يجيء رمضان بكل أنواره وأضوائه فينير القلوب ويضيء النفوس ويسكب الرحمات ويشفق فيه الغني على الضعيف ويرسم ملامح التكافل بين الأفراد، ويبني مجتمعا أكثر وعيا وإدراكا لأهمية الترابط والتكافل.. يجيء رمضان وينتشر فيه الخير وتعم الطمأنينة ويبذل فيه الباذلون ما تجود به أيديهم من صدقات وزكوات والسعي لتقديم أعمال البر والخير.. وتفتح قنوات البر والإحسان أبوابها لاستقبال معونات أهل الخير والإحسان لمساعدة الأيتام والأرامل والمرضى والمحتاجين . يجيء رمضان فتصحو القلوب وتنتشي فرحا بقدومه وتسعد النفوس بحلوله وتلتقي كل الأجواء الروحانية على صعيد هذا الشهر الفضيل ويمارس المسلمون نشاطا خيريا يدفعهم إليه الإيمان بالله والحرص على استغلال بركة هذا الشهر وفضله. يجيء رمضان فيكون العلاج الناجع للكثير من الهموم ويحمل النفوس على التخلق بأخلاق الإسلام ويؤدب النفس الإنسانية بآداب الإيمان ويقف هذا الشهر بفضله وعظمته حائلا بين العباد على مختلف شرائحهم والفساد بأنواعه.. ياسيد الشهور لقد علونا نحن المسلمين بعلوك وارتفع شأننا بشموخك وتعالت نسمات الرحمة والشفقة بحلولك.. سلام عليك يا شهر الغفران من كل القلوب المؤمنة والنفوس التي تشع بنور الإيمان فلقد جئتنا بنفحات الخير والنور ووضاءة العقيدة وصدق الفضيلة ونقاء التسامح وأطياب المحبة.. سلام عليك أيها القادم بالإيمان، الحامل لخير المجتمع، وعزة الأمة، ومصداقية الفضيلة، وأنوار الأيمان، وأشعة الرحمات وشعاع الطمأنينة، يحل بنا شهر رمضان المبارك والصراعات تفتك بأمتنا من كل جانب.. وتنهك جسدها المثقل بالأعباء.. وتفتك بأطراف المجتمع لتجعله غنيمة للحاسدين، وعبث للعابثين. اللهم في هذا الشهر الكريم هيئ لنا من أمرنا رشدا وانشر بقدرتك الأمن والاستقرار في ربوع أمتنا الإسلامية وأدم علينا نعمة الإسلام وبركات الإيمان والله الهادي إلى سواء السبيل. سليمان بن علي النهابي