الجيش الإسرائيلي يحمل حزب الله المسؤولية عن إطلاق مقذوفات على يونيفيل    ضبط (19696) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    إسرائيل تلاحق قيادات «حزب الله» في شوارع بيروت    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «السقوط المفاجئ»    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    فعل لا رد فعل    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديبة الطاهرة الراقية مالكه عسال حفظك الله
نشر في الأنباء السعودية يوم 01 - 06 - 2010


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كان بين أسئلتي خط احمر فعذريني لاني قد تتبعت في مقابلاتك فلم يبقوا لي أي سؤال عن مشوارك الغني الحافل، وقد اخترت هذه الأسئلة الشخصية أحيانا متعمدا للنيل من تاريخك الساحر يا ملكة الحرف وروح الكلمة، فالمعذرة على تطفلي بك، وإن كانت الجرأة فهي محطاتك الأربعة التي تختزن في قلبك وعقلك!!
ويبدو لي أن لا أحد قد فاز بهذه المحطات أو لم تأتيه الجرأة بأن يسألها، فعذري جراءتي ، وأرجوا منك الإجابة فأنها هي تاريخ مالكة عسال!!وأنا لم أحاورك لشيء معروف عنك وأنت غنية عن التعريف، صدقيني يا سيدتي المبجلة، لست أنا وحدي من يريد أن يغرف من تاريخك وذكرياتك نعم ذكرياتك هي المهمة لنغرف منها سلسبيل المعرفة وروح العطاء والبقاء!!
حياتك الأدبية نعرفها وشيء وجيز عن حياتك الشخصية أفلا أتكرم منك وأصبح أنا أول من يكتب عن حياة (الأديبة مالكة عسال)، الشخصية!!
يا أستاذتي النبيلة الطاهرة، نحن محتاجون لشخصك الذي لا يعرفه احد فأرجوا أن تقبلي قلمي في عالمك المخزون ليرسمه للعالم العائم بالغيوم !!
لو سمحتي تكلمي عن :
محطاتك العاطفية محطاتك السياسية محطاتك الكتابية محطاتك الاجتماعية
المحطة العاطفية
مالكة عسال من مواليد 13/06/1954 بمدينة ابن أحمد من أب له ذات اليد ،بين سبعة ذكور ،لم ينجب أبي أنثى غيري ،تربيت في بيت شاسع بين الإخوة ، وأبناء العم وزوجاتهم ، وبما أني كنت الوحيدة الأنثى ،كنت أمارس الألعاب الذكورية بما فيها كرة القدم والجري ،لم أعرف قط لعبة الدمية ،ولا رفقة البنات ،كما كنت أركب الخيول ،كنت المحبوبة لدى أبي ، المدللة بين الأولاد ،مات الأب وأنا ابنة 7سنوات ، وانقسمت الممتلكات بين الورثة،ولم يبق منها إلا القليل ..فكان أن انهد العز ..وساد الفقر ، وانقلبت الموازين إلى تيارها العكسي .. زواجي تم بشكل سريع فالتعارف لم يمر عليه شهران ...فأصبحت أما لطفلين ،وربة بيت ، تتولى أشغاله كأي امرأة..
المحطات السياسية ،كنت كطالبة أترجح بين التيارات اليسارية ، آخذ غمارها وأندس في خضمها مثلا :الاتحاد الاشتراكي ،وحركة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،أقرأ كتب ماركس ،شغوفة بنظرياته وإنجلز ولينين ..وحين كبرت ونضجت ،وأدركت أن السياسة مجرد حصص من التلاعب ،للقفز على صناديق الانتخابات بطرق التسويف والتزييف ، ومجرد السبق على الكراسي والفوز بالمناصب ، وأنها مجرد الحصول على مراكز القرار لخدمة المصالح الشخصية ،وتمرير المناصب إلى ذوي القربى والعائلات ، وفق تمثيلية ركحية ممسرحة ،ليس إلا ..وخدمة الإنسانية مجرد ذر الرماد في العيون ..تنحيت تماما ،وتوجهت إلى الأدب ،ولكن هذا لايمنع من أن أساليب الفضح والرفض ،والشجب ،والتعرية ،تمارس ضمنيا ,حين يتم التعبير عما يوجع بشدة ...
