أضيئت سماء عروس البحر الأحمر بألوان الفرح والبهجة، ورفض الحضور في حفل انطلاقة فعاليات مهرجان «جدة غير 1434» مساء الأربعاء الماضي الاستسلام أمام درجة الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية، ليستمتعوا بالعروض المبهرة التي قدمت في الحفل الذي تزامن مع بدء العطلة الصيفية. وتوافد المواطنون والمقيمون على الكورنيش الجنوبي بحي الحمراء منذ وقت مبكر لضمان حجز مقاعد لهم في المهرجان الذي بدأ عقب صلاة العشاء مباشرة واستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساء، وأبدوا إعجابهم بالعروض التي قدمت والتي أشعرتهم بانتهاء الوقت سريعا. ولوحظ حضور البعض بالزي الجداوي في لفتة تعبر عن ارتباطهم بتراث جدة القديم، وكان التواجد النسائي يفوق من ناحية الكثافة تواجد الرجال، وقالت أم محمد، إنها حرصت على حضور حفل مهرجان «جدة غير» مع عائلتها للترويح عن النفس بعد انتهاء الشحن النفسي الذي ساد الأسر أيام اختبارات نهاية العام الدراسي. بينما أشارت أم خالد إلى أن المهرجان يشكل علامة فارقة بين مهرجانات المدن الأخرى في المملكة. وقالت: إن جدة ليست بحرا فقط، بالرغم من جماله، إذ توجد فيها مراكز تجارية قل مثيلها في الدول الأخرى. وتحدثت فتون الحربي عن اهتمامها الكبير بمهرجان «جدة غير» موضحة أنها حرصت على القدوم من المدينةالمنورة لحضوره والاستمتاع بجدة ومرافقها الجميلة وشواطئها ومراكزها التجارية. كما فرض حضور الأطفال وصغار السن على مهرجان «جدة غير» وجوده بشكل لافت، في صورة معبرة وجميلة عكست مدى فرحتهم وبهجتهم بالإجازة الصيفية وانتهاء موسم الدراسة والاستمتاع بالأجواء الحماسية وفقرات المهرجان والألعاب النارية وعروض الدراجات وغيرها من الفقرات المهمة التي أضحكتهم وأسعدتهم وسط صفيق حار وصراخ يعكس مدى حماستهم بالأجواء العامة للمهرجان. ورددوا عبارة «خمسطعشر» ، وهي العبارة التي أصبحت متداولة بشكل ملحوظ وعمت أجواء المهرجان. وقال الطفل حمادة مفتي إن حفل مهرجان هذا العام كان أفضل من حفل مهرجان العام الماضي، مشيرا إلى أن أكثر ما يستهويه هو مشاهدة العروض المختلفة وركوب الدراجات والاستمتاع بالمأكولات الجداوية. وقال خالد ياسين إنه قدم من الجنوب منذ وقت مبكر وحرص على مشاهدة عروض الألعاب النارية والعروض الأخرى، مضيفا: لن تفوتني عروض الدلافين وتناول البليلة والآيسكريم واللهو في المدن الترفيهية المعروفة على مستوى المملكة بضخامتها وجمالها المميز. وكانت الألعاب النارية السمة الأبرز في مهرجان «جدة غير» كل عام، حيث تطفأ الأنوار ويبدأ العرض الكبير للألعاب النارية المختلفة وألوانها الجميلة وسط صرخات الجماهير من الأهالي ودهشتهم من قوة الصوت وسرعة الانطلاق والألوان الكثيرة والمنتشرة في سماء جدة وانعكاس الألوان على وجوه المشاهدين وملابسهم. وأبدى الحضور إعجابهم بإمكانيات المؤدين للألعاب النارية وطريقة تشكيلهم لها، وتوقيتهم لإشعالها واحدة تلو الأخرى وتمكنهم من السيطرة على قوتها ورائحة