في ظل واقع عربي متشابك يعاني من التشتت والاستقرار الاجتماعي نتيجة ما تفرزه الأيام من مآس يعيشها الشارع العربي وارتفاع في الأسعار ودعوات للحد من الفساد تحاول الأعمال الرمضانية أن تكون قريبة من هذا المشهد المؤلم بأعمال كوميدية وأخرى تراجيدية بمزيج فني قريب من الواقع ومستشرف المستقبل يغوض في الألم ويحاول رسم الابتسامة. إن التحدي الذي تواجهه الدراما في رمضان تحديا صعبا، فالدراما من أهدافها أنها يجب أن تقوم بدور فعال في تصحيح المفاهيم والمساهمة في عرض القضايا الراهنة وتوضيح سبل العلاج من خلال مواقف حياتية اجتماعية، تخرج بالدراما من قوقعة التسلية والترفيه إلى رحاب التنمية والتطوير، لذلك ينتظر المشاهد هذه الأعمال بفارغ الصبر، ولكن التحدي الحقيقي هل ستقنع هذه الأعمال الدرامية المشاهد أم أنه سينظر إليها بأنها تساهم في تسطيح فكره فيتعد عنها؟. شهر رمضان المبارك يعد لصناع الدراما موسما ذهبيا لعرض جديدهم، الذي يحشدون فيه العديد من النجوم الذين لهم قابلية لدى المشاهد وفي الوقت ذاته يحاولون أن يتناولوا قضايا الساعة المختلفة من خلال وجهة نظر متزنة قد يختلف معها البعض وقد يتفق معها. لا تخلو أغلب الفضائيات العربية في هذا الشهر من إعلانات مسلسلات رمضان، وهي الإعلانات التي تعطينا فكرة صغيرة حول مضمون المسلسلات التي ستعرض هذه السنة. أغلب هذه المسلسلات لم يستكمل تصويرها بعد، إذ مازال استكمال بقية المشاهد جاريا على قدم وساق، نظرا لرغبة أغلب نجوم الدراما في الحصول على امتياز العرض الرمضاني. ومن القضايا التي تطرحها الدراما وتلامس الواقع العربي قضية الفساد وهذا ما يلاحظ في عدة أعمال منها في المسلسل الجديد «العراف» والذي يتناول قصة نصاب محترف ينجح في تولي مناصب سياسية وقيادية مهمة، الذي يقوم ببطولته النجمان عادل إمام وحسين فهمي، ومسلسل «فرعون» ومسلسل «تحت الأرض» ومسلسل «رقم مجهول». وهكذا الحال بالنسبة لمسلسل «أبو الملايين» الذي يجمع قطبي الكوميديا الخليجية الكويتي عبدالحسين عبدالرضا والسعودي ناصر القصبي، فهو يلقي الضوء على مجموعة من المشكلات الاجتماعية ومحاولة تقديم حلول لها، ويتطرق إلى العلاقة بين المال والحياة الاجتماعية وسعي الناس الدائم لتحقيق الثراء، إضافة إلى مسلسل «المعزب» الذي يقوم ببطولته: محمد المنصور، وعبدالرحمن العقل وغيرهما، والذي تدور أحداثه في إطار كواليس أصحاب المال والأعمال موضحا نفوذهم وسلطتهم من صفقات وأعمال مشبوهة من جهة وبين نزوات ورغبات من جهة أخرى وحياة تلك الفئة من المجتمع وتأثيرها في الحياة الاجتماعية في صراع درامي مثير ومشوق، وكذلك الحال في مسلسل «حافة الغضب»، والمسلسل السعودي «شباب البومب»، والعراقي «فندق قدري»، والمسلسل الاجتماعي السوري «سكر وسط»، ومسلسل «الوالدة باشا» الذي يتناول المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها أسر مصرية في الأحياء الفقيرة، إضافة إلى مسلسل «أي دمعة حزن لا» الذي يتناول عدة مواضيع اجتماعية ويتحدث عن جوانب إنسانية تخيم عليها التشاؤمية، ومسلسل «سلسال الدم» يناقش من خلال أحداثه الأوضاع في مصر منذ بداية الثمانينات إلى غاية ثورة 25 يناير، وكذلك مسلسلات «ذات»، و«الرجل العناب» و«موجة حارة» و«توم الغرة». وفي مجال الأعمال التي تناولت الصراعات الاجتماعية، يبرز مسلسل «نيران صديقة» بطولة: منة شلبي، ورانيا يوسف وعمرو يوسف، وكندة علوش، ومحمد شاهين. وهو يحكي قصة أصدقاء طفولة تجمعهم أسرار وصراعات حياتية، وكذلك مسلسل «ذات» المستوحى من رواية الكاتب صنع الله إبراهيم، والذي يتناول تاريخ مصر والوضع السياسي، ومسلسل «الداعية» الذي يقوم ببطولته هاني سلامة، لما اعتبره البعض إساءة لرجل الدين المسلم. ومسلسل «الحكر» بطولة: فتحي عبدالوهاب، ويوسف شعبان، وتدور أحداثه في إحدى مدن القاهرة القديمة، وكذلك مسلسل «سوق الحريم» الذي يطرح عددا من القضايا الإنسانية التي تعانيها الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ومسلس «فرح ليلى» الذي يتناول في إطار اجتماعي الحياة بصفة عامة وأسلوب التعايش مع الظروف المحيطة ويدعو من خلال أحداثه إلى ضرورة الاستمتاع بالحياة والتفاؤل.