المحطة الكتابية
أيام كنت طالبة كنت أطالع وأقرأ ،لكن حين توظفت وتزوجت ،وأنجبت ،تحولت من امرأة مدرسة ،إلى ربة بيت بامتياز ،أصبح شغلي الشاغل تربية الأبناء،ومراقبة دراستهم ،ومأكلهم ومشربهم ..والاهتمام بصحتهم ،مايقرب من 25سنة لم أمس فيها ولاجريدة ..حتى غدت مسألة مس الكتب حرام ،ومن باب تعطيلي ومضيعة للوقت ..،ومازاد الطين بلة ،اشتغالي بمهنة التدريس في الأقسام الدنيا (الأول والثاني )مدة طويلة إذ قضيت بها مايقرب من 25سنة.. فلم أعد أفقه شيئا ،إلى درجة أنه حين أقرأ مقالا لاأفهم معناه ،بل تعذرت علي كتابة رسالة إلى أحد الأقرباء ...لكن حين هاجمت أمريكا العراق بشراسة ،وعانت فلسطين من قبلها من مذابح شهيرة..ومارأيته من صور مفجعة ،أججت العمق ..فتفجرَ القلم بأول قصيدة \"فلسطين\" في 27أكتوبر 2003،لتعقبها أخرىبعنوان \" جراح \" بعدها بثلاثة أيام أي 30/أكتوبر 2003
المحطة الاجتماعية
أعيش زوجة أطبخ وأكنس ،وأنظف ،بتقاليد المرأة المغربية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ،أتزاور ،أسأل عن أفراد عائلتي ،يرق حالي لضعيف ،أبكي لمظلوم ،أتحسر لوضع قاتل ،أشجب قرارات مطبوخة لاتقدم للمجتمع إلا الفراغ على فراغ ،أحن إلا الرفقة والأحباب ..
ما هو جديد مالكة عسال ؟!
إن لم أعش الجديد أحس بالاختناق ،فأنا أتنقل مابين كتابة قصيدة أو نص قصصي ،أو دراسة حول إصدار ما ،أو تنظيم أمسية شعرية ،أو التهييئ لمهرجان أدبي أو مشاركة في ملتقى شعري ،فحين تحاصرني الآفاق ،أحج إلى تلاميذي أباشرهم بعرض مسرحي أو أغنية طفل ..يعني أركض وراء هواجسي غير مبالية فاتحة الآفاق كي أقطف ثمرة أدبية ناضجة ..
هل تفكرين بالقارئ أثناء الكتابة ؟
الشاعر نسر محلق في أعماق الحياة ،يعدو خلف رؤياه ،حدسه ،ووعيه بحرية مطلقة ،لاتكبلها قيود ..فحين يكون الاهتمام بالقارئ ولو بمجرد فكرة ،تدخل في تشكيل الإبداع وإعطائه نوعا من النمطية،وزوغه عن سكة الصدق .. يعني بالمباشر فمتى تأطر الإبداع بشيء ما فقد صدقه ،بفقدان حريته ،وعملية التفكير في القارئ ،جزء من صرف النظر عن الإبداع ..لكن هذا لايعني ،أنه لاتكون في نهاية العملية الإبداعية ،مراجعة نقدية ذاتية للعمل ،حتى يخرج في صورته المصقولة إلى القارئ ..
وما نوع القراء الذين ترغبين أن يتابعوا نتاجك الأدبي ؟
بل ما نوع الأدب المحبَّب لدى القراء من قبل مالكة عسال ؟؟ ، ليس بيدي أن أحدد نوع قرائي ،فأنا أكتب وأمضي، قد يصطاده محترف محنك ،أو شاب في مقتبل العمر ،أو قارئ نموذجي جيد أو قارئ سطحي ،فأذواق القراء تختلف من شخص إلى آخر حسب الميولات الثقافية والأفق المعرفي، والتجارب الممَرّسة من واقع الحياة ..وممكن العمل يحظى بحب مِن لدن ذا في احتضان شديد ،وممكن يرمى بعقب حذاء من قبل آخر ...
