تمثل الطفلة وضحى دخيل الحربي التي لم يتجاوز عمرها الثانية عشرة، نموذجا مثاليا للتفاؤل والإقبال على الحياة، فعلى الرغم من أنها أصيبت بسرطان الدم «لوكيميا» قبل نحو أربع سنوات، أدى إلى معاناتها من الهزال وتساقط شعرها نتيجة العلاج الكيماوي الذي تخضع له، إلا أنها تمتلك قلبا جسورا ساعدها على التأقلم ومواصلة دراستها من غرفتها في مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام في بريدة، حتى تخرجت من المرحلة الابتدائية الأسبوع الماضي في حفل نظم لها وزميلاتها، بمناسبة نجاحها وبلوغ نسبة شفائها مراحل مفرحة أعادت إليها نضارتها. وأوضحت منى أن شقيقتها الصغرى وضحى عانت من سرطان الدم منذ نحو أربع سنوات، وبدأت المعاناة وهي في المرحلة الرابعة الابتدائية، وبدأت في البرنامج العلاجي للسرطان في المركز، لافتة إلى أنه بعد شهرين من تناولها جرعة من العلاج الكيماوي بدأت آثار العلاج تظهر على جسم وضحى، مثل تغير في لون البشرة وتساقط للشعر وهزال في الجسم، وتأثرت نفسيا مما أدى إلى تدهور صحتها. واستدركت منى بالقول: «ولكن ولله الحمد وبفضل الله أنها تعالج في مركز الأورام بالقصيم، الذي يعتبر منزل وضحى الثاني بعد ارتياحها للكادر الطبي والفني في المركز ومشاهدتها اهتمام جميع منسوبي المركز بمرضى الأورام»، لافتة إلى أن منسوبي المركز كانوا يولون وضحى جل اهتمامهم ويحتفلون بنجاحها، إضافة إلى المناسبات السنوية. وبينت منى الحربي أن المركز وفر لشقيقتها وضحى وغيرها من أطفال المركز فصلا خاصا للدراسة، بحيث لا تتأخر المريضة عن باقي زميلاتها في الدراسة، مما شجع وضحى أكثر ورفع من معنوياتها ونفسيتها، لافتة إلى أن وضحى لم ترسب خلال فترة العلاج، بل كانت تحقق النجاح وبتفوق حتى أكملت المرحلة الابتدائية في مركز الأورام الذي احتفل بها وباقي زميلاتها الناجحات، وأقام لها حفل تخرج حضره ذوو المرضى، ملمحة إلى أن وضحى حاليا في المراحل الأخيرة من علاج السرطان. إلى ذلك، قالت وضحى ل«عكاظ» بعفوية الصغار وفرحة الشفاء والنجاح: أشكر من وقف معي من أهلي أثناء فترة علاجي، وأخص بالشكر أمي الغالية وأبي وأخي نادر وشقيقتاي منى ونورة، ومن الكادر الطبي المشرف العام على المركز الدكتور فيصل العنزي مدير المركز، الذي لن أنسى معروفه ووقوفه معي في جميع مراحل علاجي، جعل الله ما يقوم به في ميزان حسناته. وأضافت وضحى: وأشكر أيضا معلمتاي الغاليتان اللتان عانتا المشقة في الحضور للمركز بشكل يومي لتعليمي في جميع مراحل دراستي أثناء فترة العلاج، وهما: زينب الملحم، وجوزاء المشيقح، والشكر أيضا موصول للتثقيف الصحي في المركز للأستاذة مي الحربي وندى بركات.