في موازاة التطور الذي تشهده العاصمة المقدسة من حيث الخدمات الإنشائية وتطوير المناطق بما فيها النائية، تقبع منطقة العكيشية جنوبمكةالمكرمة خارج الأعمال التطويرية، بحيث يعتبر أهالي المنطقة أنهم منسيون من المشاريع التطويرية، خصوصا أنهم يفتقدون للخدمات الحيوية في الحي من سفلتة وإنارة، كما أنهم يعانون من تعدي البعض على الأراضي البيضاء. «عكاظ» زارت مخطط العكيشية وتجولت فيه ووقفت على معاناة الأهالي الذين ينتظرون الخدمات الأساسية منذ سنوات، حيث تنتشر الحفر والأخاديد في الشوارع، وتتحول إلى كمائن وأفخاخ تصطاد المركبات وتعطلها. وتزداد معاناتهم بعد مغيب الشمس، حيث تتحول الشوارع إلى ظلام يضعون معه أيديهم على قلوبهم في كل مرة يعبرونها بسبب غياب الإنارة. ويؤكدون أنهم تلقوا الكثير من الوعود من جانب المسؤولين في الجهات المعنية إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يتحقق منها شيء. وقال عدد من الأهالي ل«عكاظ»، ومنهم أحمد الزهراني، إنهم طرقوا أبواب جميع المسؤولين الذين واجهوهم بوعود، لكنها ما زالت منسية، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم. أما محمد الغامدي فقال إن العكيشية خارج التطوير تماما، حيث تنقصه الكثير من الخدمات، مشيرا إلى غياب الخدمات البلدية كسفلتة الشوارع وإنارتها ونقص في حاويات القمامة، إضافة إلى عدم إدخال خدمة شبكة المياه والصرف الصحي، مشيرا إلى أن هذا هو الهم الذي أصبح يتقاسمه الأهالي الذين يتذمرون مما يواجهونه من تعطيل عجلة التطور في حيهم. من جانبه قال فهد الزهراني: إن شوارع الحي تحولت إلى أخاديد وحفر عميقة وأكوام للقمامة، وهذا ما كلفنا العديد من الخسائر جراء تصليح مركباتنا وجلب عمالة على حسابنا الخاص لتنظيف الشوارع، في ظل غياب الرقابة والمتابعة من قبل الجهات المختصة. أما أحمد المتعاني فقال: إن حي العكيشية يفتقد إلى الكثير من الخدمات مثل الملاعب والحدائق والمنتزهات التي تعتبر المتنفس الوحيد للأهالي. وأضاف: رغم أننا طالبنا الجهات المختصة بهذه الخدمات ولكن تلقينا وعودا لم تر النور إلى وقتنا الحالي، الأمر الذي جعل أهالي الحي يرحلون إلى أحياء حديثة واكبتها الخدمات. «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى أمانة العاصمة المقدسة، حيث قال مصدر مسؤول فيها، طالبا عدم ذكر اسمه، «إن هناك توجيها من أمين العاصمة المقدسة بصيانة الشوارع التي تحتاج إلى صيانة وتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى خدمات بلدية متميزة»، مشيرا إلى أن هذا ما تسعى إليه البلدية، مؤكدا أن البلدية تواصل جهودها لسفلتة الشوارع وإعادة تأهيلها مرة أخرى. وعبر عدد من أهالي العكيشية ل«عكاظ» عن استغرابهم من ما يحدث في مخططهم من تعديات قام بها بعض الأشخاص على أراض بيضاء، متسببين في ذلك بإغلاق بعض مداخل ومخارج الحي، ما أدى إلى عزل بعض الشوارع، مطالبين بزيادة الرقابة على الأراضي والاقتصاص من المعتدين عليها.