لم تتوقف معاناة أهالي قرية الخزنة، 21 كلم جنوب محافظة أبوعريش، على غياب مشروع المركز الصحي الذي أوقف العمل به منذ أربع سنوات، بلا أسباب منطقية، بل زاد على ذلك غياب العديد من الخدمات الأساسية عن القرية كالكهرباء والمياه المحلاة ومدارس البنات بكل مراحلها. ويطرح عدد من أهالي القرية البالغ عددهم 0051 نسمة العديد من التساؤلات عن مصير مشروع المركز الصحي، مناشدين وزارة الصحة بالتحقيق في توقف أعمال بناء المركز الصحي لما يزيد عن أربع سنوات، مطالبين هيئة مكافحة الفساد بالوقوف على أسباب تعثر وملابسات هذا المشروع الحيوي الهام الذي سيخدم آلاف المواطنين وعشرات القرى، كما أنه سيخفف الزحام على المستوصف الحالي في مبناه المتهالك في ظل نقص العديد من التخصصات أو مختبر للتحاليل المخبرية والأشعة العادية ناهيك عن المتطورة، وعيادات الأسنان والعيون، لافتين إلى توفر طبيب عام واحد وطبيبة وممرض وممرضتين، فيما يراجعه أكثر من 52 قرية مجاورة، ويغلق أبوابه في الثالثة عصرا ما يضطر الأهالي لمراجعة المراكز الصحية الخاصة للبحث عن العلاج. ما زال مشروع المركز الصحي عبارة عن حفرة كبيرة أصبحت تشكل خطرا على أطفال القرية، خاصة في مواسم الأمطار، هذا لسان حال ابن شيخ القرية «عبده راجحي»، موضحا تراكم النفايات أمام مساكن الأهالي في أكياس مخصصة لها لم تقم الجهة المسؤولة برفعها، في ظاهرة تشير إلى عدم قيام البلدية بأبسط واجباتها في الحفاظ على النظافة والحرص على سلامة البيئة وصحة المواطن، حيث إن هذه النفايات تتكاثر بها الحشرات والبعوض التي تسبب نقل الأمراض المعدية والأوبئة لأطفالهم، مشيرا إلى أن أرض مبنى المركز الصحي تبرع بها جده قبل 30 عاما للشؤون الصحية بجازان. أما محسن رباح فأكد أن القرية تحتاج إلى العديد من الخدمات، حيث تفتقر إلى مدارس للبنات بمختلف المراحل «ابتدائي ومتوسط وثانوي»، والمدرسة الوحيدة في القرية هي ابتدائية البنين فقط، وكل ما لدى الأهالي هو مركز صحي قديم في مبنى مستأجر، لا يمكن القبول به كمكان لعلاج البشر، فلا يوجد به سوى طبيب واحد، والمؤسف أن لدينا مشروعا لبناء مركز صحي ولكنه متوقف منذ زهاء الأربع سنوات بلا حراك دون حسيب أو رقيب، فمن المسؤول عن هذا..! وهل الجهات المسؤولة في الوزارة تجهل ذلك؟ يشاطره الرأي المواطن محمد علي، مشيرا إلى افتقارهم للمشاريع التعليمية ما يكبد الأهالي مشقة نقل أبنائهم إلى المناطق المجاورة لإكمال تعليمهم، وهو ما يمثل صعوبات يومية تواجههم خلال التنقل، كما تعاني القرية من غياب خدمات النظافة وتراكم النفايات التي تتكاثر حولها الحشرات والبعوض التي تنقل الأمراض المعدية إضافة الى افتقار القرية الى السفلتة الداخلية وأعمال إنارة الشوارع، حيث يعيشون في ظلام دامس عند حلول الظلام -على حد قولهم-. وفي سياق متصل أبدى علي راجحي استياءه من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، لافتا أن الأهالي يعيشون معاناة مريرة رغم المبالغ الطائلة التي يدفعونها في فواتير الشركة، مطالباً بتعويض مادي له ولجميع سكان القرية بسبب إتلاف أجهزتهم الكهربائية، لافتا إلى أن العديد من المواطنين يتكبدون مشاق كبيرة في التنقل بين الدوائر الحكومية في حالة طلب أحدهم عداد كهرباء لمنزله. واستغرب المواطن يحيى راجحي وصول مشروع المياه المحلاة إلى جميع القرى المجاورة بعد تمديد الخط العام، بينما توقفت أعمال مد المواسير الفرعية وتركيب العدادات في المنازل لأكثر من سنتين في القرية دون معرفة الأسباب، مطالبا إدارة المياه بالمنطقة بإمداد القرية بمياه التحلية أسوة بباقي القرى المجاورة. ومن جهته أوضح مدير إدارة أبو عريش سعود محمد نعمان أن هناك خططا مجدولة لرفع النفايات من قبل الشركة المتعاقدة مع البلدية والمتعهدة بالنظافة لرفع النفايات للمحافظة وجميع قراها البالغة 138 قرية ومن بينها قرية الخزنة، حيث خصص لها يومان لرفع النفايات أسبوعيا، وفي حالة عدم كفاية اليومين ستقوم البلدية بتكليف الشركة بزيادة عدد أيام الرفع.