ماذا سيصنع الفارق بينك وبين الآخر؟!!
أنا لاأحس أي فرق بيني وبين الآخر ،كلنا إنسان في النهاية ،فالفرق بين الظروف ،تأتي بالحظ الأسعد لهذا ،وبالحظ العاثر لذاك ...
لو قدر لك أن تحكمي العالم، ماذا ستفعلين؟!!
سؤال أسطوري منبعث من رخ مات من زمان ...إن كان الله سبحانه وتعالى خلق الكون ببشره بنعمه ،بقوانينه ، لكن تتعقبه الكوارث الطبيعية والإنسانية ..فماذا عساني أنا فاعلة أنا الذرة البشرية التي لاتُرى إلا بالعين المجردة ...ومع ذلك سأضع إجابة أسطورية فأقول لك :سأخلق المدينة الفاضلة ،أن يعيش الإنسان في مستوى من الرفاهية وبالتساوي،كأسنان المشط ..أن تسود الديمقراطية ..أبسط ظلال الحب والمودة والرحمة بين الكل ..أنظف الكون من دمعة البؤس ،من رصاصة القتل ،وأفرشه بالبسمات والفرح ...
ما هي هموم ا لأديب العربي ؟
لاتحصى :الطبقية أولا وقبل كل شيء ،فنحن خلقنا بادئ ذي البدء حفاة عراة على أرض ملك للجميع ،لانملك من متاع الدنيا شيئا ،وبداية الاستغلال نشأت مع الإنسان الطاغية ،نظرا لعدم وعيه بأخيه الإنسان يسلبه ممتلكاته ،وأراضيه وخيراته ،فيصبح مترفا ميسورا ،تاركا ضحيته تلعق جمر الفاقة ..ورغم الشعارات المتناسلة اليوم والرهط بالديمقراطية ،الكرامة ،واللهج بحقوق الإنسان ،نجد نفس الأسلوب البشع ،يمارس بوضوح ،فتسلب الأوطان من شعوبها غصبا ،تسرق أموال البعض غدرا ،تنتهك الحريات ،وتمارس التعذيبات بطرق وحشية مخجلة ،يُقتل الأطفال ،تُنتهَك حرمة النساء ،بنفس الطريقة التي كانت في أيام الجاهلية ،يعني طبقتان :طبقة غنية موسرة فاحشة تعيش في الرفاهية والعيش الكريم على حساب الآخر ،بيدها كل خيوط الحِكَم ،وطبقة مغبونة مجردة من كل شيء تحت عقب الأحذية ، تعاني من الفقر والفاقة وقلة ذات اليد ...
ولماذا نجد اهتمام الدول المتقدمة بأدب شعوبها اكبر مما يجده المبدعون العرب ، والعرب امة الشعر والأدب ؟
الأمم المتقدمة مرت من نفس المسار، وبنفس الطرق ،كانت هي الأخرى تحارب أساليب الوعي والتثقيف ،ألم يحاكموا كوبيرنيك حين جاء بفكر متنور حول الكرة الأرضية ؟ألم يبيدوا أصحاب العقول المتنورة؟؟؟؟؟ ،هو الخوف على المصالح لاأقل ولاأكثر ..فحين تفسح الأمم العربية المجال للمثقف ،سيَنشر الوعي في صفوف الشعب ،ويدرك المواطنون حقوقهم المهضومة ،فيطالبون بها بطرقهم الخاصة احتجاجا ،أو بمواقف نضالية عصيبة تفجر نارا قد يصعب كبحها ..لذا نجد الأمة العربية تشجع الأشياء اللاهية من تهريج فارغ أو أغاني محتشمة مخجلة ..وتصرف نظرها عن الأدب والثقافة برمتها ،..أما الدول المتقدمة قد وعيت بأن الثقافة سلوك ،تهذب التعامل بين الناس ،وأنها التشحيم لعجلة التنمية ،نحو الإرتقاء بالأمة ..ولاوصول إلا بها أعلى المراتب ،فأصبحت تحفز الأدباء ،وتدعمهم لتشجيع العطاء والبحث عن الجيد ..
