دعوة لحفل زفاف عبر كرت دعوة عمره 80 عاما، وتحديدا في 2/4/1354ه، دعا كل من عبدالوهاب حسوبه، عبدالوهاب شبكشي، وحسن علي شبكشي، أهالي المجتمع الجداوي لعقد قران الأبناء «صالح، وعبدالمجيد شبكشي». وحول ذكريات تفاصيل كرت الدعوة أوضحت الكاتبة هيفاء اليافي حرم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الدكتور أسامة عبدالمجيد شبشكي أنها تمكنت من الحصول على كرت الدعوة كتذكار من جدها لأمها الذي حكى لها تفاصيل الزفاف الذي أقيم في منزل الشبكشي في حارة اليمن الساعة الثانية أي الساعة الثامنة مساء. وتتابع بقولها: وفقا لطبيعة عمل جدي كتاجر في مجال تجارة الأقمشة والساعات كان كثير السفر إلى القاهرة وبريطانيا وسويسرا فربما تكون تمت طباعة الكرت في أحد هذه البلدان أو ربما في مطابع الأصفهاني أولى المطابع الشهيرة في جدة. وحول المفارقة بين أسلوب الدعوة لزواجها وزواج أجدادها فإن الدعوة لحفل زفافها تمت وفق أسلوب «التسمع» حيث شهد زواجها دعوة نحو 400 امرأة، حيث كان يقام فرح الرجال في الصيوان والنساء على سطح المنزل. ولإلقاء الضوء على عادات أهل الحجاز في الدعوة لحفل الزفاف تشير الباحثة في التراث الحجازي اعتدال عطيوي إلى أن الدعوة لحفل الزفاف كانت تتم عبر أسلوبين، إما بتأجير امرأة مقابل مبلغ مالي فتقوم بالذهاب للبيوت ودعوة الأسر وهذا الأسلوب ظهر في الخمسينيات الهجرية، وإما عبر أسلوب يسمى «التسمع» أي دعوة متناقلة بين الأسر والمعارف، وفي كل الأحوال لا يحضر المعازيم إلا بعد أن توجه لهم الدعوة للحضور، وإن حدث وحضر أحد بلا توجيه دعوة لا يكون حضوره مزعجاً لأهل الفرح، لأن المجتمع يتسم بالبساطة والقبول بخلاف الوضع الاجتماعي الراهن في المناسبات وفق الدعوات المحددة للمقاعد في قاعات الأفراح. وعن فكرة ظهور الدعوة للزفاف عبر بطاقة الدعوة تشخص عطيوي الوضع بقولها نظرا للحراك الاجتماعي والثقافي لمدينة جدة كونها مركزا تجاريا وبوابة للمعتمرين والحجاج وما تضمه من مختلف الثقافات، فمن السهل تأثر الأسر في جدة بالمتغيرات الاجتماعية فربما تم اكتسابه من موروث الثقافات الأخرى. وفي الوقت نفسه، تذكد الباحثة التراثية اعتدال عطيوي بان مطبعة الأصفهاني من اقدم المطابع في جدة ومن الوارد أيضا أنها كانت تقوم بطباعة بطاقات الدعوة آنذاك. وعن الفترة الزمنية لبدء حفل الزفاف تقول عطيوي إن المقصود بالساعة الثانية ليلا أي الساعة الثامنة مساء، حيث إن أغلب حفلات الزفاف كانت تبدأ في هذا الوقت وتستمر للثانية ليلا، مع استمرارية الفرح لعدة أيام حيث كان الفرح يقوم على المساندة الاجتماعية والمشاركة في الأعباء المادية والتجهيز، فصلا يترك التنظيم لأهل الفرح بل بالمشاركة من قبل الأسر المدعوة.