عبير الزهراني «الباحة» بكثير من الأسى تروي (أ. ح. الزهراني) 36 عاما معاناتها الكاملة مع مرض التصلب اللويحي الذي باغتها منذ أكثر من عشرة أعوام ولم يغادرها حتى الآن. وتعود تفاصيل المرض كما روتها الزهراني ل«عكاظ» إلى حالة الخدر والتورم التي وخزت أطرافها، فحدت من حركتها وأفقدتها القدرة على ممارسة المهارات الأساسية من مشي وإقامة الشعائر الدينية، والانتصاب في الوقوف وكذلك الجلوس بقاع الأرض، كما أفادت بأنه ومع مرور الزمن باتت تعاني صداعا نصفيا حادا ما أثر تأثيرا بالغا على وظائف العين اليمنى، نتج عن ذلك حدوث عتمة فيها، الأمر الذي قادها إلى التردد على مستشفى الملك فهد بالباحة، فرأى الأطباء ضرورة تناول (الكورتيزون) عن طريق الوريد، إلا أن تحسنا واحدا لم يظهر على صحتها، فتم رفع الجرعة بكمية عالية تفوق قدرتها على التحمل فزاد الأمر سوء. وزادت: بعد تفاقم المرض تم تحليل عينة من النخاع الشوكي للكشف عن ماهية المرض، وعندها أقر الأطباء في وقت متأخر إصابتي بمرض يدعى مرض التصلب اللويحي المتعدد. ومع الاستمرار في تعاطي العقار تقول الزهراني: إن العقار لم يعد يجدي نفعا في حالتها المتدهورة هذه مع ضعف الإمكانيات العلاجية المتوفرة بالمستشفى، وفقا للأطباء الذين باشروا حالتها منذ البداية. وأوضحت المرأة المعتلة أنها الآن لا تلوي على شيء في ظل افتقاد الرعاية الصحية والتأهيلية بالمسشفى، خاصة بعد أن أحجم الأطباء عن علاجها وانتفاء تقديم الخدمة العلاجية لها بدعوى أنها غير متوفرة لديهم. «عكاظ» سألت المريضة عما إذا كانت تستخدم دعامات أو كرسي متحرك في عمليات التنقل فقالت إنها لا تستعين بأي شيء إلا أن تحركاتها محدودة في نطاق ضيق داخل المنزل، ولها ابن دون العامين لا تقوى على خدمته ولا حتى تناوله من الأرض حين يجهش من البكاء أو يتضور من الجوع. مؤكدة أنها بحاجة إلى دعم مادي لتسيير حياتها، فزوجها حسب توصيفها لا يتقاضى شيئا وهم غير مسجلين في أية جهة حكومية تحقق لهم دخلا مستداما من ضمان اجتماعي أو غيره. اللويحي الذي أوهن أطرافها يبدو أنه مرض عضال تعذر عن إزالة أعراضه حتى مركز التأهيل الشامل بالمنطقة بعد أن أصابها (الروماتيزم) مؤخرا في مقتل. وختمت بالقول: أصادف عائقا في عدم تمكيني من العلاج بمراكز التأهيل الشامل بخارج المنطقة من أجل عدم منحي إحالة طبية من المستشفى في الوقت الذي يجمع فيه الأطباء بعدم توفر العلاج المناسب لحالتي. وتساءلت بقولها: إذا كانت مستشفيات المنطقة غير قادرة على معالجتي فلماذا لا يمنحوني إحالة طبية لأحد المستشفيات المتخصصة كتخصصي الرياض على سبيل المثال ؟.