ضمن الأنشطة المتواصلة التي يقدمها بيت الشعر بالنادي الأدبي بالرياض، أقام البيت مساء الثلاثاء، أمسية ثقافية مفتوحة للشاعر والروائي إبراهيم نصرالله، تحت اسم (ليلة إبراهيم) التي قدمها الدكتور الشاعر عبدالله الوشمي نائب رئيس النادي والمشرف على بيت الشعر. انطلق اللقاء بكلمة لرئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي، الذي رحب بنصرالله، وبحضور الأمسية.. مستعرضا قامة الشاعر والروائي إبراهيم، وما قدمه في مشهدنا العربي من إبداع أدبي.. متطرقا إلى أبرز الأمسيات التي قدمها بيت الشعر خلال موسمه الماضي، وما سيقدمه خلال هذا الموسم الثقافي الحالي. ثم تحدث نصرالله مستعرضا تجربته من خلال العلاقة بين الشهادة والإبداع وفق رؤيته عبر تجربته من جانب واستقرائه من جانب آخر.. مستعرضا إبراهيم البيئة التي تشكل فيها شاعر فروائيا عبر الجو الأسري الذي تأثر إبراهيم به وأثرت فيه خلال مسيرة الطفولة بمختلف الظروف المعيشية التي عاشها إلى جانب بقية أسرته.. هذا إلى جانب التعليم، والقراءات الذاتية والتأثر بالعديد من المبدعين العالميين كالسياب وطاغور وغيرهما واستفادة شعرية من روياته ورواياته من شعره فيما بعد. أما عن تجربة إبراهيم الإبداعية فتناولها من جانبين، الأول: روائيا، أما الثاني فشاعرا.. مستحضرا تجربته الروائية من خلال عرض البدايات التي يلتقي فيها الكثير من المثقفين والمبدعين ألا وهي مرحلة الطفولة، التي أعادت نصر الله إلى معاناة الطفولة، وما شاركها من حس وحلم، كانت نواة للقراءة السردية التي أثارت الكثير من أحاسيس الطفولة تجاه تذوق النصوص السردية والتي جاء في مقدمتها القصة، والتي شاركته مسيرة درب الحياة حتى إصداره أول عمل روائي. أما المحور الثاني من حديث التجربة فالشعرية، فتناوله إبراهيم من أول قصيدة هجاء كانت هجاء، موجهة لمدرس اللغة العربية. والتي أتبعها بثانية في الرثاء للمدرس نفسه بعد وفاته بأشهر، إلا أن القصيدة الفصيحة الأولى سبقها عند نصر في حديث ذكرياته عن تجربته، خوضه للقصيدة العامية التي تحول بعدها إلى نظم القصيدة الفصيحة.. مواصلا حديث تجربته الشعرية من خلال وجوده بالمملكة وممارسته الخطوات الأولى من النشر من خلال جريدة الرياض والبلاد، إضافة إلى بعض الصحف الأردنية.. مواصلا الحديث عن تجربته خلال فترة إقامته بمحافظة القنفذة بمنطقة مكةالمكرمة. ومضى نصرالله في حديثه عن تجربته الشعرية من خلال الاهتمام بالعصور الأدبية.. وما صاحبها من تأثر بشعراء معينين خلال تلك العصور الأدبية وصولا إلى العصر الحديث ومن ثم الانفتاح على الأدب العالمي بشكل أكثر شمولية وأعمق رؤية، والتي جعلت منه مهتما بالشعر والسرد والمسرح والسينما. كما تناول إبراهيم في عرض تجربته على مسألة (الاهتمام بالتنوع) وخاصة فيما يخص تجربته الشعرية.. هذا إلى جانب أن يكون له لغته وقاموسه الخاص روائيا وشاعرا.. كما استعرض كسر بعض (النمطيات) الشعرية التي تحاول إيقافه عند حد معين من تنامي التجربة لديه، إيمانا منه بأن القصائد لا تكتب بطريقة واحدة، وخاصة عندما يعيش المبدع فكرته ويتأملها في أعماقه، ويعمل من أجل إنتاجها الكثير والكثير.. فهناك قصائد كتبها نصرالله في ثلاثة أيام وأخرى في ثلاثة أشهر و أخرى لم يكتبها. أعقب نصرالله حديثه عن تجربته الإبداعية شاعرا وروائيا بإلقاء عدد من النصوص الشعرية والتي جاء منها: صورة شخصية.. هنا... أبجدية... حقائق.. الغياب.. القبرة... العابرة.. ومنه قصائد قصيرة جدا التي ألقى منها إبراهيم: إيمان.. اعتراف.. صداقة.. وفاء.. سؤال.. حيرة... أمي في حديثها عن أبي.. في حديثها عن حبها.. أحلام صغيرة.. أعقب هذه القصائد عدد من المداخلات والأسئلة النسوية والذكورية التي جاءت تصب في رؤية نصرالله تجاه الشهادة وعلاقتها بالإبداع.. والقصيدة الآنية.. وتجربة إبراهيم الروائية، وما يداخلها من رؤى فكريا وفنيا، وما يصاحبها من سمات.. إلى جانب واقع أزمة القصيدة الآنية، وتراسل الفنون، وخيانة النقد تجاه الإبداع، أسباب الوقوف عن العامي إلى الفصيح وما يقف وراءها من مواقف المبدعين تجاه العامي بعد الفصيح.. إضافة إلى شعر المقاومة، إلى جانب العديد مما سرده نصرالله روائيا.