أكد مدير مكافحة المخدرات في منطقة نجران العميد عبدالله بن مشعان البدراني أن طبيعة نجران الجغرافية الممتدة، وكذلك الظرف الأمني الذي تعيشه بعض مناطق اليمن الشقيق ساعد الكثير من المتسللين من القرن الأفريقي وبعض الدول المجاورة في تهريب وترويج المخدرات في المنطقة، لافتا إلى أن محاربة مروجي ومتعاطي «الشمة» من مهام الشرطة. وفي حواره مع «عكاظ» أوضح الكثير من الاستفسارات والتساؤلات حول هذا الجهاز الهام ومدى تفاني أفراده في عملهم والجهود الكبيرة التي يبذلونها للحفاظ على إنسان هذا الوطن.. فإلى نص الحوار: كيف رأيتم ترويج وتعاطي المخدرات في منطقة نجران مقارنة بالمناطق التي عملتم بها سابقا خاصة أنها منطقة حدودية؟. ** منطقة نجران تختلف عن باقي المناطق بطبيعتها الجغرافية، إذ تكثر فيها عمليات التسلل عبر الحدود المتاخمة لليمن وتنقل عبر المتسللين المحظورات ومنها المخدرات، ولا شك أن طول الحدود وصعوبة التضاريس يصعبان من مهام رجال الأمن بصفة عامة وجهاز المكافحة بصفة خاصة إلا أن متابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران يحفظه الله وتضافر جهود الأجهزة الأمنية بالمنطقة وعلى وجه الخصوص الزملاء بقطاع حرس الحدود والجمارك وبالتنسيق الحاصل بين تلك الأجهزة يساعدنا في تجاوز الصعوبات وهذه من صميم عملنا ونفتخر به ولا نبالي بالمصاعب طالما نحقق النجاح. وهل للظرف الأمني في بعض مناطق اليمن الشقيق له دور في زيادة عدد المهربين والمروجين؟. ** بالتأكيد.. نعم، ففي الآونة الأخيرة ترتب على الوضع المتردي في بعض مناطق اليمن الشقيق تسلل الكثيرين من الوافدين الأفارقة أو اليمنيين عن طريق الحدود اليمنية لاسيما الجبلية، وجلبوا بعض المحظورات ومنها المخدرات. جرائم المخدرات في أي اتجاه تسير أكثر.. هل في التعاطي أم الاتجار؟. ** إذا وجد المهرب وجد المستقبل والمروج والمتعاطي وقد يكون التعاطي من وجهة نظرنا الشخصية هو الشائع جهلا بآثارها المدمرة. وهل تشمل جولاتكم التفتيشية ومداهماتكم الصيدليات مثلا؟. ** تخضع الصيدليات للرقابة الصحية من المسؤولين في وزارة الصحة وهناك لجان مشتركة للسيطرة على بعض الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية محدودة، وقد يوجد بعض المحسوبين على هذه الصيدليات ممن يتساهلون في بيع بعض العقاقير الممنوعة والخاضعة للرقابة ويتم التنسيق في ذلك لضبط من يتعامل بها بشكل يخالف النظام ويحاسب وفق النظام. ملاحقة المتعاطين هل تشغلكم عن ملاحقة المروجين وتجار المخدرات؟. ** عمل جهاز المكافحة بالدرجة الأولى هو متابعة مهربي ومروجي المخدرات، والحيلولة دون نشر مثل تلك السموم والعمل على حفظ الطلب على تلك السموم منعا لوصولها للمتعاطي والذي يعتبر ضحية للمهرب والمروج والجميع يلقى الاهتمام والمتابعة من قبلنا. متى يتم إيداع المدمن مراكز للعلاج بحراسات مشددة بدلا من وضعه خلف القضبان؟. ** المدمن إنسان مريض يحتاج إلى رعاية خاصة، ويعامل بسرية تامة ولا يوضع خلف القضبان مثل ما أشرت، ويتم متابعة حالته بعد تلقيه العلاج اللازم وخروجه من المستشفى وبما يعرف بالرعاية اللاحقة، وقد نجحت البرامج المعدة لهؤلاء المرضى، وأصبح الكثير منهم ينصح غيره ويتحدث عن تجربته، ولكن لا بد من اقتناع داخلي ورغبة صادقة لدى المريض ليتخلص جسده من السموم، وعقد العزم أن لا يعود إليها أبدا ويبتعد عن المؤثرات ومنها الصحبة السيئة والبيئة الفاسدة والتي من الممكن أن تؤثر عليه بالعودة لها مرة أخرى. هل تقوم مستشفيات الأمل أو المصحات الخاصة