إعادة النظر في وضع المراكز الصحية المتدهورة في القطاع الجبلي تأتي في مقدمة احتياجات سكان القرى الجبلية بمحافظة الداير بني مالك، حيث تشهد أعدادا كبيرة من المراجعين وطالبي العلاج، في الوقت الذي تشح فيه الخدمات الطبية وتنعدم الكوادر المؤهلة، بالإضافة إلى تدني مستوى المباني المستأجرة التي لا تفي بالغرض المطلوب. عدد من المواطنين عبروا ل«عكاظ» عن خيبة أملهم في الوضع الصحي والمراكز الصحية، بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة التي ظلت حبيسة أدراج المسؤولين طيلة السنوات الماضية. ففي جبل خاشر يعاني المركز الصحي من نقص واضح في الخدمات الطبية بعد أن كان يحظى بعناية سابقة من هيئة تطوير فيفاء، حيث يقول علي المالكي: «إن المركز الصحي بخاشر تدهور في السنوات الأخيرة بعد أن كان يحتوي على قسمين للرجال والنساء في حين من يقوم بصرف العلاج في الصيدلية هو ممرض وليس طبيبا صيدليا»، وبين أن سكان عشرات القرى يراجعون هذا المركز، ومع تدهور أوضاعه باتت المستوصفات الخاصة في الداير والمستشفى العام هي المكان الوحيد لطلب العلاج، ما يجبر الكثيرين من المرضى إلى قطع المسافات الطويلة للداير رغم صعوبة الطريق ووعورته. وعبر المواطن يحيى التليدي عن غضبه من الإهمال والتسيب مؤكدا أنه يقطع مسافة طويلة للوصول إلى هذا المركز، فيما لا يجد شيئا يخفف به من آلام أطفاله، لافتا إلى أنه انتظر إلى المغرب إلا أن الطبيب لم يحضر، مناشدا الشؤون الصحية في جازان بضرورة التحقيق في هذا التسيب ووضع حد لاستهتار الموظفين بصحة المواطنين. وفي جبل العزة يشير المواطن العزي المالكي إلى إغلاق النقطة الصحية الوحيدة التي تخدم سكان الجبل، وذلك بعدما قررت إدارة الرعاية الأولية بالقطاع الجبلي بسحب المعدات والتجهيزات الموجودة بالنقطة وحرمان أكثر من 1000 مواطن من سكان جبل العزة والقرى المجاورة من خدماته، وطالب المالكي مدير الشؤون الصحية بإعادة فتحه خاصة أنه يخدم الأهالي منذ ستة عشر عاما، مؤكدا على وضع حد عاجل لمعاناة المرضى وكبار السن والنساء والأطفال والطلاب والطالبات، متسائلا في نهاية حديثه: كيف يرضى المسؤولون في الشؤون الصحية بجازان بهذا الوضع المتردي للخدمات الصحية؟. وفي سياق متصل، يبين المواطن أحمد اليحيوي أن مواطني جبل آل يحيى يزيد عددهم على ثلاثة آلاف نسمة ويعانون من نقص الخدمات الصحية حيث يخدمهم مركز صحي وحيد متواضع، لافتا إلى أن جبل شهدات يعاني المشكلة نفسها، فالأهالي بحاجة إلى إقامة مركز للرعاية الأولية كما أن الأطفال يحتاجون إلى مراجعات مستمرة لمراكز الرعاية من أجل متابعة برنامج التطعيمات الخاصة بهم، كما أن الأهالي يتعرضون لحالات مرضية طارئة سواء من حوادث الطريق أو عارض صحي طارئ أو التعرض للدغات العقارب والثعابين ولذلك فإن إقامة مركز للرعاية الأولية أمر ملح وضروري لأبناء المنطقة. ويؤكد جبران الزيداني أن الطرق التي تتعرض للانهيار في مواسم الأمطار الغزيرة بحاجة إلى الصيانة والتوسعة باستمرار، كونها الشريان الذي يربط هذه القرى بالمراكز المجاورة وعبرها يتم توفير كافة احتياجات المواطنين من أسواق الدائر بني مالك وفيفاء، وفي حالة انقطاعها تتعرض المنطقة للعزلة ويواجه الناس صعوبات كثيرة في توفير احتياجاتهم الغذائية والصحية. وفي وادي حمر يقول سالم التليدي: أقامت الصحة مركزا مؤقتا، ثم أغلقته دون أسباب واضحة، ما يضطر الأهالي إلى السفر لأكثر من 40 كلم للعلاج رغم صعوبة ووعورة الطرق الجبلية.