أكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل ابراهيم، عدم تأثر قطاع المياه من حريق المحطة الرابعة في تحلية جدة، مشيرا إلى أن «الحريق ولله الحمد كان محدودا للغاية وفي معدة واحدة من قطاع إنتاج الكهرباء وبالتالي لم يتأثر قطاع إنتاج المياه وهو بكل الكميات التي كانت عليه قبل الحريق». وبين أن هناك مراجعة كاملة للحادثة، مضيفا: المهم في الحريق هو إعادة انتاج المياه بهذه السرعة دون تأثير، كما أن المؤسسة تعمل على مراجعة كافة التجارب المكتسبة من الحادثة، وهناك مراحل في كيفية إدارة الحدث بخبرات تراكمية تم اكتسابها على مدار الأعوام الماضية، ما أسهم في كيفية إدارة الأزمة دون تأثير على قطاع حيوي ومهم وهو قطاع المياه لمدينة كبرى مثل جدة. ونفى أي إخلاء لقاطني سكن محطات التحلية وأهالي العاملين فيها، مضيفا: ما تم تداوله كلام مبالغ فيه بعد تصاعد الدخان، ولم نفكر نهائيا في الاخلاء لأن الحدث تمت السيطرة عليه خلال 45 دقيقة فقط، الأصوات التي سمعت ناتجة عن تفريغ الغاز وهي تسمع عند تشغيل أو إطفاء أية وحدة، مشيرا إلى أنه كان هناك 25 موظفا داخل غرفة التحكم التي تبعد 10 أمتار عن مكان الحدث ولم يتأثر إلا جزء بسيط من الباب الزجاجي في الغرفة. وأكد آل إبراهيم أن محطة الجبيل تدعم قطاع إنتاج المياه في المنطقة الشرقية للخبر والدمام بسعة تتجاوز 600 ألف متر مكعب، موضحا أن الشرقية تحتاج لأكبر من هذه الكميات خصوصا الخبر والدمام، ومديرية المياه هي المعنية بالتوزيع، وهناك مصادر أخرى للمياه غير التحلية مثل الآبار التي تضخ مباشرة للمستهلك ومؤسسة المياه أوفت بكامل التزامها في الكميات التي أسند إليها إنتاجها. وكشف أن محطة الجبيل 3 التي تم الرفع بها للجهات المعنية بهدف اعتمادها ستحتوي على تقنية عالية وكبيرة وسيوجه جزء كبير من إنتاجها لاحتياجات الشرقية، ومخطط لها إنتاج 1.5 مليون متر مكعب، وجزء من هذه المياه ستوجه للمناطق المحتاجة وهي إضافة وستغطي احتياجات الشرقية. وقال «محطة راس الخير وضعت لتأمين المياه لمدينة الرياض والحدود الشمالية للمنطقة الشرقية مثل حفر الباطن والنعيرية وبقية المحافظات، وتوجه كميات أخرى للمناطق الصناعية في راس الخير، وهناك عشرات المشاريع للمؤسسة وتركيزنا على مشاريع الإنتاج والنقل». وبشر آل إبراهيم سكان النماص بضخ المياه خلال الأسبوعين المقبلين من محطة الشقيق، وقال «تم تخطي العديد من العقبات بهدف ايصال المياه للنماص عبر عدة تضاريس صعبة من جبال بارتفاع وصل الى 2000 متر، ولكن الدولة تخطت كل الصعاب أمام ايصال الخدمات للمواطنين». وأكد أن الموسسة ستعمل على المطالبة ببعض البدلات المادية والمكافات للعاملين بالمؤسسة من بدل خطر وطبيعة عمل وإسكان وبدلات أخرى يطالب بها الموظفون أسوة ببقية زملائهم في القطاعات الأخرى. وقال ما شهدته من مواقف كانت تنم عن محبتهم لوطنهم، فقد واجهوا خطر الحريق دون خوف أو تردد ونجحوا خلال 17 دقيقة في السيطرة على الحريق بمشاركة زملائهم في الدفاع المدني. وأضاف أن التدريبات والخبرات التراكمية لدى العاملين إبان وقوع الحادثة أسهمت في تجنيب المحطة الكثير من