شهدت الساحات المحيطة بقنصليات الدول العربية والأجنبية في المملكة وتحديدا في جدة زحاما كبيرا من جانب العمالة الوافدة من تلك الدول لتصحيح أوضاعهم، والحصول على مستندات ووثائق تثبت هويتهم ومهنهم، وكان الأمر هو سباق مع الزمن للاستفادة من مهلة تصحيح أوضاع إقامتهم في المملكة، بعد القرارات الجديدة التي أصدرتها وزارة العمل مطلع الأسبوع الماضي وأدى الزحام إلى حدوث حالات إغماء، ما أدى إلى استدعاء الهلال الأحمر لإسعاف تلك الحالات. «عكاظ» تجولت حول السفارة الإندونيسية في جدة للوقوف على أوضاع العمالة الراغبة في تصحيح أوضاعها. بداية تحدث العامل الإندونيسي مقبل انديرا، قائلا: أنا أتيت من إندونيسيا قبل خمس سنوات كسائق خاص، لكنني لم استمر مع كفبلي أكثر من سنة ونصف السنة لأننا لم نتفق على كثير من الأمور ففكرت بالهروب، والعمل حرا في أي مكان ولم اشترط العمل بنفس مهنتي. وعن سبب تواجده أمام مقر القنصلية قال : أنا هنا لاستفيد من القرارات التي أصدرتها الجهات الحكومية المختصة بتصحيح أوضاعنا مثل نقل الكفالة، أو تعديل المهنة. وأشار العامل محيى الدين متهاري إلى أن القرار جاء لمصلحة مخالفي الإقامة لتصحيح أوضاعهم. أما أنا ففي وضع سيلم من حيث الإقامة، وتواجدت هنا من أجل أصدقاء من أبناء جلدتي الذين يريدون أن ينقلوا كفالاتهم ويتمنون الاستمرار بالإقامة النظامية. والتقت «عكاظ» العاملة الإندونيسية ما سمياتي التي قالت «أنا هنا منذ 10 سنوات أتيت للمملكة بتأشيرة عاملة منزلية ولكن بعد فترة من العمل في أحد المنازل فؤجئت بالمعاملة غير الجيدة ولم استمر عند هذه العائلة ، فهربت بالاتفاق مع أحد السماسرة. وأضافت، أن هذه القرارات منصفة لنا فلو وجدت كفيلا مناسبا لم أتردد في نقل كفالتي التي أنا من أجلها هنا، ولم أفكر في السفر إلى بلادي. «عكاظ» حاولت الوصول إلى القنصل العام لجمهورية إندونيسيا لكن العدد الكبير المتواجد أمام القنصلية صعب من مهمتنا، لكننا تواصلنا عبر مصادرنا الخاصة من داخل القنصلية التي اكتفت بالقول «كما ترون هذا العدد الهائل من العمالة المتواجدة أمام القنصلية، ولا نستطيع أن نوافيكم بالمعلومات الكافية، لكننا نحن الآن بصدد تعبئة الاستمارات ومن ثم فرزها كي نقوم بتسهيل الإجراءات سواء للذين يريدون السفر أو البقاء» . وأمام مقر القنصلية الأثيوبية في حي الحمراء ، لم يكن الوضع مختلفا من حيث الزحام، والقتينا كثيرا من العمالة التي تواجد بعضها بعد صلاة الفجر، والبعض الآخر مع طلوع الشمس. وقال إسماعيل أحمد: أتيت قبل طلوع الشمس، وظننت أنني سوف أكون ضمن أوائل المراجعين الذين يريدون تصحيح أوضاعهم، ولكني تفاجأت بأعداد هائلة أمام القنصلية الأثيوبية، تريد أن تستفيد من القرارات، وتكون نظامية في الإقامة. وتحدثت العاملة الهاربة سميرة التي أتت إلى المملكة بتأشيرة عاملة، أنا هنا منذ سبع سنوات، عملت في منزل عائلة سعودية كانت معاملتهم لي في البداية جيدة ، لكن بعد مرور السنين تغيرت ، وتأخر راتبي رغم أن الوضع المالي للأسرة التي كنت أعمل لديها مستقر، فقررت الهرب والعمل بطريقة غير نظامية بعد أن أشارت علي عاملة من بني جلدتي وأغرتني بأن الراتب سوف يكون كبيرا. وقال منجستون أنا مسيحي، لكن أفضل أيامي عشتها هنا في هذه الأرض الطبية، أتيت إلى المملكة بتأشيرة عامل خاص في أحد المنازل في جدة لكنني لم استمر معهم رغم معاملتهم الحسنة التي لقيتها، لكن البحث وراء الثراء المبكر واختصار الزمن كان وراء قراري الهروب لإغراءات في الراتب. من جانبه، أوضح القنصل العام لجمهورية أثيوبيا في جدة زنب كبد قورشو، أن هناك أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة من بلاده احتشدت أمام مقر القنصلية في جدة ، للاستفادة من قرارات تصحيح الأوضاع، وإعفائهم من الغرامات المالية، وتسهيل إجراءات نقل كفالتهم، أو حتى تغيير مهنتهم. وقال: نحاول جمع المعلومات من خلال تعبئة الاستمارات، ومن ثم فرزها، كل حسب حالته، أما الذين أتوا للحج والعمرة فبإمكانهم تصحيح أوضاعهم للإقامة النظامية. كما طالب القنصل العام من الناحية الإنسانية بتمديد المهلة المحددة لتصحيح الأوضاع، قائلا: أعرف أن هذا الأمر يشكل بعض الصعوبة، لكن هناك أعدادا كبيرة جدا من العمالة الأثيوبية ولن تكفيهم المدة المتبقية .