لم يكن خبر تولي الكابتن سامي الجابر مهمة تدريب الهلال بالمفاجئ إذ إن العلاقة بين المدرب الجديد ونادية علاقة ازلية وارتباطه بالفريق لم ينتهي حتى بعد الاعتزال. ولكي نتحدث عن الرجل بعين الانصاف فإن هناك جانبين يجدر بنا الحديث عنهما ويتمحور الاول على مثابرة سامي وكفاحه والعمل على تكوين نفسه رياضياً بشكل يدعو للاحترام فلم يركن الجابر للضغوط او العقبات بل واصل بعد الاعتزال مشواره الرياضي وتحمل مشقات الغربة من أجل هدف حدده وهذا امر يحسب للجابر كونه قدم مهر التدريب وخاض تجربة مهمة في أوكسير الفرنسي وقبلها في الهلال كإداري ومدرب مؤقت. ولست بصدد الحديث عن جزئيات لا تبدو مهمة في المسيرة الجابرية كتلك التي تتحدث عن الدعم الإعلامي او التطوع في النادي الفرنسي لأن الاهم هي المحصلة النهائية وما تحويه من خبرة وتمرس تجعله مطلباً للتدريب واسم يشار له بالبنان. وليت المنتقدين او المستنقصين من خطوة الجابر الحذو حذوه والانتداب للخارج وبذل الغالي والنفيس من اجل الإعداد ثم اقتحام المجال التدريبي وخوض التجربة وتحقيق الانجاز. اما الجانب الثاني فهو يتعلق بكيف سيقود الجابر الهلال وهل من المناسب ان يتسلم دفة الفريق الاول مباشرة؟ اعتقد انه كان من الافضل لو بدأ الجابر تدريجياً في أحد أندية الوسط او بالفئات السنية بالهلال كدرجة الشباب او الاولمبي وهذا من شأنه منح الجابر فرصة لصقل موهبته في التدريب وتطبيق كل الخطط والبرامج التدريبية ومعايشة الظروف المختلفة للفريق حتى الخلوص إلى تجربة ثرية تكون داعمة له في المهمة الاخطر وهو تدريب الفريق الأول بنادي الهلال. إن مغامرة الجابر ان صح التعبير في تولي المهمة التدريبية في الزعيم تحتمل النجاح او الاخفاق فإن كان النجاح فقد جمع الجابر المجد من اطرافه وزاد احتراماً وعشقاً لجماهير الازرق والمتابعين الرياضيين وسجل تميزاً فريدا للمدرب السعودي. لكن الوضع سيكون أخطر لو لم يحالفه التوفيق وحدث الاخفاق لأن هذا الامر من شأنه إحداث انقساما حاداُ بين انصار الجابر وعشاق الهلال بل أن المشكلة الحقيقة في الفشل قد يطول حلها في ظل استبسال المدافعين عن الجابر وتوزيع أسباب الاخفاق إلى عناصر اخرى. وهذا بالطبع لا يعني أن التدهور الفني إن حدث سيكون بسبب الجابر وحده فأسباب تداعي المستويات متعددة وأهم اطرافها اللاعبين ، لكن الحل دائماً في الطريقة السعودية هو تحميل المدرب الاخفاق والتضحية به وعندما يحدث هذا الامر للجابر فوقعها سيكون صعباً على الهلاليين وعلى الجابر الذي قد لا يحظى بمثل هذه الفرصة في نادي كبير كالهلال. اما الآن وقد اصبح الأمر واقعاُ فإننا نتمنى التوفيق لابو عبد الله وأن يقود الهلال للانجازات والبطولات كما فعلها سابقاً كلاعب وان أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فعليه ان يعتبرها خسارة معركة لا خسارة حرب ، وحينها لابد من إعادة الكّرة وفق المبدأ التدريجي فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.