أكد عضو (الائتلاف السوري) والرئيس السابق ل(مجلس الوطني السوري) أن تسليح المعارضة السورية لايسقط الحلول السلمية بل يبسط التوازنات الميدانية وصولا إلى حل سياسي. واعتبر غليون في حوار أجرته معه «عكاظ» أن الغرب غير موقفه من ناحية تسليح المعارضة بعدما وقع ضحية الخديعة الروسية الإيرانية الأسدية الإيرانية، موضحا أن تسليح المعارضة أتى لنقض نظرية النظام في الحسم العسكري، والاقتراب بطبيعة الحال من المفاوضات. وأضاف أن قرار أصدقاء سورية بتسليح المعارضة قرار إيجابي للغاية، مشيرا إلى أن المعركة المقبلة هي كسر شوكة وعظم النظام السوري. وفيما يلي تفاصيل الحوار: هل تسليح المعارضة يعني انتهاء حظوظ الحل السلمي وسقوط (مؤتمر جنيف 2) أم العكس ؟ لا العكس طبعا. الاتفاق الروسي الأمريكي كان على أساس دخول مؤتمر جنيف 2 وتحقيق مطالب جنيف على وقف العنف والقتال وترك الأسلحة وتشكيل حكومة جديدة. ولكن النظام بعد الإعلان عن جنيف 2 باشر هجوما عسكريا بدعم من روسياوإيران لاستعادة كل المواقع والدخول إلى المؤتمر منتصرا، وبالتالي كان النظام يبحث عن الحسم العسكري منذ إعلان الاتفاق الروسي الأمريكي على عقد المؤتمر، لتذهب المعارضة إلى المؤتمر مستسلمة. إذا تسليح المعارضة أتى لنقض نظرية النظام في الحسم العسكري، والاقتراب بطبيعة الحال من المفاوضات. هل هذا التسليح اليوم كاف لإسقاط النظام أم أنه لإعادة التوازن وحسب ؟ اجتماعات (أصدقاء سورية) لا تهدف لإسقاط النظام بل يبحثون عن الحل السلمي والسعي لإعادة التوازنات ميدانيا حتى تكون هناك فرصة جدية للتفاوض. من دون التوازن لا يمكن عقد مؤتمر جنيف 2 ولا يمكن البحث في حل سلمي. تسليح المعارضة يسهم في تحضير أرضية مؤاتية وشروط كافية للتوصل إلى الحل السياسي، وتشكيل حكومة جديدة، وليس على أساس إقامة التسويات مع النظام، بل إقامة نظام سياسي ديمقراطي. ما هي أولوياتكم كمعارضة سورية بعد قرار التسليح من الجانب الأمريكي وأصدقاء سورية ؟ وما هي المعركة المقبلة ؟ قرار أصدقاء سورية بتسليح المعارضة قرار إيجابي للغاية. المعركة المقبلة هي كسر شوكة النظام السوري الذي يعتقد منذ سنتين أنه يستطيع أن ينتصر وأن يحسم المعركة عسكريا ويحول المعارضة إلى مجموعة إرهابيين ويحاكمهم على هذا الأساس. ليس لدى النظام أي استعداد للالتزام بما ينص عليه مؤتمر جنيف، بل مشروعه كسب الحرب وسجن المعارضة. نحن نريد أن يفهم بشار الأسد وأتباعه إن كان عسكريا أو سياسيا أن نظامه انتهى والمطلوب حكومة جديدة. ما تأثير السلاح على دور الجيش الحر وموقعه العسكري إزاء الجماعات الأخرى التي تقاتل في سورية ؟ ما قيمة الجيش من دون سلاح ؟ الجيش بالتعريف هو من يحمل السلاح، وإلا يصبح معارضة سياسية مدنية، ونحن هنا نتحدث عن جيش، إذا كلما كان سلاحه أقوى وأكبر استطاع التقدم وتحقيق الانتصارات بشكل أسرع وأكمل. المعارضة السورية اليوم سياسية وعسكرية، المعارضة العسكرية عليها أن تستوعب هجومات النظام وأن ترد عليها وتحرر المناطق وتنتزع المناطق من الأسد ومواجهة همجية الحرب التي يشنها الأسد. أما المعارضة السياسية فهي تعمل إلى جانب المعارضة المسلحة للوصول إلى اتفاق لنقل السلطة وإسقاط هذا النظام الذي أصبح بحكم البائد، ولكنه يقاتل بسبب الدعم الأجنبي. برأيك ما هي النقطة الحاسمة التي غيرت في موقف الغرب إزاء تسليح المعارضة السورية ؟ هل هي استخدام النظام للأسلحة الكيمائية أم الخديعة الروسية أو تدخل (حزب الله) في القتال إلى جانب النظام السوري ؟ لا شك في أن لدخول حزب الله تأثيرا على الغرب ولكنه ليس الأساس. ولكن تجمع (أصدقاء سورية) أدركوا أنهم خدعوا، فبعد الحديث عن حل سلمي في مؤتمر جنيف بمعنى أن نظام الأسد انتهى ويجب أن يتنحى، واتفق الجميع على تشكيل حكومة انتقالية لنقل البلاد إلى نظام ديمقراطي قائم على الانتخابات، دخل النظام السوري وحزب الله بهجوم معاكس قوي، وأعلن الروس أنهم سيسلحون النظام وبدأت إيران بتزويد النظام بالسلاح الجوي. لذلك أدرك (أصدقاء سورية) أنهم وقعوا في فخ روسيا والنظام وحلفائهم الذين كانوا يحضرون للحسم العسكري، وهم قادرون على ذلك إذا قام أصدقاء سورية بتطبيق الاتفاق وعدم تقديم السلاح للمعارضة. أدرك (أصدقاء سورية) أنه في حال لم يتدخلوا لإعطاء السلاح للمعارضة فستتحول سورية إلى محافظة إيرانية، وأنه لا يمكن تحقيق مطالب مؤتمر جنيف إلا عبر تزويد المعارضة بالسلاح لتقف في وجه الهجوم الأسدي وحلفائه. رئيس أركان الجيش الحر سليم إدريس عقد اجتماعا في أنقرة مع المجموعات الإسلامية التي تقاتل في سورية للتنسيق الميداني، كيف تقرأون هذا الاجتماع ؟ العمل من أجل توحيد المقاتلين المعارضين في سورية يهدف لتحسين الأداء العسكري الميداني وكلما توحدت القوات المسلحة وانسجمت في ما بينها لتخضع إلى قيادة مركزية واحدة وحصولها على السلاح بشكل منتظم، تقدمنا وتحسن وضعنا على أرض المعارك. اليوم يجب على المقاتلين أن يتوحدوا تحت لواء جيش أو شبه جيش منظم قادر على تنفيذ خطط طويلة المدى على مستوى المناطق والجبهات. وبالتالي هذا هو الهدف الأساسي من الاجتماعات والتنسيق بين الجهات المعارضة. بعد تسليح المعارضة جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوته لعقد مؤتمر سلام دولي أو جنيف 2، كيف تفسرون ذلك ؟ هذا أمر طبيعي. بوتين يريد أن يسمع الآخرين أنه ليس هناك من مخرج للأزمة السورية إلا عبر حل سياسي، ولا يمكن أن تنتهي الحرب إلا بالاتفاق بين الدول، وذلك بعدما تم تسليح المعارضة. اليوم عناصر مؤتمر جنيف 2 موجودة وهي نقل السلطة لحكومة انتقالية وتحضير البلاد لنظام جديد بعد سقوط الأسد وتوقفه عن قتل الشعب السوري الذي يدفع اليوم الثمن الأغلى جراء مشاريع الأسد وإصراره على البقاء في منصبه. الكل مقتنع اليوم بوجوب عقد حل سياسي للخروج من أوحال الحرب، فبعدما سيسهم السلاح في بسط التوازن على أرض المعارك، يمكن عندها الحديث عن مفاوضات.