ما تزال الأسماك النافقة والبقع الحمراء تطفو على سطح بحيرة الأربعين التي وقفت عليها «عكاظ» ميدانيا للمرة الثانية أمس ناشرة معها روائح كريهة لا تطاق ومسببة تلوثا بيئيا بحسب ما ذكر أيمن سعيد أحد سكان حي البغدادية حيث قال بأنهم يتعايشون مع هذه البحيرة وما ينتج عنها من تلوث يشكل خطرًا حتى على صحة الإنسان، ويضيف: منذ أن تعطّلت المضخات الكهربائية لا يستطيع أحد المرور بجوار بحيرة الأربعين التي أصبحت عنوانًا للتلوث، فيما يشير قاسم العامري بأنه لم تعد الروائح المزعجة والتلوث الكبير الذي تسببه البحيرة يعني له شيئا فقد تعوّد على ذلك، مضيفًا بأن المشكلة لها سنوات طويلة لم يتم معالجتها ولذلك من الأجدى ردمها والتخلص من البحيرة التي أقضت مضجع السكان لسنوات. من جهتها تحدثت «عكاظ» مع مدير الثقافة والإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة جدة المهندس سامي نوار حيث قال بأنهم في انتظار تقرير من المختصين في الأمانة حيث بدأوا في اتخاذ إجراءاتهم اللازمة حول مشكلة بحيرة الأربعين وبعدها سيصل رد كتابي حول الموضوع. إلى ذلك أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة حسين القحطاني بأن مشكلة بحيرة الأربعين معروفة وليس هناك ما يتطلب أخذ العينات لأن كل الظواهر الموجودة بالبحيرة معلومة منذ زمن طويل، مضيفا بأن الحل هو منع صب مياه الصرف الصحي داخل البحيرة. من جهتها أكدت الدكتورة منال جمجوم الأستاذ المشارك في قسم الطفيليات بجامعة الملك عبدالعزيز على ضرورة الابتعاد عن تجمعات المياه الراكدة كما يحدث الآن في البحيرة حتى لا تحدث أضرار صحية على الإنسان حين النزول إلى الماء إذ تتنوع الأضرار بين الفطريات أو البكتيريا والطفيليات التي تنشأ عادة بداخلها، وأشارت إلى أنه لابد أن تؤخذ عيّنات من الماء لفحصها مخبريًا ومعرفة حجم التلوث ونسبة الطفيليات والبكتيريا لأن المياه الراكدة تعد بيئة خصبة للتلوث خاصة مع التغير في لون المياه الذي يصاحبها.