بالمتعاطين بواجبها على الوجه المطلوب، وهل تحقق نتائج إيجابية؟. ** نعم يقدمون برامج علاجية موفقة استفاد منها الكثير، إلا أن الضغط الحاصل نتيجة وعي المواطنين ورغبة الكثير منهم الاستفادة من هذه المستشفيات يستوجب زيادة أعداد هذه المستشفيات ليستفيد منها أكبر عدد من المراجعين. ما صحة الترويج داخل السجون والعنابر والمصحات العلاجية؟. ** في الحقيقة.. تم ضبط بعض المحظورات داخل السجون من قبل القائمين على السجن، وأحيانا بالتنسيق بين الجهازين، أما المصحات فلم أتعامل شخصيا بمثل تلك الأمور أو أسمع عنها ولا أعتقد أنها موجودة. كيف ترون انتشار المخدرات بين الأطفال والنساء؟ وهل النسب كبيرة؟. ** ربما يوجد في مناطق أخرى، ولكن بشكل بسيط، ولكن في نجران لا يوجد انتشار للمخدرات بين الأطفال والنساء مطلقا. وهل لدائرة المخدرات مسؤولية اجتماعية مثلا كإنشاء مراكز للعلاج أو مكتبات في الأحياء أو ما شابه؟. ** نعم بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الصحة، ويوجد بعض مراكز التوعية بالمديرية أو بعض إدارات المناطق مكتبات تتعلق بالمخدرات ويستفاد منها بالبحوث العلمية. كيف تتعاملون مع البلاغات السرية والحفاظ على مصادركم؟. ** يتم تلقي البلاغ بصفة سرية تقضي بعدم كشف هوية المتصل وتحفظ حقوقه إذا رغب بالمكافأة الاتصال على هاتف المجاني (995) ولا يطلب منه أي بيانات شخصية ويتم التأكد من قبلنا عن صحة البلاغ. تعتزمون إنشاء مراكز للتوعية الوقائية بأضرار المخدرات تحت مسمى مركز الأمير مشعل ما هي الخطوات في هذا الشأن؟. ** إنفاذا لتطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله وبمتابعة من سعادة مدير عام مكافحة المخدرات بدأ جهاز المكافحة بخطوات هامة ومتقدمة في مجال التوعية الوقائية واستحداث إدارات تعنى بهذا الأمر وكان من بين خططها إيجاد مراكز توعوية متخصصة تقام فيها الندوات والمحاضرات والبرامج المتخصصة في التوعية على أحدث التقنيات الحديثة ويشرف على هذه البرامج نخبة من العلماء والمفكرين وقد تم تدشين بعض هذه المراكز في بعض المناطق وقد تشرفنا بعرض فكرة إقامة مثل تلك المراكز بمنطقة نجران على صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران حفظه الله، حيث أيد الفكرة وشجعها وتابع إيجاد الموقع المناسب لمثل هذا الصرح الشامخ والذي سوف يخدم أبناء المنطقة وتحقق بفضل من الله وتوجيه سموه الكريم توفير الموقع والعمل مستمر لإنشائه بأسرع وقت ممكن لتعم الفائدة المرجوة على أبناء هذا الوطن الغالي. هل ترون أن «الشمة» من المخدرات؟ ولماذا يتم التساهل مع من توجد بحوزته أو يروجها؟. ** تتم معالجة مسألة الشمة من قبل الشرطة وفق النظام، ولا يتم التساهل مع متعاطيها، ومن يقوم ببيعها يتم الحكم عليه بحكم مشدد. عادة يأتي هذا السؤال في البداية ولكن هل لنا أن نعرف ما هي أبرز ملفاتكم الأمنية المستقبلية فيما يخص المخدرات تعاطيا وتجارة وترويجا؟. ** هدف جهاز المكافحة بصفة عامة هو التصدي للحملة الشرسة التي تستهدف أبناء هذا الوطن، وتعمل على إغراقه بالمخدرات مع زيادة التوعية بأضرار المخدرات، وإطلاع المواطن على ما يحاك له من أعدائه للقضاء على عقول شبابه، وسوف يتصدى الجهاز بكل قوة بفضل الدعم اللامحدود من ولاة أمرنا يحفظهم الله بصفة عامة وصاحب السمو الملكي سيدي وزير الداخلية يحفظه الله على وجه الخصوص، ومتابعة منسوبي الجهاز وعلى رأسهم المدير العام اللواء عثمان المحرج وتعاون المخلصين من أبناء الوطن بما يكفل درء خطر هذه الآفة عن أبنائه.