تبدأ الأسواق الشعبية في مناطق المملكة تغيير أيام البيع والشراء وذلك بعد 40 عاما نتيجة تغيير الإجازات الرسمية للدولة والتي تحولت إلى يومي الجمعة والسبت. أسواق «الخميس والجمعة والربوع والثلوث» باللهجة الدارجة ستقوم تلك الأسواق بتغيير أوقات العمل إلى أيام الإجازات لكنها لن تستطيع تغيير المسميات التي تعارف عليها السكان منذ سنوات طويلة. في بني سعد سيستقبل سوق الخميس المتسوقين يوم الجمعة لعرض بضائعهم المختلفة من البن والهيل والعسل والمواشي المختلفة خاصة أن هذا التغيير سيتزامن مع شهر رمضان المبارك حيث أن الدوام الرسمي سيكون يوم الخميس ومن غير المعقول ترك الموظفين أعمالهم والذهاب للتسوق في الأسواق الشعبية. ويرى عبدالله النفيعي أن الأسواق ستبدأ في تغيير أوقاتها لكنها لن تستطع تغيير المسميات بعد أن ارتبطت تلك الأيام بالمسميات فسوق الخميس يفتح أبوابه لاستقبال المتسوقين يوم الخميس منذ سنوات طويلة وهذا اسم متعارف عليه في الاسم والتوقيت ولن يستطيعوا تغيير المسمى الذي تعارف عليه الآباء والأبناء من سنوات لكنه سيتحول فقط في التوقيت ليتحول السوق من يوم الخميس إلى غيره من الأيام. واعتبر عايض المالكي أن المسميات ارتبطت بالأيام ومن الصعب تغييرها في نفوس وعقليات الناس ولكن بكل تأكيد سيتم تحويل سوق الخميس إلى يوم الجمعة لكي يستقبل الأعداد الكبيرة التي تعشق التسوق يدفعها البحث عن المقتنيات الشعبية والمواد الغذائية والحبوب والأغنام والملابس وغيرها. ويقترح عواض العتيبي أن يتم استحداث سوق جديد بمسمى فقط ولكن المواقع يبقى كما هو لكي لا تندثر تلك الأسواق الشعبية التي تشكل تاريخ وذكريات لسكان تلك القرى. أما سوق الأحد أو «الاخضر» كما يطلق عليه الكثير من سكان القرى فسيكون له شأن آخر حيث سيكون بداية الدوام الأسبوعي وهذا سيساهم في غياب الكثير من المتسوقين لارتباطهم بأول يوم أسبوعي وعادة ما يكون اكثر عملا هذا اليوم. وقلل سعد الحارثي من نسبة الغياب كون الأسواق الشعبية أصبحت غير جاذبة للمتسوقين واصبح الكثير يتجه للأسواق الكبرى وهجر الشعبية التي يباع فيها القمح والشعير والأغنام والعسل وهذا لا يشكل حركة على السوق كون العديد من المنتجات تباع على الطرقات . وفي عقلة ابن طوالة يستقبل سوق الخميس الشعبي رواده يوم السبت بدلا من يوم الخميس وذلك بناء على التوجيهات الكريمة حول تعديل أيام الإجازة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت علما أن موقعه الاستراتيجي وسط المملكة، والمتوسط بين منطقتي القصيموحائل والمدينة المنورة اخذ شهرة واسعة حيث يعد الأفضل تصنيفا بين الأسواق الشعبية الأسبوعية المماثلة، من حيث الأقدم وارتياد الباعة له، وكذلك الإقبال من قبل المتسوقين من مختلف المناطق وبما يحويه من مستلزمات ومعروضات تلامس حاجة المستهلك، إضافة لتجهيزات مكان السوق من قبل أهالي القرية. وأنشأ أهالي القرية أكثر من 150 