انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس المعلم والتربوي عيسى بن عبدالله الدباغ، بعد معاناة مع المرض، عن عمر ناهز 98 عاما، وأديت الصلاة عليه عصر أمس. الفقيد ولد في وسط المنطقة المركزية في العاصمة المقدسة وعلى مقربة من المسعى عام 1915، وعاش وترعرع في مكةالمكرمة، متنقلا بين أحيائها وأزقتها، والتحق بمدرسة نظامية في مكةالمكرمة، ودرس صفوفه الأولية فيها، إضافة إلى دراسته في الحلقات العلمية بالمسجد الحرام. وعانى الدباغ من اليتم صغيرا، بعد أن فقد والده عبدالله الدباغ في وقت مبكر من عمره، ليتولى أمر رعايته أخوه الأكبر حسن بإشراف مباشر من (ابن عم والده) محمد طاهر الدباغ. واستعان به المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- ليشرف على تعليم عدد من ابنائه، لبراعته في علمي الحساب واللغة العربية. وأوضح الدكتور عبدالله (نجل عيسى الدباغ رحمه الله) أن والده كان معجبا بطريقة إدارة الملك عبدالعزيز للبلاد في تلك الفترة، لافتا إلى أن الفقيد كان يهتم بالعلم وحريصا على تعليم ابنائه التسعة (خمسة ذكور وأربع بنات). وقال عبدالله «كان هذا قبل نشأة الرئاسة العامة لتعليم البنات، أحضر والدي المعلمين لتعليم أخواتي وتدريسهن المواد التخصصية التي توازي شهادة الثانوية في تلك الفترة». وتنقل المربي الدباغ بين مدن المملكة الثلاث (الدمام، الرياض، مكةالمكرمة)، مواصلا مشواره التعليمي حتى بلغ المدير العام للتعليم في المدارس العسكرية والمشرف عليها في جميع أنحاء المملكة، وبعدها انتقل إلى وزارة المالية، وأصبحت محطته الأخيرة إلى أن تقاعد. ويتقبل العزاء للرجال والنساء في منزله بمدينة الطائف حي قروى شارع الفرزدق أمام مدرسة الجاحظ وجوار مجلس القضاء الأعلى، أو على هاتف 027367694 أو فاكس 027361844 أو جوال 0500699321.