كان ولا يزال السوق الشعبي في نجران يشكل مزارا هاما للسياح والمتنزهين من خارج المنطقة نظرا لما يحتويه من منتجات نجرانية متميزة، وطرق عرض رائعة رغم بساطتها، أسهمت في تكريس البيع والشراء بالطرق القديمة والمحافظة على الأسواق الشعبية والتي عادة ما تكون حافلة بالكثير من المفارقات الجميلة. لأن المرأة النجرانية أحد أهم أركان السوق الشعبي، بل إنها تمثل الرقم الرئيس في السوق من حيث العدد وطرق البيع المميزة من خلال احترافهن طرق البيع التقليدية وإقناع المتسوقين بالشراء، فجميع بائعات السوق الشعبي من كبيرات السن واللاتي صقلت خبرتهن السنوات في التعاطي مع كل المتسوقين مهما اختلفت مشاربهم.ورغم انتشار المولات الكبيرة الجديدة، حيث تجد الأسرة كاملة من الأب إلى أصغر الأطفال ضالتها فيها من ملاه وترفيه وتسوق وأكل وشرب من خلال المطاعم المنتشرة في جنبات كل مول، يظل السوق الشعبي في نجران متمسكا بعبق الماضي وأصالة الحاضر، حيث المحلات البسيطة الخالية من التكييف أو الترفيه. عدد من نساء نجران تحدثن ل«عكاظ»، وأوضحن أن السوق الشعبي لا يزال يحتفظ بخصوصيته وبريقه، وتقول مباركة سالم: للمولات روادها، وللأسواق الشعبية ناسها، ولكل منها اختصاصه فما يوجد في المول لا يوجد في السوق الشعبي والعكس صحيح، والمنتجات الشعبية مازالت تلقى رواجا لا بأس به في أوساط المجتمع، وهذا يدل على أن الأسواق الشعبية لم تتأثر كثيرا بالمولات الكبرى. أما المهندسة منيرة مبروك فتؤكد أنه رغم كل المزايا التي تحظى بها المولات، إلا أن الأسواق الشعبية لاقت ولم تزل إقبالا كبيرا من شريحة واسعة من المجتمع على مدى سنوات طويلة، ولكن ظاهرة المولات النسائية تعتبر جديدة على المنطقة، إضافة إلى أنها لا تعتبر مراكز تسويق أو تجمعات نسائية، فهي لازالت تواجه بعض العثرات كضعف الإدارة، وقلة خبرة الموظفات اللاتي يمارسن البيع في عرض البضاعة، بالإضافة إلى العديد من النقاط التي تتعلق بمرافق الترفيه داخل المجمعات، كما لا زالت ثقافة التسوق في المولات النسائية وإعطائها حرية التواجد بمفردها محدودة للغاية، ما يحافظ على ديمومة الأسواق الشعبية ويجعلها محط أنظار شريحة واسعة من النساء، وربما تتغير الموازين مستقبلا مع تطوير الأسواق التجارية. وتميل كفة جزواء اليامي إلى المولات والمراكز الجديدة، لافتة أن الأسواق الشعبية مفتوحة وأغلب من يعمل بها نساء كبيرات في السن وعددهم قليل جدا، بخلاف المولات التي تستطيع أن توفر الراحة للمرأة في أمور كثيرة، بخلاف إقامة الفعاليات الخاصة، كما أن موظفات المولات لديهن الخبرة والمقدرة على تسويق بضاعتهن، إلا أنها مازالت بحاجة إلى إدارة فاعلة ورقابة من قبل وزارة التجارة، بالإضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل التي تهم المرأة بشكل خاص. وأضافت: عندي رأي بخصوص كثرة المجمعات، أنا ضد هذه الكثرة التي قد تسبب ضررا لبعض المجمعات، وصاحبات المشاريع الصغيرة. ومن جهتها أوضحت ل«عكاظ» عضو مجلس الاستثمار في الغرفة التجارية في نجران وفقة سعيد آل ساعد أن المولات الجديدة والتي تجعل للمرأة أركانا خاصة بها استحوذت على الكعكة الكبرى في نجران، حيث تجد فيها المرأة راحة نفسية لما تتميز به من طابع يراعي خصوصيتها في تعاملها مع امرأة في موقع مغلق بعيدا عن التسوق المشترك مع الرجال، وتقديم الخدمات المختلفة كالمطاعم والمقاهي.