هل هي حرب عالمية ثالثة أم حرب ضنك العيش أم المنافسة باقتصاديات العالم النامي. ألم يكن للظلم والعدالة الاجتماعية حدود (الله يعلم). يعيش الإنسان بقلق لا يعرف ماذا سيحدث بعد ثوان. فهل الإنسان مثل الكائنات الأخرى لقوله تعالى «إن الإنسان خلق هلوعا (19) إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا» (21) سورة المعارج. إن جلست لمشاهدة التلفاز منتظرا خبرا سارا وهو نادر في هذا العصر لأن الدول الصغيرة والكبيرة تتربص بعضها البعض بمنظار الحسد وانتهاز الفرص لاستغلال مواردها الاقتصادية بحجة حمايتنا من الأعداء والمحافظة عليها من التيارات المختلفة. الله يكون في عون الدول النامية، قمت بزيارتها بآسيا وأفريقيا وبأوروبا وبأمريكا فوجدت بها مسلمين بلادهم غنية الموارد تفيض عن حاجاتها ولكن سوء إداراتها أدت لأن تستغل مواردها الدول المتقدمة. ولهذا نجد مواطنيها يعيشون عيشة الفاقة لأن موارد بلادهم لغيرهم وهذا بلاء من الله عز وجل لقوله تعالى «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» البقرة: (155/156). يضيع الوقت وأنت تبحث في قنوات التلفاز لتشاهد موضوعاً علمياً أو ثقافيا أو اجتماعيا أو تاريخيا مفيدا فلم تجد ما تريد لأن معظم القنوات إخبارية موجهة وبرامجها حروب وهجوم وتظاهرات وزلازل وبراكين، فبدلا من أن تعيش وأسرتك في سرور وعلم وثقافة العيش تعيش بقلق من هذه الأخبار.حتى إذا أزف وقت النوم وأردت أن تخلد له تجد القلق ينتظرك على الوسادة والنوم يهجرك حتى الصباح من أخبار التلفاز السيئة فقل الهم إني سامحت كل شخص أساء إلي فأغفر لي زلاتي على من أخطأت عليه. لكي تنام بدون قلق أبعد عن أذية الخلق ليرتاح ضميرك القول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر.. وكما يقال: عامل الناس كما تحب أن تعامل.