عن قريب يطل علينا شهر رمضان، شهر البر والإحسان، شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات، شهر الوفاء والصلة، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر المنافسة في فعل الخير والمسابقة فيه، شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، شهر العطف والشفقة والمواساة، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر التزود بزاد التقوى والتقوى محلها القلب، فيا من ضعف الإيمان في قلبه وغره طول إمهاله وغلبه شيطانه هذا رمضان طبيب القلوب الغافلة، فأقبل على الله بقلبك وقالبك، وكن مع الله: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (128) سورة النحل. يا من عصى الله في رجب وشعبان هذا شهر رمضان أقبل فلا تجعله شهر عصيان، شهر الصيام والقيام والصدقة، سر بين العبد وربه كما جاء في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه). رمضان حياة القلوب ونور الصدور وجلاء الهم والغم، من وفقه الله لاغتنام أيامه ولياليه بالطاعة فاز وربح البضاعة، فطوبى لمن صامه وقامه وغفرت فيه آثامه، فيه ليلة هي خير من ألف شهر من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين ومردة الجن، وتتنزل الرحمات وتقال العثرات، فيه تزكو النفوس لما فيه من روحانية العبادة والأنس بالخالق في جوف الليل في وقت السحر حين يبقى ثلث الليل الآخر، وقت نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا فيقول من يستغفرني أغفر له من يسألني أعطيه سؤله. فاللهم بلغنا رمضان واجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب. المعهد العالي للقضاء [email protected]