هل يمكننا القول بأن مالكة عسال عبرت عن المرأة المغربية أو العربية أيا كانت؟!
لاأستطيع أن أحدد بنفسي ماقدمتُه للمرأة ،بل يبقى هذا على عاتق القراء عموما ،والمرأة المغربية خصوصا ..
مالكة عسال هل استطاعت أن تقدم صورة أخرى للمرأة؟
وهذا السؤال أيضا ، يبقى الحكم الرأي فيه للقراء من وجهة نظرهم
على سبيل المثل لا الحصر في القضية ،هل تراجع المستوى التعليمي عما كان في الماضي ؟ وما أسباب ذلك التراجع ؟
التعليم لم يتراجع قط ،بل عنُقُه في حبل المشنقة ،على حافة زحزحة الكرسي من تحت قدميه ،ليُعدم شنقا ..فقد احتل الرتب ماقبل الأخيرة ،وتدنى المستوى إلى نقطة تعبق بالخجل ، والسبب كثيرة لايمكن حصرها في عنصر أو عنصرين ،بل تعود بالأساس إلى المسؤولين وذلك من عدة وجهات نظرية :
***عدم التخطيط وفق استراتيجية تحدد بالضبط الغايات الكبرى من العملية التعليمية التعلمية ،والأهداف المنشودة التي تخدم الأمة والمواطنين معا ..فهي تنزل تخاطيط مفاجئة ،على هامة الطاقم التربوي ليس لها انطلاقة صحيحة، ولاركائز داعمة ..
***عدم تهيئ الموارد والبشرية ،الضرورية التي ستنفذ هذا التخطيط وفق أهداف مرجوة مضبوطة ،
***عدم البحث عن تقنيات بأساليب متطورة ومسايرة للعصر تستطيع تدبير المنظومة التربوية ..
***كثرة المواد المطوية على فراغ ،لاعلاقة لها بمستويات المتعلمين ،ناهيك على صعوبات المصطلحات ،مايجعل الشباب ينفرون بصفة نهائية من المدرسة ،وحتى من حمل الكتاب ..
***تفشي الأمية مايجعل الحاجز شاهقا بين الأبناء والآباء، إثر مساعدتهم في حل تمارينهم بالبيت ..
*** غياب التكوين المستمر للمدرسين ،وتتبع المستجدات التربوية ،حيث مازالت الطريقة العتيقة التقليدية مهيمنة على التربية والتعليم ..
*** اكتظاظ التلاميذ بالأقسام ،مايعكر صفاء الضبط والانتظام، أثناء ممارسة التدريس ..
الانفراد بالقرار من قبل الوزارة الوصية ،وعدم إشراك هيئة التعليم في تدبير المنهاج المدرسي ،والتخطيط لآليات التعليم كليا ...
ومازالت في حوصلة التعليم الكثير الكثير من الطروحات التي تجعله يتعثر ولايساير الركب الحضاري ..
نشاهد عددا كبيرا من المواقع ما رأيك فيها ؟ وهل قدمت أدبا مميزا ؟
كل شيء في هذا الكون ينثني على الغث والسمين ،هناك مواقع جيدة لها أقلام حارة ،قدمت الكثير من الخدمات الجليلة للأدب والأديب معا ،وهناك غيرها متوسطة وثالثة رديئة ،ومرد ذلك إلى سوء اختيار الأعضاء ،وعدم تتبع النصوص ،وفقدان الصراحة في مواجهة مايُكتَب ،وتشريحه على ضوء رؤية ناقدة فاحصة ،حتى يدرك الكاتب بجلاء موقعه ،ومن جهة ثانية تطهير النصوص للارتقاء بها ..
