رصدت وزارة الشؤون الاجتماعية ضعفاً في برامج وأنشطة 14 داراً لرعاية الأيتام، تمثلت في شح الكوادر المتخصصة في الإشراف على الأنشطة الخاصة بالأيتام مما أوجد مشكلة في التواصل معهم، وعدم وجود متعاونين في الأنشطة والبرامج، وعدم وجود مشرفي برامج وأنشطة مؤهلين ومعلمي حاسب مؤهلين، وكشفت الوزارة أن 80 في المائة من دور رعاية الأيتام لا يوجد فيها مشرفون للحاسب الآلي. وقدم فريق مختص من الوزارة عقب وقوفه على تلك الدور، 55 توصية لتطوير دور الأيتام ومجهولي الأبوين وتلافي السلبيات القائمة، وتجري حالياً دراسة هذه التوصيات والعمل على تنفيذها على مراحل عديدة بالتدرج وفق الأولويات. واقترحت التوصيات سن قانون لهذه الفئة يمنع المجتمع والجهات من تداول لفظي «لقيط» أو «ابن غير شرعي»، وتجريم هذين اللفظين، وتعريفهم ب«مجهولي الأبوين» تفادياً لإحراجهم، مع دراسة بدائل شرعية ونظامية لتسليم الطفل بعد السنتين بسبب تركيز الأسر البديلة على جانب الرضاعة. وانتقدت التوصيات الشروط الصعبة التي تفرض على طالبي الزواج من الفتيات مجهولات الأبوين من حيث الشكل والجمال والتدين، وشددت على أهمية توقيع اتفاقيات مع المصانع والشركات لتوظيف هذه الفئات عقب تدريبهن وتأهيلهن من خلال معاهد متخصصة وتقديم منح تدريبية بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية. وأكدت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها ماضية قدماً في تطوير لائحة الأيتام منذ 48 عاماً مضت، وتعكف حالياً ومن خلال فرق عمل على مستوى عال على تنفيذ استراتيجية أعدها فريق من المختصين، وتسعى لتطبيقها عقب اكتمال الإجراءات النظامية. وأكدت الوزارة في الاستراتيجية المزمع تنفيذها على اعتماد الحوار كأسلوب في تربية الأيتام مجهولي الأبوين، والتحاور معهم وتدريب العاملين في التعامل معهم على اتباع الوسطية معهم بلا إفراط ولا تفريط. وانتقدت استراتيجية رعاية الأيتام التي درستها الوزارة غياب النظام الأسري، وأكدت على اعتماد نظام الفلل كنموذج للحياة الأسرية قدر الإمكان ودعم الأم الحاضنة السعودية ورفع مستوى أدائها، مع توفير الحوافز المادية التي تشجع على الاستمرار في استقطاب كوادر متميزة في العمل مع الايتام. وأكدت الاستراتيجية على أهمية دراسة الدور الذي تلعبه العمالة الأجنبية الوافدة في وجود فئة مجهولي الأبوين ومعرفة ظروفها الاقتصادية والاجتماعية للحد من انتشار هذه الظاهرة. مهتمون باحتضان الأيتام من جانبه أكد ل(عكاظ) مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي أن الوزارة مهتمة باحتضان الأطفال الأيتام فور إبلاغها بوضعهم من قبل الجهة المختصة، ويتم تحديد موعد لاستلام الطفل اليتيم بعد التأكد من استقرار حالته الصحية وخلوه من الأمراض تمهيداً لانتقاله لأسرة حاضنة مناسبة، بعد ذلك تجرى مقابلة شخصية مع طالبة الاحتضان من قبل الأخصائية الاجتماعية، وفي حالة تطابق شروط الاحتضان على الأسرة تعطى الأوراق الخاصة بمسوغات الاحتضان لاستكمالها، وكتشجيع من الوزارة على احتضان الأطفال لدى أسر طبيعية فإنها تصرف للأسرة الحاضنة مبلغاً شهرياً كمساعدة مع متابعة الأطفال المحتضنين من قبل الأخصائيين والأخصائيات للتأكد من سلامة الطفل نفسياً واجتماعياً وتوجيه الأسرة بما يخدم استقراره، كما تصرف إعانة زواج لمن يبلغ سن الزواج وإعانة نهاية حضانة للأسرة المحتضنة. وقال: يتم اختيار الأسرة الحاضنة وفقا لعدة شروط، أهمها أن تكون سعودية، تطابق في لون البشرة بين الأسرة والطفل، ألا يتجاوز سن الحاضنة 50 عاماً، الأولوية للأسر المحرومة من الإنجاب، أن يكون الوضع المادي والاجتماعي للأسرة مناسباً، إخضاع الأسرة لبحث اجتماعي شامل في المنزل للتأكد من مدى ملاءمتها لاحتضان الطفل، كما يطلب من الأسرة إحضار تقرير طبي يوضح خلوهم من الأمراض وتعريف من عمدة الحي وشهادة حسن سيرة وسلوك من العمل وخطاب من العمل بالراتب، مع مراعاة أن يكون هدف الأسرة من الاحتضان الأجر والثواب أولاً وأخيراً.