تتجدد معاناة النساء المحتاجات في محافظة عرعر كل يوم، ويتعرضن لكثير من الإرهاق والتعب نتيجة المماطلة في إنهاء إجراءات معاملاتهن من قبل موظفين في مكتب الضمان الاجتماعي في عرعر، وضعوا في الأساس لتخفيف معاناتهن، لعدم وجود قسم نسائي. «عكاظ» تجولت ميدانيا ورصدت وضع المرأة هناك، بترحيب من مدير الضمان الاجتماعي بمنطقة الحدود الشمالية عوض المالكي، مؤكدا أن الإعلام هو العين التي يشاهدون بها، وانه يدعم عملنا بلا شك. التقينا عددا من المراجعات، وكانت أغلب مطالبهن باستحداث قسم نسائي؛ حتى لا يتعرضن للحرج من التحدث مع الموظفين. برنامج الأثاث «أم فهد» تعاني كثيرا بسبب شدة حاجتها، موضحة أنها امرأة مطلقة، ولديها ولد تقوم بإعالته ولا دخل لها سوى 1100 ريال من الضمان الاجتماعي، وتسكن في منزل بالإيجار الشهري (700 ريال)، وتدفع لأحد البنوك 400 ريال، فلا يتبقى لها من ضمانها شيء ليساعدها على ظروف المعيشة، ولا تجد ما تأكله أو تشربه، مؤكدة أنها ذهبت للضمان الاجتماعي كي تطلب أثاثا لمنزلها، حيث أنها لا تملك لا غاز، ولا ثلاجة، ولا فرن، ولا فرش، وفي كل مرة يقول لها الموظف: «بكره راجعينا»، وعلى هذا الحال من شهر صفر إلى شهر رجب، وفي النهاية عند مراجعتي لهم، يقول لي الموظف: توقف هذا البرنامج ولا نستقبل طلبات له، وتوضح: «يقصد برنامج الفرش والتأثيث»، وتطالب بفرع نسائي لتقديم الخدمات للمراجعات؛ نظرا لتعرض الكثير منهن للحرج خلال تعاملهن مع الموظفين وعدم استطاعتهن تبادل الحديث معهم ومزاحمتهم خلال المقابلات الشخصية. وتتفق «أم عيد» معها وتناشد المسؤولين بالإسراع في افتتاح القسم النسوي، مضيفة: نعاني من ضيق الغرفة المخصصة لنا للمراجعة، وسوء التهوية فيها وعدم نظافتها من الأتربة والبعض منا يعانين من الربو ولا نستطيع الجلوس بها. موظف البنك ومن جهتها، تتضجر «أم حمد» من تأخر صرف المساعدة المقطوعة، مؤكدة أنها عندما تذهب للتقديم على المساعدة المقطوعة يقول لها الموظف: شهر وتكون بحسابك، إلا أننا ننتظر شهر واثنين وثلاثة ولا ينزل في الحساب شيء، متسائلة: لماذا كل هذا التأخير وهذه المماطلة، وحرمان المواطن من حقه الذي خصصته له الدولة. أما «أم سالم» فتروي حكايتها مع موظفي مكتب الضمان بعرعر، وتقول: بطاقة الصراف الممنوحة لأولادي من الضمان انتهت صلاحيتها، وأتيت لتجديدها، فقال لي الموظف الموجود إن التجديد عند موظف البنك، وعند البحث عن هذا الموظف، قيل لي أنه لم يحضر ولا يعلمون متى يأتي للمكتب، وأنا موظفة ولا أستطيع الانتظار على أمل أنه يحضر أو لا يحضر، مضيفة: أتيت إليهم في اليوم التالي من الساعة الثامنة صباحا، وكان التيار الكهربائي مقطوعا، وجلست عندهم حتى الساعة الحادية عشرة أنتظر حضور مندوب البنك مع اشتداد الحر، ومع ذلك لم يحضر، وقال لي أحد الموظفين: «الله يعينك تعالي الأسبوع الجاي على أمل أن يكون موجودا»، وما تزال المعاناة مستمرة. زيادة المخصصات «أم عبد الرزاق» تقول أنها تسكن مع والدتها وأختها المطلقة والتي لديها 4 أطفال، في بيت إيجار، ولا يوجد لديهم عائل بعد وفاة والدهم، وأن المستحقات الشهرية المخصصة لهم لا تكفيهم لتلبية جميع احتياجاتهم، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وأنها تأمل زيادة المستحقات؛ لأن مبلغ الضمان هو الدخل الوحيد العائد عليهم، مضيفة أن مخصصات الضمان والمساعدات المقطوعة لا تكفي الكثير من الأسر، وخاصة من كان عددهم كبير، مطالبة بزيادة المخصصات لكل أسرة لمواجهة متطلبات الحياة وغلاء المعيشة. وتشكي «أم فيصل» بحرقة والدموع تملأ عينيها، وتقول: أنا أم لتسعة أطفال ووالدهم كبير في السن وليس له قدره على العمل، عانيت كثيرا من التنقل من بيت إلى آخر بسبب الايجارات المرتفعة، والآن أعيش في بيت أختي أنا وأولادي التسعة، ولا نعلم إلى متى يستمر هذا الوضع، فنحن نعيش من مخصصات الضمان والمساعدات المقطوعة فقط، وأطلب رفع مخصص الضمان ليعينني وزوجي واولادي على العيش.