أوضح أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري أن السوق يشكل نافذة ثقافية عربية تشارك في إحياء فعالياته الدول العربية، من أجل بناء جسور التواصل بين أبنا الأمة الواحدة والثقافة والواحدة. وأشار الدكتور المنصوري إلى أن نسخة سوق عكاظ في عامها السابع ستكون مميزة بعد إقرار مركز للشعر الفصيح وكرسي لذات الغرض، مبينا أن المركز والذي يعتبر نواة ل «أكاديمية عكاظ للشعر العربي»، إضافة للكرسي الذي اعتمد في جامعة الطائف، مؤخرا، يكتسبان أهمية خاصة، كونهما يشكلان مرجعية عربية للشعر الفصيح يمكن وصفها بأنه الأقوى في المنطقة العربية. وأكد المنصوري، في هذا الصدد، أن المشروعين بمثابة قطفة أولى لرؤية الأمير خالد الفيصل الذي وجه بأن تكون للسوق هوية متميزة ومتفردة عما سواها من المناسبات، لافتا إلى أن دعوة سموه تستلهم أهميتها من التاريخ الأصيل للسوق في مجال الأدب العربي وتحديد الشعر الفصيح، وليكون سوق عكاظ أيضا المرجعية العربية الأقوى في الشعر، حيث يقع على عاتق لجان السوق الاحتفاء بالأصوات الشعرية العربية الأبرز، والعناية بالترجمات ذات العلاقة. ولفت المنصوري إلى أنه تم تشكيل فريق عمل برئاسة مدير جامعة الطائف الدكتور عبد الإله باناجه، وعضوية أمين عام اللجنة الإشرافية للسوق الدكتور سعد مارق، مستشار وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز السبيل، وأمين السوق للبدء فعليا في تنفيذ المقترحين اللذين أوصى بهما اجتماع اللجنة الإشرافية العليا الذي رأسه الأمير خالد الفيصل، منتصف الشهر الماضي، وليكونا سمة تميز المناسبة العام الحالي. وقال المنصوري إن سوق عكاظ يشكل معلما سياحيا فريدا، ورافدا مهما من روافد السياحة، ويقصده عدد كبير من السواح للوقوف عن كثب على معالم السوق التاريخية، والتي لا تزال تحتفظ بالعبق التاريخي الممزوج ببريق الحاضر. وأضاف المنصوري قائلا إن اللجان القائمة على السوق تركز دوما على توفير كافة الأنشطة التي تناسب جميع الأعمار، إذ يجد مرتادو السوق مفارقات عدة، حيث يتم الجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، وجغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية. وتابع القول إن توجيهات الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية تؤكد دوما على ضرورة تنوع الفعاليات، وأن تكون فرصة للأسر لتعيش تاريخ المكان، وليجد أفرادها أنشطة وفعاليات تناسب ميولهم وتمتاز بالتفرد والأفكار المستحدثة البعيدة عن التقليد والتكرار. واستشهد المنصوري على نجاح فعاليات السوق بالنتائج التي خلص إليها تقرير منظمة السياحة العالمية، مؤخرا، والذي وصف تجربة السوق بالناجحة، وأنه يعتبر من المناسبات الأبرز، والتي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي، داعية في الوقت نفسه السواح لزيارة السوق؛ نظرا لما يحويه من أنشطة فريدة ومتنوعة تهدف إلى توطيد العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث. من جهة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن عدد زوار سوق عكاظ العام الماضي شهد ارتفاعا عن سابقه بنسبة بلغت 44%، حيث تجاوز عدد مرتادي السوق خلال موسمه السادس 256 ألف زائر. وبينت الهيئة في تقرير قدمته لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، أن عدد السواح الذين زاروا السوق خلال فترة الأسبوعين (مدة المهرجان) بلغ نحو 52 ألفا وأنفقوا 21 مليون ريال. وأشار التقرير الإحصائي الذي أ عده مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المهرجان حصل على تقييم إيجابي، لافتة إلى أن الجوانب التي حصلت على التقييم الأعلى من قبل العينات التي أجريت عليها الدراسة وصفت مستوى تنظيم المهرجان وتنوع الأنشطة ومدى مناسبتها لأفراد الأسرة بالممتازة.