بين لهيب الشمس المحرقة وارتفاع حرارة الإسفلت، يقف المصلون حائرين خلال صلاة الجمعة بين الساحات الخارجية والأرصفة المحاذية لجامع قرية حاكمة الدغارير الممتلئ عن بكرة أبيه، في ظل ضيق مساحته الكلية التي لا تتناسب مع ما تشهده القرية من نمو سكاني. عدد من الأهالي تحدثوا ل«عكاظ» عن معاناتهم، لافتين إلى أن الجامع ضاق بالمصلين مع تزايد أعداد العمال وأصحاب المحال التجارية، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بوضع حلول جذرية لهذه المشكلة، مقترحين الاستفادة من أرض مصلى العيد لإقامة جامع يتسع للمئات ويحمي المصلين من أشعة الشمس الحارقة. ويشاطر مراقب المساجد عبدالله حكمي الأهالي معاناتهم، حيث وقف بنفسه مؤديا صلاة الجمعة خارج المسجد. ويطالب أمجد دغريري الجهات المختصة متمثلة بوزارة الأوقاف بالعمل على إيجاد حل سريع للجامع الوحيد الذي لا يستوعب أعداد المصلين المتوافدين لأداء صلاة الجمعة بشكل أسبوعي، حيث يتجمع مئات المصلين خارج المسجد تحت أشعة الشمس الحارقة لسماع الخطبة في انتظار إقامة الصلاة، مناشدا وزارة الأوقاف التدخل العاجل لإنهاء المعاناة التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون، بتوسعة المساجد واستحداث مظلات تحمي المصلين من أشعة الشمس والحرارة العالية التي يتعرضون لها في فصل الصيف. ويؤكد عبدالله دغريري أن بعض الأهالي يضطرون لأداء صلاة الجمعة في صامطة أو أحد المسارحة بحثا عن الأجواء الباردة وبعيدا عن حرارة ولهيب الشمس، ويقترح دغريري أن يتم إنشاء مسجد كبير يستوعب النمو المتزايد في أعداد المصلين في القرية التي تغيب عنها مثل هذه المساجد، ما يجعل المصلين يبكرون لأداء الصلاة ويزيد الضغط على المسجد الذي لا يستوعب نصف سكان القرية، وهو ما يجعلهم يؤدون الصلاة على الأرصفة ووسط الطرق، بخلاف رداءة التكييف وعدم قدرة المكيفات على مواجهة الحر الشديد، ناهيك عن تدني مستوى النظافة في دورات المياه وتشققات جدران الجامع من الداخل، متسائلا: إلى متى ستستمر معاناة سكان القرية؟ من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير أوقاف صامطة الشيخ أسامة زيد مدخلي أن المشكلة تتمثل في ضيق مساحة الجامع الفعلية من الأساس، ما يصعب معه إجراء أي توسعة، مؤكدا أن هدمه وإعادة بنائه لن يحل المشكلة، حيث سيقلل ذلك من مساحته خاصة مع انحراف القبلة إلى الجهة الغربية قليلا. ولفت الشيخ مدخلي إلى أن البحث جار عن أرض بديلة بشرط أن تكون قريبة من وسط القرية، حيث سيتم بناء جامع جديد بمرافق متكاملة، منوها بأن الأنظار تتجه حاليا إلى مصلى العيد للاستفادة منه لبناء الجامع ومغسلة للأموات ودار فتاة، وستتم دراسة الموضوع ورفعه لفضيلة المدير العام.