محلامجهزا بالكهرباء والماء، ليضع فيها البائع بضاعته وتقيه برودة وحرارة الجو والأمطار، وكذلك 111 مظلة من الخرسانة إضافة إلى مسجد يتسع لأكثر من 75 مصليا. وقال عبدالعزيز بن خلف الطوالة القائم على السوق: إن السوق تم إنشاؤه قبل أكثر من 25 عاما بجهود ذاتية من أهالي القرية، حيث تم بناء المحال وتجهيزها للبائع، مضيفا: نحن إخوان عدة نقوم بالمحافظة على السوق والتواجد بشكل مستمر أسبوعيا لراحة مرتاديه، وتوفير ما يحتاجونه. بعد صدور قرار تغيير الإجازة من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت ليتوافق مع الإجازات الرسمية في دول العالم هذا ما سيدعم الاقتصاد الوطني ويرفع من الإنتاج. وعن تأقلم المواطنين في المملكة مع يوم الخميس كيوم للعمل بعد أن كان الغالبية ينتظرون قدومه للراحة تحدث الطالب عبدالله وبر بأننا كطلاب تعودنا على يوم الخميس على أنه يوم راحة نستجم فيه ونذهب للتنزه مع أصدقائنا صحيح أن هذا القرار سيدعم من اقتصاد المملكة وتحدثت المعلمة ميرفت مأمون بأنه ليس مهما متى يكون موعد الإجازة ولكن المهم أنه لا يؤثر على أداء الموظف لأننا تعودنا على إجازة الخميس والجمعة منذ 40 عاما وهذا ما سيحتاج منا إلى وقت لكي نتأقلم. وتحدث محمد عبدالله موظف بأحد قاعات الأفراح بأن تغيير مواعيد الإجازة جعلهم متوترين أكثر من اللازم خصوصا أن عددا من العرسان الجدد أتى لتغيير موعد زفافه من الخميس إلى يوم السبت لأنه أصبح يصادف يوم إجازة. وأوضح علي عبدالإله بأن قرار تغيير مواعيد الإجازة سينمي اقتصاد المملكة ولكن يحتاج الموظفين والموظفات إلى وقت للتأقلم مع المواعيد الجديدة خاصة ان يوم الجمعة يكون عادة لتجمع الأقارب والأصدقاء وليس للتنزه والسبت سيكون استعدادا للعمل في اليوم الذي يليه عكس الموعد السابق فالخميس كانوا يستغلونه للتنزه والجمعة لاجتماعات الأقارب والأصدقاء والاستعداد للعمل في يوم السبت . وتحدث فهد الجعيد (عريس جديد) بأنه حدد يوم الأربعاء موعدا لزفافه لأن اليوم الذي يليه إجازة والقرار جعله مرتبكا خاصة أنه قام بطبع كروت الأفراح وتجهيز كل شيء لليوم المنشود، وأضاف لا أستطيع الآن تغيير الموعد أبدا ودوام الخميس أحبطني. وذكرت المعلمة مرام رشوان بأن قرار الإجازة سيغير الارتبطات وهو مفيد جدا خاصة وأننا تعودنا على الخميس والجمعة ولا مانع من التغيير . وتحدث همام كزاز بأن هذا الإجراء سيقرب فارق التوقيت بيننا وبين الدول الأخرى ولكن تأقلمنا معه كمواطنين يحتاج لوقت. وأضاف كنت أمضي يوم الخميس برفقة أصدقائي ولكن الآن سيستبدل جدولي من الخميس إلى السبت. فيما تذكر العم محمد القرار قبل 40 عاما وتغيره في عام 1394ه من الجمعة والسبت إلى الخميس والجمعة حيث قال أتذكر كم كنا نذهب إلى يوم الجمعة بعد يوم كان مليئا بالنشاط ولكن بعد تغيير أوقات الدوام في السابق اصبح الناس يتكاسلون للذهاب إلى الصلاة وهذا القرار سيعيدهم للمساجد.