لا تقتصر معاناة مواطني قرية الكر على نقص الخدمات الأساسية للأحياء منهم، بل تعدته لنقص الخدمات لأمواتهم أيضا، فالمقبرة الوحيدة في القرية التي تبعد 70 كيلومترا شرق محافظة الوجه بمنطقة تبوك تعاني إهمالا من الجهات المعنية، ما يجبر الأهالي على اعتماد الجهود الذاتية في غسل وتكفين ودفن الأموات. فأبواب المغسلة تكسرت واعتلت الأتربة غرفة تغسيل الموتى، كما أنها تعاني من انعدام مستلزمات الغسيل والكفن، بخلاف ما تعانيه المقبرة نفسها من نقص العديد من الخدمات كالماء والكهرباء وغرف خاصة بالصيانة وألواح الطين والحصى سقطت الخزانات من أعلى الغرفة بعد أن خلت من الماء، كما أن الحشرات والدواب زحفت إلى الخزان الأرضي لخلوه فترة طويلة من المياه، حيث يجلب المواطنون الماء لدفن موتاهم عن طريق الأشرعة الخاصة بالماء. عدد من أهالي القرية تحدثوا ل«عكاظ» حيث أوضحوا أن المقبرة تعاني من سوء تنفيذ القبور حيث لا تتناسب مع حجم الأموات، بسبب استخدام معدات كبيرة في حفرها ما ينتج عنه حفرة كبيرة واسعة لا تصلح كقبر، حيث يصعب ردمها، ما أجبر أهالي القرية على تجهيز موتاهم وغسلهم وتكفينهم بمشقة وتعب في ظل غياب الخدمات المقدمة من قبل شؤون الموتى ببلدية بداء. ويشير المواطن محمد عيد لويفي إلى أن للمقابر حرمة ويجب أن تصان حيث إن بلدية بداء مقصرة بهذا الشأن، وقد تمت مخاطبتها كثيرا حول العناية بالمقبرة وصيانتها وتجهيز القبور بشكل جيد، حيث إن وضعها الحالي يشبه المقابر الجماعية، ولا تصلح لأن تحفظ حرمة الميت فيها، مؤكدا على ضرورة التعاون من قبل البلدية بهذا الشأن. وأكد المواطن عودة بن طليحة أن المقبرة تعاني إهمالا شديدا، مناشدا بلدية بداء بالتحرك لاستكمال ما ينقص هذه المقبرة، وتعديل وضع القبور المحفورة بطريقة خاطئة، لافتا أن المقبرة تعتمد الآن على تبرعات المواطنين للعناية بها، مطالبا بسفلتة الطريق المؤدي إليها. ويأسف المواطن صالح حمود اللوط على حال المقابر والاستهتار بالأموات حيث لا تتوفر أدنى خدمة بمقبرة الكر مؤكدا غياب الطرف المفترض أن يتحمل مسؤولية توفير جميع مستلزمات الموتى والقبور وهي شؤون الموتى ببلدية بداء، قائلا: إن المقبرة بهذا الوضع ليست مرفقا تابعا لهذه الجهات بل هي مرفق عمومي جماعي يعد تدبير شؤونها وصيانتها من المهام الملقاة على عاتق الجميع بقرية الكر. وشاطره الرأي محمد بن طليحة لافتا إلى إهمال البلديات لجميع المرافق العامة بقرية الكر للأحياء قبل الأموات. مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل لمعالجة وضع المقبرة والحفاظ على حرمة الموتى ورفع درجة الاهتمام بالمقابر في قرية الكر. ويبدي المواطن يوسف اللوط اندهاشه من موقف البلدية التي لا تسارع إلى صيانة المقبرة أو متابعتها أولا بأول، لأن حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا. ومن جهتها تلقت «عكاظ» وعدا بالرد على استفسارات المواطنين من المتحدث الرسمي بأمانة منطقة تبوك رياض غبان، إلا أنها عاودت الاتصال به بعد مرور ثلاثة أيام، ولم تتلق ردا حتى إعداد هذا الخبر.