تعددت وتنوعت كتابات مالكة عسال بين الشعر والقصة والأقصوصة والمقالة والخاطرة ، أي هذه الفنون اقرب إليك ؟ ولماذا ؟
الفن هو محلاج الشاعر ،ودرعه الذي يحتمي به من نوائب الزمن ،بل هو الغرفة الدافئة التي يستكين إليها الشاعر في صمت كلما داهمته النوبات ،ففيه يسكب محارقه ،وبه يصبح اللسان لمن لالسان له ،بالفن يعبر الشاعر عن أحاسيسه ،بعد تأمله الشديد للحياة والواقع ،وأنا وجدتني غارقة في بحره أرشف من القصة ،وأتلذذ بالشعر ،وأمتص من رحيق أغنية ومسرحية الطفل ،وألاعب الرسم الكاريكاتوري ،فكما تتعدد الأسباب والموت واحد ،فكذلك تعددت لدي الفنون والهدف واحد :التعبير عن الحقيقة المغطوسة بين الطلاسيم والإبهام ،فتق أسرار الكون الملتبسة ،مخاطبة وعي وحدس القارئ بما هو طبيعي وإنساني ..وعليه فكل المجالات التي طرقتها تعتبر بالنسبة لي ،الأقرب مادامت تفرزها أحاسيس ،وهي نتاج عصارة انفعال وقلق في صراعي مع الواقع ،ومعايشة هموم الإنسان ...
إلى من تكتبين؟
لن أقول أكتب لنفسي كما يعبر بذلك البعض ،وإلا كنت احتفظت به لنفسي ،ومانشرته في كتب ومجلات ومواقع،ولما كنت أحضر اللقاءات لأقرأه على المسامع ،فالكاتب لايساوي شيئا دون قارئ له يتفحص نبوغه في الحرف ،ومقاصده من الحرف ، والهدف الأسمى البعيد الذي يرمي إليه الحرف ..فأنا أكتب للقارئ طبعا ،للجمهور دون استثناء، لكل من يتلظى بحرقة الحرف ،لكل من يعشق الأدب،لكل من يريد أن يعرف ..
ولماذا تكتبين ؟
ليتمثل القراء معي الواقع بمجرياته الخبيثة ،ليتنوروا ،فيهبّوا راكضين جنبي يبحثون عن الحقيقة ،ليشاركوني همي وهموم الإنسانية جمعاء ،ونتوغل معا في جوهرها ،لنبحث عن حل لأسئلة مطروحة ،وأخرى تتناسل كل يوم بالمبهم والعميق والمطلق ...لنغير ..لنطهر هذا الواقع المعتوه ..
ومالشعور الذي يصاحبك قبل الكتابة وعندها وحين الانتهاء منها ؟
لافرق بيني وبين تلك الحامل التي تنتظر مولودها ،وهي تصارع مغصها الشديد ..وحين يولد تتطلع إلى ملامحه بشوق ،وبتدقيق وفراسة لتتيقن هل هو جميل ، هل هو كامل الصورة ؟ألا ينقصه شيء ؟،وحين تتأكد ينتابها الفرح ..فهكذاأنا ..أثناء الإبداع وبعده ..
لكل مبدع إلهامه ووقت شيطانه، متى يأتي طقوس الكتابة لدى المبدعة ( مالكة عسال)؟
ليس هناك وقت محدد.. فلحظة الكتابة مزاجية ،قد ترفل جامحة، بوخزة من الواقع تصيب القلب ،أو فكرة تنهال والمبدع في الطريق ،أو في هزيع الليل ،أو في الصباح الباكر ..لحظة الإشراق أولا وأخيرا ،تجتاح فضاء الشاعر أثناء خلوته ،فحين يركن إلى خلوته وينزوي في قرار نفسيته ،يحاور أحاسيسه ،ويهمس لحدسه ،لحظتها تأتي الدفقة الشعرية ،قد تنكب دفعة واحدة ،أو بعض شذرات تستمر لأسابيع أو شهور ،أو تعاسر بالمرة ،حتى تعاوده مرة أخرى ...
