أكد وزير خارجية بلجيكا ونائب رئيس الوزراء ديديه ريندرز على ضرورة عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف في أسرع وقت لإيجاد حل للأزمة السورية، موضحا أن جنيف 2 هي الإطار الصحيح لمعالجة الأزمة. وأعرب وزير الخارجية البلجيكي في حوار أجرته «عكاظ» عن تحفظ بلاده على القرار الأوروبي برفع الحظر عن الأسلحة وتسليح للمعارضة السورية، مطالبا بتحرك دولي من الأممالمتحدة من أجل وقف إطلاق النار في سورية. وشدد الوزير البلجيكي على أهمية تعزيز العلاقات السعودية البلجيكية ووصفها بأنها علاقات تاريخية. وكشف عن مقتل 20 بلجيكيا في القتال الدائر في سورية. وفيما يلي نص الحوار: كيف تقيمون تقرير الأممالمتحدة بشأن استخدام غازات سامة من قبل النظام السوري ضد شعبه ؟ طالبنا منذ فترة بالكشف عن حقيقة استخدام الغاز السام في سورية ونحن نتابع تقرير الأممالمتحدة وما نتج عنه باعتبار أن هناك كميات من منتجات كيماوية تم استخدامها. ما تعليقكم على انعقاد مؤتمر جنيف 2 بشأن سورية ؟ نحن نؤيد عقد اجتماع دولي من أجل حل للأزمة السورية ونتوقع موقفا موحدا من المعارضة وندعو الجميع لإتاحة الفرصة أمام عقد هذا المؤتمر لحل الأزمة. هناك خلاف حول مشاركة إيران في جنيف 2 فضلا عن معلومات عن إرجاء موعد المؤتمر الدولي إلى الشهر القادم .. ما تعليقكم ؟ من الضروري جدا أن يعقد المؤتمر الدولي بشأن سورية في أجواء منظمة بعد ترتيبات لجدول الأعمال وأجندة الدول المشاركة فضلا عن الوفد المشكل عن النظام السوري وعن المعارضة التي لم تتفق حتى الآن على تشكيلة الوفد وهو أمر قد يسبب في تأجيل هذه الخطوة الهامة، نحن في بروكسل ملتزمون بالموقف الأوروبي الداعم لعقد مؤتمر جنيف 2 مع مطالبتنا بخطوات تصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وفيما يخص إيران فمن الواضح أن موسكو تدعم مشاركة طهران لا سيما بعد فوز روحاني في انتخابات الرئاسة غير أننا في الأوروبي لم نتفق بعد على نمط معين حول هذا الموضوع وبرأيي أنه مهم جدا أن تشارك دول مثل المملكة وتركيا ومصر في مؤتمر جنيف 2، وإننا في أوروبا لا نرغب في الخلط بين دور إيران في الحرب الأهلية في سورية ومفاوضات الملف النووي الإيراني. كيف ترون نقل الحرب الدائرة في سورية إلى لبنان ؟ هناك تصعيد ومحاولة النزاع السوري لدول الجوار ونحن ندين بشدة تورط حزب الله في الحرب السورية التي أثرت بشكل خطير على أمن لبنان، نحن نعلم جيدا صعوبة الوضع في لبنان ونحرص على التوافق ووحدة لبنان وينبغي التصدي لأي محاولات لتشتيته ومنع الفتنة الطائفية. رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن الأسلحة كما أعلنت واشنطن استعدادها بتسليح المعارضة .. ما هو موقف بلادكم ؟ تابعت باهتمام التصريحات الأمريكية حول توفير أسلحة للمعارضة السورية ونحن من جانبنا نفضل الالتزام بالحل السياسي والإسراع في عقد مؤتمر جنيف 2، أما فيما يخص رفع حظر السلاح الأوروبي فقد أكدت أننا في بلجيكا لا ننوي توريد أسلحة للمعارضة السورية لأننا لا نعرف إلى من ستصل هذه الأسلحة، هل ستكون في أيادي المعارضة المعتدلة أم ستصل إلى مجموعات أخرى. ماذا عن عدد الشباب الأوروبي الذي يتوجهون للقتال في الساحة السورية ؟ إن هذه الجماعات تشكل لنا في أوروبا خطورة وحذرنا ودعونا الأحزاب في بلجيكا للعمل الجاد لوقف ذلك وهناك معلومات أن حوالي 20 فردا من الشباب البلجيكي قتل في سورية. شهدت الساحة البلجيكية زيارات متعددة من المسؤولين بالمملكة .. كيف ترون مستقبل العلاقات بين البلدين ؟ في الواقع أن المملكتين تتمتعان بعلاقات وثيقة وتاريخية تنطوي على الصداقة والاحترام المتبادلين ودور المملكة خلال في ظل أزمات الشرق الأوسط هو دور فاعل وهام جدا وهو الأمر الذي يجعل مشاركة السعودية في المؤتمرات الدولية أمرا ضروريا من أجل تفعيل سياسة الأمن والاستقرار وقد رأينا ذلك من خلال المبادرة الخليجية بشأن اليمن ثم أن الرياض عضو فاعل في مجموعة أصدقاء سورية كما نهتم بدور المملكة في الجهود الجارية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، ونتعاون مع المملكة في قضايا عديدة تتعلق بالعلاقات الثنائية والاقتصادية. هل هناك تعاون ما بين الحكومة البلجيكية والمركز الإسلامي الثقافي في بروكسل ؟ نحن نقدر دور المركز والدكتور جمال مؤمنة الذي يرأس هذا المركز يحرص على فتح قنوات اتصال متطورة مع المجتمع البلجيكي بجميع طوائفه وقد أكدنا على ذلك من خلال دور المركز الذي يعتمد على الوسطية ويحرص على فتح قنوات التفاهم والتعايش السلمي في بلجيكا مع الجالية المسلمة والتي تعتبر بجميع مذاهبها جزءا لا يتجزأ من المجتمع البلجيكي. ما تقييمكم للجهود الرامية لإنشاء الاتحاد الخليجي ؟ لا شك أن الانتقال من التعاون إلى الاتحاد سيعطي دفعة كبيرة للدور الذي يقوم به مجلس التعاون الخليجي خاصة في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ومنع التدخل في سياسات الخليج وهو أمر بات ضروريا جدا في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الخليجية، ومستعدون لتقديم الخبرة في ضوء علاقات الشراكة التي تربط بلادنا بالخليجي حيث أتيحت لنا الفرصة للتشاور في هذا الصدد مع عدد من المسؤولين الخليجين. كيف تنظرون لنتائج قمة ال 8 الكبار في شمال إيرلندا ؟ نحن نرحب جدا بالخطوات التي تم اتخاذها في قمة دول الثمانية حيال سورية ونأمل أن يتم إيجاد حل سياسي للأزمة.