اعتبرت الشاعرة والكاتبة الصحفية نجاة الماجد في حوار ل«عكاظ» أن المشهد الثقافي يعاني من أمراض الشللية والحسابات الضيقة، ورأت أن المجال الإعلامي بصفة عامة غارق في الصراعات و المحاباة. وقالت إنها تركت الإذاعة رغم تجربتها الفريدة في تقديم المجسات الحجازية، وذلك كما تقول لطغيان المجاملات ومحاربة المبدعين الحقيقيين، ما يؤدي إلى قتل أي محاولات للإبداع. وأنها تفتخر بشاعريتها وتعتز بموهبتها ولا تلتفت إلى الذين يوجهون لها الانتقادات غير الهادفة، كونهم يهدفون إلى زعزعة ثقتها بنفسها بحسب تعبيرها. كما أنها اعتبرت شعرها هو جواز سفرها للوصول إلى قلوب الناس، وكانت وما زالت ترى أن أقوى القصائد هي ما تمخضت عن تجربة صادقة أو مشاهدة عن كثب.. وإلى نص الحوار: على الرغم من قصر تجربتك الشعرية نوعا ما، إلا أنها حظيت بتقدير الكثيرين لتنوعها وثرائها.. إلى ماذا ترجعين ذلك، ومتى كانت الانطلاقة الشعرية والعوامل التى أثرت عليها؟ الفضل أولا وأخيرا لله تعالى، فالشعر موهبة من الله عز وجل وبالنسبة لي ورغم قصر تجربتي الشعرية كما ذكرت إلا أنني استطعت بفضل الله ثم بفضل جهودي الذاتية إثبات وجودي محليا وخليجيا وعربيا، ولا أنكر كذلك دعم أسرتي لي ممثلة في والدي يرحمه الله ووالدتي اللذين كان لهما أبرز الفضل في تشجيعي ودعمي ومرافقتي في أمسياتي. أما السبب الرئيسي الذي جعل تجربتي الشعرية تحظى بالتقدير، فذلك يعود للموضوعات التي أتناولها في قصائدي، والتي تميل للواقعية والإنسانية من جهة، والوجدانية الذاتية من جهة أخرى، فالشعر بالنسبة لي رسالة أعبر من خلالها عن شؤوني وشجوني الذاتية تارة وعن تجارب الآخرين ومعاناتهم الاجتماعية تارة أخرى، ولذا تجدني حينا أصور معاناة الرجل الفقير، وحينا معاناة الفتاة العانس، وحينا أصور حال الطفل اليتيم، ولا أنسى كذلك أنني تقمصت في إحدى قصائدي دور أم إرهابي وصورت معاناة هذه الأم التي ضاع تعبها سدى مقابل أم الشهيد التي تشعر بالفخر والاعتزاز أن ابنها خرج من الدنيا إلى نعيم مقيم بإذن الرحمن الرحيم. وكانت لي قصائد صورت من خلالها رحلة الحجيج إلى المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة منذ لحظة القدوم حتى المغادرة وطواف الوداع، وقدمت أغلب هذه القصائد عبر أثير الاذاعة السعودية، وبعضها تم تقديمها بلون المجس الحجازي بصوت أشهر جسيسي المنطقة الغربية. وكل ذلك ساهم في وصولي إلى قلوب الناس، فحظيت بمتابعتهم وتقديرهم، سواء عبر المقال أو القصيدة أو المجس أو الصورة الفوتوغرافية المعبرة التى تعد من اهتماماتي وهواياتي. انهيار الشعر يرى البعض أن الشعر السعودي يعيش حالة من التراجع والانهيار.. هل تؤيدين هذه الرؤية المتشائمة أم ترفضينها.. وما الأسباب؟ بالتأكيد أرفضها جملة وتفصيلا، فثمة العديد من الأسماء الشعرية السعودية ذكورا وإناثا ساهمت بشكل ملحوظ في نهضة الشعر السعودي وازدهاره وانتشاره عربيا وعالميا. كيف تنظرين إلى تكريمك في مهرجان القلم الحر للإبداع في القاهرة؟ اختياري للتكريم ضمن 100 شخصية عربية في المجالات الفنية والأدبية والإعلامية والعلمية تقدير أعتز به وأفخر، ولا سيما أنه من جهة عربية خارجية موثوقة، فهذا النوع من التكريم غالبا ما يكون ذا مصداقية وموضوعية، ولا يغلب عليه طابع المجاملات والشللية التي لم تنفك بعد عن بعض مهرجاناتنا، وسيظل هو التكريم الأبرز والأعظم في مسيرتي الأدبية والصحفية، خصوصا أن رئيس المهرجان رجب عبدالعزيز هو الذي اختارني تقديرا منه على حد قوله لنشاطاتي وإنجازاتي الملموسة في حقلي الأدب والكتابة الصحفية. شللية كيف تنظر الشاعرة نجاة الماجد إلى المشهد الثقافي السعودي؟ المشهد الثقافي السعودي للأسف لا يزال يعاني من الصراعات الناتجة عن الحسابات الضيقة، والمجال الإعلامي لا يختلف كثيرا، حيث إنه غارق في الشللية. هل قادك هذا إلى صحيفة الصباح الكويتية ومجلة البصرة العراقية لكتابة مقالاتك؟ أغلب الصحف والمطبوعات العربية التي أنتمي إليها حاليا، رؤساء تحريرها وجهوا لي الدعوة إلى الكتابة والانضمام إليهم، وهذا بالفعل تقدير منهم يستحق أن أقابله بالقبول والحمد لله استطعت معها أن اشق لنفسي طريقا للإبداع بحرية بعيدة عن القيود ومصادرة الآراء والمجاملات التي عرف بها بعض صحافتنا المحلية. الرجل صورة خيالية تقولين إن الرجل مجرد صورة خيالية في شعرك رغم تركيزك على الوجدانيات والبوح الذاتي.. كيف حققت هذه المعادلة؟ دعني أخبرك أن قصائد الغزل والمدح ما هي إلا ضرب من الخيال بالنسبة لي باستثناء ما كان متعلقا بوالدي يرحمه الله، فلم أكتب عن رجل قبله ولا بعده بنفس العاطفة الجياشة.. عموما تظل قصائد الرثاء هي أصدق القصائد التي يكتبها الشاعر وأبلغها وأكثرها رقة وشفافية. ما الجديد لديك في الفترة الراهنة والقادمة؟ هناك تعاون فني مشترك تم توقيع عقده، مؤخرا، بيني وبين فنان قطري سيتم من خلاله أداء إحدى قصائدي الوجدانية بلون فني جديد.. كما أن هناك تعاونا فنيا آخر بيني وبين شاعر شعبي من المنطقة الشمالية، هذا إلى جانب تعاون مع الجسيس المبدع بكر فكي الذي سيقدم قصيدتي (تبسم الدار) بلون الدانة، وفضلا عن ذلك سيتم تقديم قصيدتي (واحة الإيمان) الخاصة بمكة بلون المجس الحجازي بصوت الجسيس المبدع عبدالسلام سندي، ومن ناحية أخرى ما زلت في مرحلة إعداد ديواني الثاني بعد نجاح تجربة الديوان الأول (الجرح إذا تنفس) عن نادي الجوف الأدبي.