لقد ناشدتك (القطيف) لتزوريها وتخطي قصيدة وتلقيها، هل ما أقوله حقيقة أم خيال؟
وهل من فكرة كانت حقيقة في بدايتها ؟؟؟؟،فكل فكرة أو تصور نابع من الخيال ،ثم تأتي لحظة التطبيق ....فأمر زيارة( القطيف) ليس صعب المنال ،ولا هو من أمر الله بالمحال ،ولو سنحت الفرصة حتما سأفعل ،وأعانق على ترابها الأدباء ،ونتبادل الود في صعوده ..فأنا زرت مصر ولم يكن في علمي من قبلها، وزرت تونس ومافي نيتي ذلك ،وها أنا على أبواب زيارة ليبيا في العطلة الصيفية ،وقد أزور دولا عربية أخرى في المقبل لم لا ..مادامت العزيمة موجودة ،والفرصة سانحة ،وهدف الزيارات محدد...
ماذا حققت خلال مسيرتك الأدبية من عام 2003م التي تعتبر صغيرة في سنها وطويلة في عطائها ؟
لست أنا من يحكم على عطائي الأدبي ،بل القراء والنقاد ،والمتتبعون للشأن الثقافي العربي ..
وهل كانت بمستوى طموحاتك؟
إطلاقا لا وإلا توقفت وقلت كفى ،مازالت أمامي هواجس أركض خلفها لأحققها ،...أحسني في البداية ،يجب أن أتابع التجارب لأستفيذ منها ،و أن أنهل من الكتب في تنوعها ..يعني أقول هل من مزيد؟ ...
أنا كلما التقيك أجد عندك تواضعا لا حدود له وأنت تلك النابغة والمشهورة في الوسط الأدبي، ماذا يعني لك التواضع ؟!!
والله تخجلني بكلامك الطيب هذا ؟أية نابغة ؟وأية مشهورة ؟فالعلم لاحدود له وطالما أني على هذه البساط بساط الكرة الأرضية هذه ،مازلت لم أحقق شيئا ،ويجب أن أنتج وأضيف مزيدا من العطاء ..أما مسألة التواضع ،يجب أن يتربى عليه كل إنسان ،لأنه لافرق بين هذا وذاك ،كما فسرت سابقا حسب الظروف ..ثم من وجهة أخرى الثقافة سلوك ،فإن كنا لانمارسها في حياتنا ،بطيب المعاملة وحسن السلوك يبق لسنا مثقفين ..
لماذا تراجع الأغلبية بالاهتمام بالكتاب ؟
بدون مقدمات سأحصر بعض الدواعي ،التي سبق أن حددتها في مداخلتي إبان ندوة حول (الشباب والقراءة) كالتالي :
**-هيمنة عصرِ الصورة والسرعة بهجمته العنكبوتية الشرسة ،تمتص كل أوقات الفراغ .فأصبح الكتاب لدى البعض حلةً بالية مُمِلة ...
**- عدم تشجيع التأليف بدَعم المؤلف أو الناشر لإعطاء الأهمية للكتاب، وتفعيل دوره ،فصار ،الكتاب اليوم غولا مخيفا بالنسبة للجانبين معا وللشباب ثالثا ...
**- عدم تداول أهمية الكتاب إعلاميا ،وإعطائه حقه من الدراسات للتعريف به وبدوره
**- عدم التكثيف من معارض الكِتاب باستثناء المعرض الدولي للكتاب السنوي ...
**-عدم تسهيل بعض المكتبات الأمور لاقتناء كتب معنية ،فحين يلوح لك عنوان أو تسمع به ،يصعب الحصول عليه ببساطة بين خضم الكتب الهائلة ،فلاأدري لم لاتستثمر المعلوميات في تصفيف الكتب حسب أوعيتها ،في لوائح معلقة ،تبين خاصياتها ومجالاتها المعرفية ماعدا مكتبة آل سعود ..
**- الكتاب نفسه ،وماالتصق به من تعبير لغوي ترميزي مراوغ ،يتوخى التكثيف والغموض ، يستعصي معه فك طلاسمه ،و اختراق قشرته لتذوق ألبابه .. قافزا على الأسلوب البسيط المباشر ،الذي كان القارئ يلتقط معنى ألفاظه من إلقاء أول نظرة ..
