الموظفين إجازاتهم السنوية في رمضان مما يؤدي لنوع من رتابة العمل. من جهتها قالت أستاذة الاجتماع وعلم النفس فاطمة الغامدي، إن تغيير موعد الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، من الطبيعي أن تكون له انعكاساته في تغير نمطية حياة المواطنين، حيث سيكون هناك إرهاق وخمول وتغيب بسبب مرور العقل الذهني بتغيير نمطين سلوكيين، هما الأول تغير الإجازة والثاني دخول رمضان، ما يؤدي لتحويل أنشطة النهار إلى الليل، وهو ما يساهم في تراجع معدل الحضور في الدوام اليوم، وإذا كان هناك حضور فإن الإنتاجية ستكون أقل، مشيرة إلى أن المراجعين سيضطرون لتغيير مواعيد مراجعتهم من الخميس إلى الأحد.