الأدخنة المتصاعدة منها. وقال عمر الغامدي إنه حريص على حضور الألعاب النارية التي تقدم كل خميس لمدة ربع ساعة «من الساعة الحادية عشرة وحتى الحادية عشر والربع». وبالرغم من قصر وقتها إلى أنها تضفي جوا حماسيا رائعا ويتناقل الأهالي والزوار صورها عبر الواتس آب والفيس بوك وتويتر. أم فواز أفادت بأنها لا يمكن أن تغيب عن عروض الألعاب النارية كل عام، بسبب أطفالها الحريصين على حضورها والاستمتاع بها، وأضافت: أتجاهل كل مواعيدي من أجل حضور عروض الألعاب النارية، ويوم الأربعاء الماضي كان أولها وأكثرها جمالا، فلقد شاهدنا عروضا جميلة لأول مرة وألوانا مختلفة كثيرة أبرزها اللون الأبيض الجميل في الظلام الدامس. كما استمتع الأهالي بالعروض البهلوانية المتعددة وألعاب الخفة والسرعة والقتال التي عرضت في مهرجان جدة «خمسطعشر» كالجمباز والكاراتيه والتدحرج وسط غناء المتفرجين من الأهالي والزوار واستمتاعهم بالأجواء الحماسية. والمضحك في الأمر أن في المهرجان كانت فقرة يتدحرج فيها عارضون ألمان ويتشقلبون رأسا على عقب يرتدون «سروالا وفنيلة» بيضاء اللون كالتي يرتديها السعوديون ملابس داخلية تحت أثوابهم. وعلق العديد من الأهالي ساخرين على ارتداء الألمان لملابس بيضاء تشبه «السروال والفنيلة» بقولهم «كيف تسخرون من الشاب السعودي لارتدائه وتلقبونه ساخرين (أبو سروال وفنيلة) وهؤلاء الألمان يمارسون ويعرضون رياضتهم مرتدين نفس الملابس البيضاء؟». وبنوع من الطرافة علق الشباب على بعضهم البعض بأبو سروال وفنيلة وكذلك بعض الفتيات اللواتي اعتذرن من الشباب بسبب تلقيبهم باللقب الساخر الذي قد يصبح موضة في ألمانيا في وقت قريب. وفي نهاية الحفل قام شباب وأطفال بالغناء وارتفعت أصوات الموسيقى وسط ترديد الأهالي والزوار للمقاطع الغنائية مع المؤدين. وحينها قام الأطفال بالرقص مرحا وهم يرفعون العلم السعودي بألوانه الزاهية الجميلة التي رفرفت في سماء جدة مشكلة ألوانا جميلة وجوا ساحرا لطيفا يعبر عن مدى تعلق أهالي المملكة ببعضهم البعض وحبهم الكبير للمملكة وجدة، ومدى حب الأهالي للترفيه عن أنفسهم وعائلاتهم مؤمنين بأن الأجواء الترفيهية نتاجها إيجابي ودورها فاعل في تنشئة الفرد والمجتمع. وكشف رئيس الشركة المنظمة لمهرجان جدة المهندس زكي حسنين أن ميزانية تنظيم مهرجان جدة «خمسطعشر» بلغت أكثر من ثلاثة ملايين ريال. وقال إنهم تمكنوا بفضل الله ثم بتوجيهات محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد من تشكيل لجنة من جميع القطاعات الحكومية وأدى كل قطاع دوره بشكل كامل. من ناحيته أوضح الدكتور مازن بترجي، أن مهرجان هذا العام ركز على مفردة «خمسطعشر» بلهجة أهل جدة وكذلك على رقم (15) ومضاعفاته، حيث هناك 15 سيارة هدية وكذلك 15 سوقا تشارك بالفعاليات، إضافة إلى فيلا بقيمة مليون ونصف المليون ريال، وأيضا 150 فعالية، مبينا أن جدة تشهد حراكا كبيرا في هذا العام ويساعدها وجودها في مركز رابط بين المدن حولها وفيها جميع ما يلبي احتياجات الأسرة.