يقول الله تعالى في محكم كتابه: {سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلاً، إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً، يوم تكون السماء كالمهل، وتكون الجبال كالعهن، ولا يسأل حميم حميماً، يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه، ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه، كلا إنها لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر وتولى، وجمع فأوعى، إن الإنسان خلق هلوعاً، إذا مسه الشر جزوعاً، وإذا مسه الخير منوعاً، إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون، والذين في أموالهم حق معلوم، للسائل والمحروم، والذين يصدقون بيوم الدين، والذين هم من عذاب ربهم مشفقون، إن عذاب ربهم غير مأمون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين} (صدق الله العظيم). هذه السورة مقررة للحفظ في منهج الصف الخامس الابتدائي. وبحساب العمر، فإن الطالب في هذه المرحلة العمرية هو طفل غير مدرك لبعض مما يرد في هذه السورة الكريمة، أو ليس مهيئاً لادراك البعض الآخر. والأسئلة التي يجب أن نسألها للمعنيين في السلك التعليمي والتربوي، هي: - أيجب أن يحفظ هذا الطفل كل أهوال يوم القيامة التي لم نهيؤه ثقافياً ونفسياً، لإدراكها؟!! - أيجب أن نجعله يحفظ دون أن يفهم، وكيف له أن يفهم الحفاظ على فروج الأزواج؟!! - أيجب أن نجبره على حفظ، دون فهم ما تملكه الأيمان، خاصة أنه لم يعد هناك ما تملكه الأيمان؟!! - أليس من المفروض أن تكون هناك جهة تربوية تشرف على اختيار السور التي يجب أن تتلى أو تحفظ في هذه المراحل، بحيث تراعي عدم وقوع الطفل في حالة من الارتباك الثقافي والشرعي، والتي قد تؤدي إلى أن يعتبر الطفل القرآن الكريم، مصدراً لارتباكه أو خوفه أو تشوشاته؟!