لم يكن السوريون وحدهم النازحين من مدنهم وقراهم باتجاه لبنان، فالدراما السورية وجدت بدورها ملاذا آمنا في هذا البلد الجار، بعدما نال القصف بفعل الأزمة من كل استديوهاتها بعدما نال من شوارعها، وما لم يهدم منها بعد، فهو عرضة لغارة جوية من هنا أو لعملية تفجير من هناك، أو ربما ليكون شاهدا على اغتيال أحد الفنانين. الدراما السورية التي لجأت إلى لبنان لم تكتف بنقل كوادرها ومعداتها بل تمكنت من إنجاز أربعة أعمال، واللافت في هذه الأعمال أنها تعكس بمضمون بعضها طبيعة العلاقة بين البلدين الجارين (لبنان وسورية)، الأمر الذي ألمح إليه الكاتب رافي وهبي ومعه المخرج الليث حجو في مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي يقوم ببطولته الفنان دريد لحام. وتدور أحداث المسلسل حين تغادر عائلة بكاملها إلى الأراضي اللبنانية بسبب الظروف التي تمر بها بلادهم، ويبقى الأب وحده في دمشق، ومع تدهور حال الأب الصحية، يجد الأبناء أنفسهم أمام خيارات قاسية، ومواجهات مصيرية تدفعهم لمراجعة أسلوب حياتهم، فيتمسك بها بعضهم، وبعضهم يختار تصحيح مساراتها، أحداث العمل بالمجمل، تتجاوز المشهد اللبناني لتطرح أسئلة الأزمة السورية، بحياد. كذلك مسلسل «حدود شقيقة» للكاتب حازم سليمان والمخرج أسامة الحمد، يتناول حكاية قريتين حدوديتين متجاورتين، فتحاول كل منهما فرض تقاليدها على الأخرى، وذلك في قالب كوميدي ساخر يلامس الواقع العربي المعاش. ويتابع مسلسل «صبايا» في جزء خامس للكاتبة نورشيشكلي والمخرج محمود الدوايمة، قصته حيث تسافر البطلة «جيني إسبر» أو «ميديا» إلى لبنان لتقضي فترة نقاهة، فتشعر بالوحدة، وتتصل بإحدى قريباتها في سورية لزيارتها، وفي الحي الذي تسكنه ميديا ستتعرف الفتاة على صبايا أخريات يعشن في بيروت، لنتعرف إلى قصصهن المختلفة الطابع نوعا ما، عما كانت عليه في الأجزاء السابقة من مسلسل «صبايا».. والحكاية الجديدة تفترض بالضرورة الانفتاح على فضاءات حياتية لبنانية، من المنتظر أن تحتل مساحة لا بأس بها من المسلسل. وفي لبنان أيضا تم تصوير مسلسل «أوهام جميلة» كتابة وإخراج عماد نجار، وفيه يأتي شاب من ريف حلب للعمل في بيروت، وتدور أحداث المسلسل عبر محورين، عائلته في حلب وعلاقته بأصدقائه وبحبيبته وبأمه الموجودة في بيروت، فيما يكتفي مسلسل «الولادة من الخاصرة 3 - منبر الموتى» للكاتب سامر رضوان والمخرج سيف الدين سبيعي ومسلسل «العبور» تأليف وإخراج عبير إسبر، باختيار لبنان كمكان ومناخ ملائم للتصوير فقط.