مع بدء العد التنازلي لإطلالة رمضان وارتفاع وتيرة شراء «المقاضي» فإن بعض المحال في سوق الصواريخ بدأت بعرض مواد غذائية شارفت على انتهاء الصلاحية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل إن هناك بقالات تبيع منتجات انتهت صلاحيتها منذ أشهر، مستغلة في ذلك التكالب على الشراء وعدم ملاحظة المشترين شارة انتهاء الصلاحية، وفي الوقت الذي تشدد وزارة التجارة والصناعة على أهمية التواصل والإبلاغ عن الملاحظات التي يواجهها المستهلكون من خلال الرسائل التوعوية والإعلانات بالإبلاغ عن التجار المتلاعبين في الأسعار أو المحال التي تعرض موادا غذائية غير صالحة أوقريبة الصلاحية، إلا أن واقع الحال في أسواق وبقالات الجملة الواقعة في سوق الصواريخ جنوبي محافظة جدة تؤكد إصرار أصحاب هذه البقالات على المخالفة بعرض بعض الأغذية والمشروبات التي لم يتبق على صلاحيتها سوى شهر واحد وفي الغالب لا تتجاوز مدة الصلاحية شهرين فقط، خاصة الأصناف التي يكثر الإقبال عليها في رمضان والتي يحصلون عليها من المتاجر الكبرى بأسعار زهيدة لتتم إعادة بيعها من جديد من خلال محلاتهم إلى محدودي الدخل. والشيء الملفت للنظر أن هذه المواد لرخص سعرها تجد إقبالا كبيرا خاصة من قبل المقيمين الذين عزا بعضهم سر التهافت على هذه المواد الغذائية وشرائها بإمكانية استهلاكها في مدة قصيرة قبل انقضاء الفترة المحددة لصلاحيتها بالإضافة إلى رخص قيمتها بشكل يصل في أحيان كثيرة إلى نصف سعرها الحقيقي في السوق. ويرى محمود عبدالله أن هذه الأغذية والمعلبات لا تختلف عن غيرها من ذات النوعية من حيث الطعم ويقول إن معظم ما يحتاجه المنزل من الأجبان واللحوم المعلبة يحرص دائما على شرائه من سوق الصواريخ معللا ذلك بمواءمة السعر لميزانيته وسهولة الحصول على غذاء آمن قبيل انتهاء الصلاحية بسعر مخفض. ويشير إلى أن أغلب المعلبات التي لم يتبق على تاريخ انتهاء صلاحية استهلاكها سوى شهر أو أقل لا يختلف طعمها عن الحديثة التصنيع، مؤكدا استهلاكه وأسرته لهذه المعلبات منذ زمن طويل ولم يسبق أن تعرضوا إلى أي عارض صحي. من جانبه، يقول علي منصور إنه لا يشتري الأغذية المعبأة في عبوات بلاستيكية أو ورقية ويعلل ذلك بسهولة تزييف التاريخ على عبواتها وتغير طعمها مع اقتراب انتهاء صلاحيتها، مضيفا بقوله «أحاول دائما قبل شراء الأغذية المعلبة أن لا تقل المدة المتبقية لها عن ستين يوما»، ويرجع ذلك إلى إحدى الدراسات التي اطلع عليها حول صحة الغذاء في هذا الخصوص ويشير إلى ابتعاده التام عن شراء الأسماك المعلبة التونة واللحوم ما لم يتبق على صلاحيتها مدة تفوق الثلاثة أشهر. من جهته، برر أحد الباعة في محلات بيع المواد الاستهلاكية قريبة الانتهاء عرض هذه المعلبات بأنها خدمة للزبائن ومساعدة لهم في مواجهة غلاء الأسعار خصوصا ذوي الدخل المحدود وأصحاب الأسر الكبيرة. وعن مصدر الحصول عليها قال «لدينا علاقات جيدة بالأسواق الكبرى وبعض التجار سهلوا لنا شراء المعلبات والأغذية التي مازالت صالحة للاستهلاك بأسعار مخفضة بعد تصفية مستودعاتهم في نهاية الموسم»، وأكد أن عملاء المحل منذ افتتاحه في ازدياد ولم يسبق أن واجه أي مشكلة معهم. من جانبه، أكد بائع آخر من جنسية شرق آسيوية عدم عرض أي منتج غذائي إلا بعد التأكد بأن المدة المتبقية لصلاحية الاستهلاك أكثر من شهرين حرصا منه على صحة وسلامة المستهلك وقال إن الشريحة الكبرى من زبائن المحل من أبناء إحدى الجاليات العربية وكذلك من أبناء جلدته وبرر وجود بعض علب البسكويت والشيكولاته التي لم يتبق على انتهاء صلاحيتها سوى بضعة أيام بأنها من الأغذية السريعة في الاستهلاك والبيع بشكل يومي بسبب الإقبال الكبير من الأطفال عليها. وخلال جولة «عكاظ» في سوق المواد الغذائية الواقعة في الواجهة الشمالية لسوق الصواريخ، رصدت العدسة إغلاق بعض المحلات صباحا وفي محاولة للحصول على إجابة عن الأسباب وراء إغلاقها قال أحد العاملين في حمل وتنزيل البضائع إن هذه المحلات تفتح عصرا خوفا من الرقابة لاحتوائها على كميات من المواد الاستهلاكية التي لم يتبق على انتهائها سوى أيام. بدورها أكدت أمانة جدة تكثيف المتابعة الرقابية على الأسواق وتركيز الجولات الميدانية على المراكز التجارية والمولات والمحلات التي تقدم المواد الغذائية بالمتنزهات ومدن الملاهي والاستراحات بالإضافة إلى مطاعم الفنادق والمطاعم العامة، كما أشارت الأمانة إلى تطبيق خطة شاملة خلال شهر رمضان المبارك لإحكام الرقابة على كل ما يعرض من خلال البسطات الرمضانية سواء أمام محلات الأغذية أو في منطقة البلد للتأكد من التزامها بتطبيق الاشتراطات الصحية مشيرة إلى أهمية تعاون الجميع من خلال التواصل والإبلاغ عن أي ملاحظة تتعلق بسلامة ونظافة المواد الاستهلاكية والأغذية التي تقدم في المحال التجارية والمطاعم من خلال الاتصال على الرقم (940).