تمثل الشرطة النسائية بمنطقة المدينةالمنورة عاملا مهما في الحفاظ على الأمن داخل الحرم النبوي الشريف، الذي يضم أكبر عدد من النساء الزائرات من مختلف بلدان العالم، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود للحفاظ على أمنهن داخل الحرم النبوي. ومع العد التنازلي لإطلالة شهر رمضان الفضيل وتوافد أعداد كبيرة من الزوار إلى المدينةالمنورة فإن عمل الشرطة النسائية في الحرم النبوي الشريف يتضاعف. «عكاظ» سلطت الضوء على الشرطة النسائية بالحرم لإبراز جهودهن في محاربة الجريمة والحفاظ على أمن وأمان الزائرات. وفي هذا السياق أوضحت صالحة محمد الصبياني نائبة المشرفة على مأمورات التحري «الشرطة النسائية» داخل الحرم النبوي الشريف عن مهامهن والدور الذي يقمن به فقالت: «نحن في الشرطة النسائية نعمل داخل الحرم النبوي وهدفنا الأول يتمثل في تحقيق الأمن للزائرات داخل الحرم وفي ساحاته فنحن إدارة مستقلة عن إدارة المسجد الحرام، ونتبع إداريا الأمن العام ونظاميا الخدمة المدنية». وأضافت: من مهامنا القبض على النشالات والقضاء على ظاهرة التسول داخل الحرم النبوي وساحاته وتحويل النشالات والمتسولات إلى الشرطة المركزية لاتخاذ اللازم معهن والقبض على الخادمات الهاربات عندما يردنا بلاغ عن خادمة هاربة نقوم بالبحث عنها فنجد بعضهن بعد الهروب يتوجهن إلى الحرم النبوي. وتابعت بقولها: كما نقوم بالبحث المكثف عن الفتيات الهاربات من ذويهن واللاتي تم الابلاغ عنهن وفي حال العثور عليهن نقوم بالاتصال على أولياء أمورهن والتأكد من هويتهن ومن ثم تسليم الفتاة إلى وليها، إضافة إلى فض المشاجرات التي تحصل بين الزائرات والتي تكون غالبا بين زائرتين من جنسيتين مختلفتين فنجد أحيانا زائرة تتهم أخرى بسرقتها مما ينتج عنه مشاجرة بين الاثنتين وتتم السيطرة على الوضع والقيام بتكتيبهن تعهدا بعدم فعل مشاجرات داخل الحرم النبوي، إلى جانب الحفاظ على الأطفال التائهين لحين البحث عن ذويهم والتأكد منهم وتسليمهم اليهم، أيضا القيام بمساعدة التائهين من ضيوف الرحمن لإيصالهم إلى جماعتهم أو الاتصال على مشرف الحملة. وتابعت أن مهام الشرطة النسائية بالحرم النبوي الشريف أيضا طلب الإسعاف للحالات الطارئة كالإصابات والوفيات وتنظيم الزائرات بالروضة الشريفة ومراقبة الوضع فيها. وعن المعوقات التي تصادف الشرطة النسائية في الحرم النبوي الشريف قالت: نواجه في بعض الأحيان حالات عديدة من المس والمرض النفسي وتعتبر هذه الحالات من الحالات التي يصعب التعامل معها بسهولة لأن هذه الحالات تتطلب التصرف بحكمة وعقلانية وهدوء حتى نتمكن من السيطرة عليها وتسليم الحالة إلى ذويها بعد تهدئتها و إخراجها من الحرم النبوي حتى لا تتسبب الحالة بإزعاج المصليات داخل الحرم وخارجه. وتابعت نائبة المشرفة على مأمورات التحري «الشرطة النسائية» بقولها: هناك بعض الزائرات ينسين أغراضهن الخاصة فنقوم بالاحتفاظ بها لحين حضورهن واستلامها، ومن مهامنا أيضا مراقبة المواقع داخل الحرم وفي الساحات النسائية. وتؤكد صالحة أن ظاهرة التسول داخل الحرم النبوي آخذة في الاندثار، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة للعام الهجري الحالي إلى أن عدد المتسولات بلغ تسع حالات فقط. فيما بلغ عدد النشالات 45 نشالة من مختلف الجنسيات أما حالات المس والإصابات النفسية فقد بلغت تسع حالات من مختلف الجنسيات. وسجلت الهاربات من منازلهن 29 حالة لفتيات سعوديات يلجأن للجلوس بالحرم النبوي الشريف بسبب ضغوط الأهل أو المشاكل التي يجدنها. وعن أكثر المتاعب التي تواجههن قالت: في أي عمل هناك متاعب ومن أصعب الحالات التي نواجهها النشالات والمس والإصابات النفسية، وفي عملنا مهما كانت المتاعب فإننا صابرات وسعيدات بما نقوم به من أجل خدمة ضيفات الرحمن والحفاظ على أمن وأمان هذه البقعة الطاهرة. من جانب آخر أوضحت مأمورة التحري بالحرم النبوي الشريف هيا أحمدالقمزي التي ألقت القبض على نشال متنكر بزي النساء فتقول «تمكن الرجل المتنكر بزي النساء من دخول الحرم والوصول إلى الروضة الشريفة وشاءت الأقدار أن يفتضح أمره بوقوع النقاب عن وجهه بسبب الزحام الحاصل بالروضة الشريفة، فانتبهت بعض الزائرات له، وتوجهت إليه مسرعة للقبض عليه وفعلا تمكنت من محاصرته بالتعاون مع بعض الزائرات اللاتي قمن بمساعدتي فلم يتمكن من الهرب وتولت الجهات المسؤولة بعد ذلك استلامه وتحويله إلى الشرطة للتحقيق معه، حيث كانت هذه الحالة من أغرب الحالات التي واجهتها منذ أن بدأت بالعمل في الأمن داخل الحرم النبوي الشريف. من جهته أوضح مدير شرطة الحرم النبوي العميد الدكتور نايف المرواني أن عدد مأمورات التحري «الشرطة النسائية» يبلغ نحو 30 مأمورة تحر وهناك نفس العدد للموسميات المتعاونات في موسم العمرة والحج. وأكد المرواني أن الشرطة النسائية داخل الحرم تم إخضاعها لدورات تدريبية فيما يخص الأمن وكيفية الحفاظ على الحالة الأمنية داخل الحرم النبوي بالقسم النسائي ومراقبات الحرم النبوي وساحاته فيما يختص بالقسم النسوي الذي يستلزم الخصوصية ويحتاج إلى نساء مدربات ومؤهلات في الحفاظ على أمن وأمان الزائرات، ولا يقتصر دورهن على الأمن فقط بل يتعداه ليشمل الجانب الإنساني في كيفية التعامل مع الزائرات وكبار السن والتائهات منهن. خدمة المجتمع العميد الدكتور نايف المرواني مدير شرطة الحرم النبوي الشريف أوضح أن الشرطة النسائية تتولى مراقبة الوضع الأمني داخل وفي ساحات الحرم النبوي الشريف وتنظيم النساء أوقات الزيارة ومتابعة المشبوهات والنشالات والمتسولات وكان للقبض على المتنكر بالزي النسائي داخل القسم النسائي بالحرم توضيح لأهمية الشرطة النسائية في الحفاظ على الأمن. وأوضح أن للعمل التطوعي في هذا المجال دورا كبيرا في خدمة المجتمع وأكد أنه لو فسح المجال للمرأة للعمل التطوعي في مجال الشرطة وفي المجالات التي تخدم أمن الوطن والزوار لوجدنا إقبالا كبيرا من السيدات على العمل التطوعي.