أصبحت مقاهي الكوفي شوب في الطائف، خيار الشباب الأول وملاذهم في قضاء أوقاتهم، في ظل شح المواقع وغياب المراكز الشبابية الهادفة التي تستقطبهم وتنمي قدراتهم وتوجههم، وذلك في الوقت الذي تقدم لهم تلك المواقع خدمات خاصة، مما دفع بهؤلاء لاتخاذ تلك المحلات مقرهم الأول، فيما حرصت المقاهي على تقديم خدمة المشروبات من الشاي والعصير والقهوة العربية والفرنسية والإيطالية والتركية وغيرها فيتجاذبون أطراف الحديث حتى ساعات متأخرة من الليل.. «عكاظ» اقتربت من عدد من هؤلاء الشباب الذين تحدثوا عن اهتماماتهم بالكوفي شوب، مشيرين إلى أنهم يأتونها مرغمين في ظل غياب الجهات المختصة والتي منها أمانة الطائف وهيئة السياحة، في إيجاد المراكز الشبابية لتفعيل وسائل الجذب الشبابية، وقالوا «نحن نعاني من محلات الكوفي التي تستغل حاجتنا في ظل عدم وجود البديل، فقد اعتادت تلك المحلات (شفط) ما في جيوبنا من أموال طائلة بسبب ارتفاع أسعار مبيعاتهم». يقول الشاب وليد الزهراني، نحن نعاني من تلك المقاهي ونعلم أنها تستغل حاجتنا لها، لذا فهي تزيد من أسعار خدماتها التي تستنزف جيوبنا، وذلك في ظل غياب الجهات الرقابية المختصة في متابعة الأسعار، كذلك لا يوجد أماكن مخصصة للشباب من قبل الأمانة أو هيئة السياحة والاثار، وهذا شيء مزعج بالنسبة لنا نحن كشباب، واستطرد يقول «نحن دائما بعد منتصف الليل نتوجه إلى الكوفي شوب نمارس اللعب سوا كان بلياردو أو بولنج أو بلايستيشن أو شرب الكابتشينو، كما أننا لا نستطيع الدوران في الشوراع، وأنه لا يوجد لدينا متنفس منظم من قبل الأمانة أو غيرها، وأضاف اعتقد أن هذا التقصير يكون من الجهتين الأمانة وهيئة السياحة، والغريب في الأمر أن كل جهة تلقي اللوم على الأخرى». وأشار الزهراني إلى أن الإجازة الصيفية في الطائف لها طعمها الخاص وأن والغالبية العظمى من الشباب والأهالي يسهرون حتى طلوع الفجر ويتناولون وجبة الإفطار سويا ثم يخلدون إلى النوم. ويفضل فهد المالكي تناول القهوة التركية والإيطالية، فضلا عن القهوة العربية، حيث يشير إلى أن النوعين مليئان بالسعرات والفيتامينات الحيوية وجرعات من الطاقة، مشيرا إلى أن الأسعار باهظة ولكنه مجبور هو وزملاؤه عليها، مبينا أن أسعار الكوب الواحد ما بين 10 إلى 20 ريالا، وأضاف «هذا شيء مقلق مما يستوجب تدخل الأمانة لتحديد الأسعار ومواجهتهم»، وقال إن الطائف للأسف لايوجد فيها مراكز شبابية متخصصة تجذب إليها بوسائل متقدمة بإقامة دوري لكرة القدم والسلة والتنس والألعاب الأخرى، التي يميل لها الشباب، متمنيا أن يكون لهيئة السياحة ومراكز الأحياء دوري للأحياء. ويشير عبدالله الحارثي، إلى أن الأسعار في الكافيهات متفاوتة علما بأن الخدمة في جميع الكافيهات موحدة، ولا يوجد أي فوارق بينها، مشيرا إلى أن طاولات البلياردو ليست صالحة للعب وذلك بسبب عدم نظافة الطاولة، كما أن أسعار المشروبات في الكوفي شوب مبالغ فيها ومرتفعة للغاية. واتفق كل من إبراهيم دخيل الله الحارثي وعبدالرحمن حسن الفلاح، بأن الكوفي شوب أصبح ملاذا لهم لقضاء ساعات السهر بعيدا عن رفقاء السوء وأرباب السوابق، فهي آمنة وتوجد فيها كل أنواع الخدمات كما أنها نظيفة، وأضافا نحن نحب شراب القهوة العربية، مشيرا إلى أنه يحزن على هؤلاء الشباب كثيرا وهم يسرفون في تناول الأنواع والأصناف الجديدة والتي قد تكون مضرة بالصحة خاصة أنها تحتاج لكميات كبيرة من السكر والحليب المصنع بخلاف أن أنصافا منها طعمها غير مستساغ. وعن مضار تلك الأنواع من القهوة التي يتناولها الشباب في تلك الكافيهات أوضح الدكتور حازم علي (طبيب عام) بأن مضار القهوة ومنافعها بوجه عام لايمكن تجاهلها، مشيرا إلى أن معظم أنواع القهوة تحتوي على مواد كيميائية كالكافيين المؤدي للسهر، وأنه كما هو معروف، فإن الكافيين يساهم في بطء إصلاح الخلل الوراثي، ويضعف مقاومة الجسم في مواجهة أي متغيرات من حيث المناعة، كما يؤدي إلى تسارع خفقات القلب وسرعة الدورة الدموية، مما يسمح بزيادة الجهد والشعور بالتعب، الذي يضاعف جهد (الكلية) ويجعلها في حالة إدرار للبول كثيرا مما يرهق وظائفها. وحث الدكتور حازم الشباب بضرورة تناول كميات كبيرة من المياه بعد الإجهاد الذي ينتاب الجسم عند تناول القهوة، وأن يقللوا بقدر الإمكان من شربها. وأوضح الدكتور حازم، أن الإسراف في القهوة يؤدي لتثبيت الدهون في الجسم والكوليسترول داخل تجويفات الأوعية الدموية فتزداد تصلبات الشرايين وضيق الأوعية الدموية. ونصح الدكتور حازم بشرب الشاي الأخضر الذي أثبت الطب فوائده الكثيرة في مقاومة الكوليسترول، كما أنه يعمل على خفض ضغط الدم ويحافظ على سيولته ويقاوم الجلطات ويقلل من الأزمات القلبية.