تسبَّبت موجة غلاء أسعار الماشية التي شهدتها الأسواق في أنحاء شتى من السعودية في تحوّل شريحة ليست بالقليلة من المواطنين إلى شراء لحوم الماشية المستورَدَة "المجمَّدة" المتوافرة بالمجمعات التجارية؛ لمواجهة متطلبات الأُسَر مع قُرْب حلول شهر رمضان المبارك. وأكد عدد من المواطنين ل"سبق" أن مُربِّي الماشية صاروا ينتهزون الفرص، وبخاصة مع دخول شهر رمضان المبارك؛ لتحميل المواطن فوق طاقته، برفع أسعار الماشية؛ ليعوِّضوا خسائرهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والشعير وشُحِّهما في الفترة الحالية؛ ليتحمل المستهلك تلك القِسْمة التي يفرضها البائع على الزبون؛ لتعويض ما يمكن، خاصة في ظل غياب الجهات الرقابية عن متابعة الأسواق، وما يدور فيها من استغلال واضح لحاجة المواطن المغلوب على أمره!! وأشار عدد آخر إلى أن لجوء مُربِّي الماشية للبيع بأسعار خيالية بحجة شرائهم الماشية بأسعار مرتفعة حرم بعض المستهلكين من "اللحمة"، وجعلهم يغيّرون وجهتهم للمجمعات التجارية، ومحال "الجزارة" للشراء الجزئي؛ للخروج من أزمة ارتفاع السعر، ومحاولة التعايش مع ميزانية الأُسْرة التي غالباً ما تنتهي بمرور منتصف الشهر الفضيل. وأضافوا بأن تجار الماشية أُصيبوا بالجشع على الرغم من كفاية المعروض لتغطية الطلب. لافتين إلى أنهم لاحظوا أن هناك تكتلاً واتفاقاً بينهم على أسعار محدَّدة للبيع؛ بسبب تقارب أسعار عدد كبير منهم عند مفاوضات الشراء معهم!! وطالب عدد من المستهلكين الجهات المعنية بالرقابة على الأسواق، ومنها أسواق الماشية، بفرض أنظمة لمكافحة جنون الأسعار، وعدم ترك الحبل على الغارب لمربِّي الماشية بفرض ما يشاؤون على المستهلك الذي أصبح رهين الطلبات التي تحاصره من كل اتجاه!!
أسواق الأغنام في الشرقية : شهدت أسواق الأغنام بالمنطقة الشرقية يومي الجمعة والسبت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار بنسبة وصلت إلى 40% في أسواق المواشي بمدن: الدمام والأحساء وحفر الباطن والنعيرية، والتي شهدت إقبالاً متزايداً من الراغبين في الشراء. وطالب تجار مواش وموردون بضخ كميات إضافية من الأغنام لسد متطلبات السوق في وقت بدأت فيه الأسعار بالارتفاع التدريجي، مشيرين إلى أن سعر البلدي النعيمي تفوق على المستورَد في حجم الطلب ليتخطى سعر الخروف 1500 ريال. وأكد تجار المواشي أن الأغنام المستوردة لم تساهم في خفض أسعار المواشي محلياً؛ لارتفاع السعر في بلد المنشأ مثل سوريا والأردن وتركيا وأستراليا. وتساءل عدد من المواطنين: "أين الرقابة وأين دور مسؤولي وزارة التجارة والمسؤولين في الجهات الأخرى؟ وما السبب في هذا الارتفاع وبخاصة بعد دعم الأعلاف والشعير؟". وطالب المواطنون ممثلي وزارة التجارة بالحضور لأسواق المواشي، كما طالبوا بتحرك جمعية حماية المستهلك تحسباً لأي ضرر يقع على المواطن والمستهلك.
"نصف ريال" التخفيض على أسعار الدواجن ببيشة : أوضح المواطنون في محافظة بيشة أن بعض شركات الدواجن أعلنت تخفيض أسعار منتجاتها تجاوباً مع الأمر الملكي القاضي بزيادة دعم الأعلاف بنسبة 50%، إلا أنهم أكدوا أن أسعار الدواجن لم تنقص إلا "نصف ريال"، وهو ما لم يُرضِ شريحة كبيرة من المستهلكين، فيما ظهرت على "الفيس بوك" حملات تدعو لمقاطعة الشركات التي لم تخفِّض أسعار منتجاتها بالشكل المطلوب والمتوافق مع الدعم الحكومي. وقد أبدى الكثير من المواطنين استياءهم من الشركات التي أعلنت تخفيض أسعار منتجاتها والشركات لم تعلِن إلى الآن، بينما طالب المواطن محمد المنيعي عبر "سبق" بأن يكون هناك رقابة من الجهات المسؤولة لشركات الدواجن . ودعا الحارثي شركات الدواجن إلى كشف قيمة الأعلاف في كلفة المنتج النهائي الذي تقدِّمه للأسواق؛ "لكي نستطيع نحن المتابعين والمستهلكين معرفة حجم الفائدة الذي انعكس على تلك الشركات من وراء الدعم الحكومي، ويكون هناك معرفة تابعة من المستهلك والمراقب". وتساءل المواطن رجا العمودي عن دور الجهات المسؤولة عن مراقبة الأسعار وتوحيد الأسعار لجميع الشركات؛ حتى لا يكون هناك تلاعب من بعض الشركات. وأكد العمودي أن دعم خادم الحرمين بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50% يأتي لحرصه على راحة المواطن والمقيم وعدم المغالاة في الأسعار. ارتفاع أسعار المواد الغذائية : سجلت العديد من أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً ملحوظاً في العديد من المحلات التجارية ببيشة، بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك؛ مما سبب تذمر العديد من المواطنين، الذين دعوا إلى تفعيل الرقابة على الأسواق والمبادرة بالإبلاغ عن أي ارتفاع في الأسعار. وقال المواطن سعيد السلولي ل"سبق" إن الفروقات السعرية الموجودة على السلع المتعددة في السوق تحتاج إلى متابعة ومراقبة من الجهات المعنية, مشيراً إلى أنه يُلاحظ تفاوت في الأسعار من متجر إلى آخر, مبيناً أن هذه الزيادات السعرية تتسبب في إرهاق كاهل الكثير من الأسر. وشدد السلولي على دور المستهلك وثقافته الشرائية وأهمية أن يكون على وعي كاف بالقيمة الشرائية، داعياً إلى المبادرة بإبلاغ الجهات المعنية عند ملاحظة أي ارتفاع. ومن جهته، أكد محمد المقيطيف أن ضعف الرقابة هو السبب الحقيقي في ارتفاعات الأسعار التي تشهدها أسواق المملكة, داعياً الجهات المعنية إلى تشديد مراقبة الأسواق وأسعار السلع، وإيقاع أقصى العقوبات تجاه كل مخلّ أو متكسب جشع.