تجولت «عكاظ» مؤخراً في إدارة جوازات جدة وبعض القنصليات، للوقوف على بعض الحالات الإنسانية، التي تواجدت بجوارها والتقت ببعض المواطنين والعمالة. بداية تحدث المواطن أنور الحيدري أحد مراجعي إدارة الجوازات، فقال في بداية الأمر «واجهتنا بعض المتاعب والصعوبات لمعرفة كافة الإجراءات، لإنهاء نقل الكفالة لبعض العمالة، لكن اختلف الأمر بعد مرور عدة أيام»، وأشار إلى أنه أنجز مراحل كثيرة وشارف على الانتهاء من معاملاته. وعند سؤاله عن السبب الذي يتواجد من أجله قرب الجوازات، قال «أنا هنا لإنهاء إجراءات نقل الكفالة وتصديقها». وقال العامل موسى محمد (تشادي الجنسية): «الحمد لله استفدنا من هذه القرارات في نقل كفالتنا إلى كفيل آخر، والعمل دون تقييد من أصحاب العمل حسب مهنتنا، وأنا هنا معي الوالد كي نصادق على نقل كفالتي من الوالد إلى شخص آخر». وأوضح صادق حسين الذي قابلناه أمام مقر القنصلية الإثيوبية أنه يشتكي من معاناته وصعوبة تصحيح وضع زوجته وابنته الرضيعة التي قدمت للمملكة بتأشيرة العمرة. وأشار إلى أنه يراجع يوميا القنصلية رغم شدة درجة الحرارة، كي يتمكن من إنهاء إجراءات زوجته، كما ذكر أن القنصلية أعطته موعدا في شهر يوليو لمراجعتها لتصحيح أوضاع عائلته، كي يقيموا بالطريقة النظامية. وتواجد بعض كبار السن والمقعدين أمام القنصلية الذين بدورهم عبروا عن معاناتهم وطريقة المعاملة غير الحسنة من المسؤولين في القنصلية، وأنهم لم يقوموا بمساعدتهم، وهم يعرفون مدى المعاناة والتوترات والحر الشديد الذي اتعبهم كثيرا، وهم تحت أشعة الشمس الحارقة التي تسببت في حالات إغماء لبعض العمالة المصطفة في طوابير حول القنصلية، ولم يحرك ذلك ساكنا لديهم دون مراعاة إنسانية. وكانت القنصليات العربية والأجنبية، شهدت في الأسابيع الماضية ازدحاما شديدا جراء افتراش وتجمع العمالة أمام مقارها، بعد أن أصدرت وزارة العمل مؤخرا قرارات تصحيح الأوضاع ونقل الكفالة للعمالة المقيمة في المملكة بطريق غير نظامية، كما بدأت جميع القنصليات الاستنفار ومسابقة الزمن المحدد لمهلة تصحيح الأوضاع، صباحا وليلا لاستقبال الأوراق الثبوتية للعمالة التي تريد تصحيح أوضاعها أو الترحيل إلى بلدانها قبل انتهاء المدة، وانخفض الزحام تدريجيا حتى شهدت بعض القنصليات إغلاق أبوابها وتوقفت عن استقبال المراجعين نهارا، بسبب درجات الحرارة المرتفعة.