اتجه العديد من مربي المواشي في محافظة ضباء بمركباتهم إلى جوار المساجد، مصطحبين قطيعا من الأغنام لترويجها وبيعها قبل دخول شهر رمضان المبارك. حيث يوجد ارتفاع طفيف وملحوظ عن بقية الأشهر الماضية. «عكاظ» تجولت في موقع تجمع بائعي المواشي أمام مسجد البحر بحي البلد بالمحافظة، والتقت مع العديد من المواطنين الذين يستغربون الارتفاع في أسعار تلك المواشي، حيث أعرب ل«عكاظ» عدد من المواطنين عن استغرابهم من ارتفاع الماشية بكل أنواعها. وقالوا إن ما يحدث عبارة عن جشع التجار، وسعيهم لكسب المال، وتكوين ثروات في شهر رمضان على حساب الفقراء وأصحاب الدخل المحدود. وقال رجل الأعمال يوسف حمزة البوق: «إن الدولة ماضية في نهجها القويم بتذليل العقبات أمام المواطن وتوفير سبل العيش الرغيد له، وتحديدا في تثبيت الأسعار، لذا فإننا نستغرب أن كافة أعلاف المواشي تم تخفيضها وتحملت الدولة جزءا من تكاليفها، سواء في استيراد الشعير أو الأعلاف المركبة المصنعة، لكننا نتفاجأ بأن الأسعار ملتهبة». وقال إن محافظة ضباء يتوفر بها الشعير المستورد عبر ميناء ضباء من بعض الدول الأوروبية، ليساهم في انخفاض أسعار المواشي، وذلك بالسعر المعقول. مضيفا أنه منذ أعوام اشترى ذبيحة لأحد الضيوف، وبعد يومين دخل رمضان وجاء لنفس البائع ليفاجئه بسعر خيالي، وحينما استفسر عن سبب ذلك الغلاء الفاحش أخبره البائع بأن «الدنيا رمضان ونحن لا نكسب إلا في المواسم». وقال المواطن ثامر بن محمد السيد إنه لا توجد آلية مفعلة لضبط سوق المواشي في المحافظة، منوها بأنه سبق وأن اشترى ذبيحة تقدر ب1500 ريال وتفاجأ اليوم بارتفاع أسعار المواشي بسبب دخول شهر الرحمة، حيث يوضح أن هنالك من يستغل شهر العبادة ببيع تلك الأغنام بأسعار مرتفعة للغاية تساهم في زعزعة أسواق الأغنام. فيما تفاجأ المواطن عبدالله إسماعيل الصائغ، الذي كان يرغب في شراء ثلاث ذبائح، بأنه غير مستوعب لمعدل الارتفاع في الاسعار، مرجحا أن السبب يتمثل في احتكار بعض التجار الكبار للماشية، ما يؤدي لارتفاع أسعارها ولا سيما في أسواق الجملة، وهذا هو السبب وراء ارتفاع الأسعار سنويا تزامنا مع شهر رمضان من كل عام، مؤكدا أن تجار المفرد وصغار التجار والبائعين يعملون وفق ما يحدده تجار أسواق الجملة، والذين يفرضون الأسعار التي يريدونها ويفرضونها على المواطنين. ويخاطب المواطن حسين محمد جحيو الجهات المعنية بالتحرك لضبط الأسعار بسوق المواشي، حتى ينعم المستهلك بالسعر المعقول، وباتت الظاهرة تستحق الالتفات من قبل الجهات المعنية، خاصة أن البعض يحدد بنفسه وبدون أي سبب أسعارا مبالغا فيها، لدرجة أن تلك الأسعار تجعل المستهلك يتراجع عن الشراء بالرغم من حاجته الماسة له. ويرى المواطن منصور إبراهيم الطقيقي أن التاجر يضع المستهلك ضمن إطار صفقاته التجارية التي تدر عليه أرباحا مادية طائلة، وهو ما يجعلهم يستغلون جميع المناسبات لقنص النقود من جيوب المستهلكين المضطرين للشراء. وعن أسباب الارتفاع في الأسعار قال إن التجار يحرصون هذه الأيام على احتكار الماشية والتحكم بالسوق وزيادة معاناة الناس وارتفاع بنسبة 50 في المائة، ما يعني أن هنالك أمورا غير منطقية تقف وراء هذا الارتفاع وليس للأمر علاقة بعدم توفر الماشية. وتحدث العم محمد بن عايد الهباج، أحد تجار سوق الأغنام بمحافظة ضباء بقوله: «نحن لا نكسب سوى القليل ولكن حينما يرفع التاجر أسعار المواشي فنحن لا نرضى بالخسارة، ولا بد أن نكسب ولو بالقليل. نحن على علم بأن الدولة تعمل على تذليل العقبات لتجار المواشي بشتى الطرق، ولكن تبقى المشكلة قائمة من الأساس وهي جشع التجار الكبار».