الخسائر، فقد عزلوا الوقود والهيدروجين عن الموقع المحترق، وبالتالي قللوا من حجم الخسائر، وهو تميز كبير لهم أشعرني بالفخر والاعتزاز كوني أحد منسوبي المؤسسة، لذلك سأسعى للمطالبة بكامل مطالبتهم والرفع بها لجهات الاختصاص. من جهته، أكد المهندس محمد فرحان الغامدي مدير عام التشغيل والصيانة بالمؤسسة أن الحادثة التي وقعت الخميس لم تؤثر على إنتاج خط المياه ومن الشفافية التي تنتهجها الموسسة، مبينا انه تم تنظيم هذه الزيارة للاطلاع عن كثب على ما حدث وقدرة المؤسسة على تجاوزها بسرعة كبيرة. وأضاف: الحدث وقع عند 5:22 عصرا وبعد 45 دقيقة تمت السيطرة عليه بشكل كامل، وما إن حلت الساعة السابعة حتى تم البدء في إعادة عمل المحطة إلى ما كانت عليه، بعد أن تم ايقاف عمل محطة التحلية رقم 4 بشكل كامل، وذلك كإجراء وقائي كان الهدف منه عزل منطقة الحادثة خوفا من أية تبعات، غير أنه بعد إخماد كامل الحريق ومنح فريق العمل تطمينات بانتهاء الحادث تمت على الفور إعادة ضخ المياه الى ما كانت عليه سابقا. وقال «تتكون محطة جدة من عدة مراحل ومحطات، وكل مرحلة تتكون من معدات ترواح ما بين أربع الى خمس معدات، والحادثة وقعت في معدة واحدة فقط من المحطة الرابعة وهي في قسم المولد الكهربائي في التوربينة رقم 11 وهي جزء من محطة جدة كاملة». وزاد «انطلقت محطة جدة عام 1979م وتلتها محطة أخرى عام 1981م والمحطة الثالثة تم انشاؤها في عام 1982م وهي تغذي جدة، وتمت إزالة المحطة الثانية وبنيت بديلة لها وهي محطة التناضح العكسي بطاقة تعادل 6 أضعاف سابقتها، وافتتح سمو أمير منطقة مكةالمكرمة محطة التناضح العكسي التي تنتج 240 ألف متر مكعب وهي تغذي جدة والتي تغذيها أيضا محطات الشعيبة، وتنتج محطتا التناضح العكسي الأولى والثانية 120 ألف متر مكعب وهي لم تتأثر بالحريق وكل محطات المياه لم تتأثر به وكامل ما تنتجه 360 ألف متر مكعب وهو ما نسبته 60 في المائة من انتاج محطات جدة». وأوضح أن المحطة الثالثة ستخرج من الخدمة بعد عمل محطة التناضح العكسي بكامل طاقتها وبالتالي سيتم الاستغناء عن مدخنتين من المداخن الأربع الموجودة على ساحل جدة، علما أن مداخن المحطة الرابعة لا تطلق الا بخار الماء بعد أن تم تركيب فلاتر للتخلص من الغازات وهي المعروفة بنزع ثاني أكسيد الكبريت. أما المحطة المحترقة فقد وقع الحريق في معدة وجزئية واحدة تستخدم لإنتاج الكهرباء بنسبه 20 في المائة من انتاج الكهرباء في المحطة الثانية وبالتالي انتاج المياه لم يتأثر نهائيا. وأكد الغامدي أن الحريق لم يتم الكشف بعد عن مسبباته، وقد تم تشكيل فريق فني لتقصي الحقائق وكشف مسبباته، مضيفا: لا مخاوف أمنية على المحطة وذلك لتعامل المنشآت الصناعية في ظروف أمنية وفنية كبيرة وعالية، لافتا إلى أن المنطقة التي وقع بها الحريق مغلقة ولا يمكن أن يكون ارتفاع الحرارة هو السبب كونها مصممة اصلا لتحمل الحرارة وسيتم تحليل البيانات ومعاينة الموقع والكشف عليه بهدف كشف مسببات الحريق. وأبان أن حجم الضرر والخسائر حتى الساعة لم يحدد ولم يتم الكشف عنه وسيتم تحديد الضرر ومدى التعويض الذي تحتاجه وكل الجوانب الاخرى.