وكيف يمكن أن نعيد إليه ألقه المفقود ؟
طريقة تحبيب الكتاب واسترجاع قيمته ،وإعطائه أهمية تنطلق من المدارس ،فهي المعنية أولا وقبل كل شيء ،وعليه يجب أولا :
**- إنشاء مكتبات بالمدراس وفي المنازل وفي الأحياء
**- تجهيز المكتبات المدرسية بكتب تهتم بميولات الشباب والأطفال،وتعبر عن رغباتهم ،
**- تشجيع الأطفال والشباب على استخدام المعلوميات وقراءة مايهمهم ،منها والابتعاد عما يضيع وقتهم في أشياء لاطائلة منها ..
**- محاربة الأمية مع الثقافة غير النظامية ،وتتبعها لبلوغ مستويات عليا مع تنوع المعارف ...وليس حكرا على معرفة الحروف فقط ...
**- تشجيع القراءة من طرف كل شرائح المجمتع ..
**- تحبيب الشباب شراء الكتب ،وإلصاق به مبدأ انتقائها منذ نعومة أظافرهم
**- تزيين القصص بصورجذابة مشوقة ،وبخطوط واضحة تدغدغ حاسة الطفل التذوقية
**- تخصيص حصة قارة لمطالعة القصص، ضمن استعمال الزمن الأسبوعي في المؤسسات التعليمية ،سواء بالنسبة للأطفال الصغار أو التلاميذ أو الطلبة ..وأقترح في هذا الباب قاعة للمطالعة ،يشرف عليها مسؤول أو مسؤولون لهم تكوين واسع ،للمساعدة والتوجيه..
**- دعم وتحفيز الشباب فى المكتبة على تعليم أنفسهم وتثقيفها،
**- نشر ثقافة المكتبة بالبيت عن طريق ندوات وعروض ،لتوعية آباء وأولياء التلاميذ بفائدتها وأهميتها ...
**- التكثيف من مهرجانات \"القراءة للجميع \"بحيث تتيح تسهيلات لشراء الكتب بأسعار بسيطة ..
هل استطاعت الشبكة العنكبوتية (النت) أن يخلق أدبا يضاهي الأدب الورقي ؟
طبعا ومن ينكر ذلك ، فالعالم بكل مكوناته، أصبح بلمسة أيقونة في قبضة يد ،وأعني بذلك أن الشبكة العنكبوتية ،تتوفر على مكتبات قيمة وكثيرة ومتنوعة ..ويمكن تحميل مابدا لنا من كتب حسب اختيارنا الشاسع ،وقراءة مانريد من المواضيع ،غير أن الكتاب الورقي له نكهته هو الآخر،ولامحيد عنه، فهو رفيقنا في الأسفار .. .
ماذا تقولين لمن يقدم على الكتابة لأول مرة؟
أن يقرأ بشدة أن يلتهم الكتب ،لأن الكتابة هي مجمع من تجارب الآخرين ..والقراءة هي المسن الوحيد الذي تشحذ عليه الأقلام .
هنا بإمكانك أن تسألين نفسك سؤال وتجيبين عليه!!
إطلاقا لا ..فالكتابة أصلا هي محاولات في تنوعها، للإجابة عن أسئلة متناسلة وليس سؤال.
كلمة أخيرة تحبين توجيهها؟
أحييك على الاهتمام ،وأثمن لك هذا المجهود الذي سخرته لخدمة الأدب والأدباء ..
سيدتي لا يكن عندك شك في مقدمتي وحروفي فهي من قلبي إليك، وأشكر الله بأن وهبني قلب مثل قلبك، يا زكية المنبت وعبق القلم وروح الشمع في ليلي المظلم!!
عاجز عن شكرك آنف.
ارجوا منك القبول وتقبلي تجرئي عليك ولكن يشهد الله إني أحب أن ارسم تاريخك الذي لم يعرفه أكثر الناس!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.