منذ أكثر من 10 سنوات، يشتكي سكان مخطط 12 في حي الشرائع في العاصمة المقدسة، من غياب الخدمات الأساسية عن مخططهم، حيث تنتشر الحفر والأخاديد في الشوارع، لتتحول إلى كمائن وأفخاخ تصطاد المركبات وتعطلها. وتزداد معاناة الأهالي بعد غروب الشمس عندما يحل الظلام فتتحول الشوارع إلى ظلام يضعون أيديهم على قلوبهم في كل مرة يعبرونها. ولم تقف معاناتهم عند هذا الحد بل يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي نتيجة خلو الحي من شبكة الاتصالات، في حين تلقوا الكثير من الوعود من جانب المسؤولين في الجهات المعنية إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يتحقق منها شيء. «عكاظ» زارت المخطط ووقفت على معاناة الأهالي الذين قالوا إنهم طرقوا أبواب جميع المسؤولين، ولكنهم واجهونا بوعود منسية، وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل السريع لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم. وقال صالح الزهراني إن مخطط 12 خارج التطوير تماما، حيث تنقصه الكثير من الخدمات، مشيرا إلى غياب الخدمات البلدية كسفلتة للشوارع وإنارتها ونقص في الحاويات إضافة إلى عدم إدخال خدمة شبكة الاتصالات، وهو الهم الذي أصبح يتقاسمه أهالي الحي، الذين يتذمرون مما يواجهونه من تعطيل عجلة التطور في حيهم. وأضاف، إن شوارع الحي التي تحولت إلى أخاديد وحفر عميقة كلفتنا العديد من الخسائر جراء تصليح مركباتنا، في ظل غياب الرقابة والمتابعة من قبل الجهات المختصة. من جانبه عبر محسن الزهراني عن استغرابه لما يحدث في مخطط 12 قائلا «لم تكن خدمات البلدية هي الهم الوحيد على سكان الحي، بل إن الحي خارج التغطية لما يشهده من عزله عن العالم». وأضاف«إننا نفتقد الإنترنت الذي أصبح من ضرورات الحياة، مشيرا إلى أنه أراد تحديث برنامج حافز لإحدى بناته ولأنه لا توجد خدمة الإنترنت في الحي اضطر للخروج إلى مقاهي الإنترنت لكي يحدث البرنامج. وقال «نحن في عصر التقنية والتطور، والإنترنت أصبح وسيلة مهمة في كل منزل، حيث يسهل على المواطنين التقديم إلى وظائف أو دراسة أو إنجاز معاملة أو غيرها، ونحن في الحي نعيش بمعزل عن هذا التطور لأننا باختصار نفتقر إلى وجود شبكة اتصالات، وإذا توفرت تكون سيئة ما يعني أنه يصعب علينا حتى إبلاغ الجهات المختصة في حال اندلاع حريق لا سمح الله». وفي المقابل أوضح رئيس بلدية الشرائع الفرعية المهندس فهد البشري ل«عكاظ» أن هناك توجيها من أمين العاصمة المقدسة بصيانة الشوارع التي تحتاج إلى صيانة وتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى خدمات بلدية متميزة، وهذا ما تسعى إليه البلدية، مؤكدا أن البلدية تواصل جهودها لسفلتة الشوارع وإعادة تأهيلها مرة أخرى. الإهمال استغرب موسى الفهمي إهمال الجهات المختصة وعدم تحركها لتوفير الخدمات كما في بقية المخططات، مشددا على أهمية سفلتة شوارع الحي وإنارتها وجلب المشاريع التنموية التي تنقص الحي.