أوضح أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية معاناتهم جراء عدم وجود مراكز تأهيل ورعاية كافية ومناسبة في المدينة، ما يضطرهم إلى الانتقال بعيدا بحثا عن العلاج، فضلا عن تكاليف العلاج المرتفعة في المراكز الخاصة جراء اكتظاظ مركز التأهيل الشامل بعرعر وضعف قدرته الاستيعابية، مطالبين الجهات المعنية بتوفير مراكز رعاية تليق بذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة عرعر وخاصة حالات الإعاقة الحرجة لبعض الأطفال. أبان المواطن مرضي العنزي أن مراكز التأهيل الشامل في المنطقة تعاني قصورا، خصوصا بالنسبة للإعاقات الحرجة، مشيرا إلى أن مركز التأهيل تختار الأطفال ذوي الإعاقة الخفيفة، فيما لا تقبل أصحاب الإعاقات الحرجة، مشيرا إلى وجود قوائم انتظار في المراكز الحكومية. وفي السياق، أبدى أحمد محمد الرويلي دهشته من عدم توفر مراكز كافية لتأهيل لذوي الاحتياجات في منطقة الحدود الشمالية، مضيفا أن مركز التأهيل الشامل في عرعر لا يكفي من حيث الكادر الطبي والقوة العاملة والبرامج المقدمة لتلبية كافة احتياجات المعوقين، مبينا أن تأهيل هذه الفئة لا يعتبر ترفيها بقدر ما هو علاج طبيعي، مضيفا أن من المعروف حاليا أن ركوب الخيل على سبيل المثال، من الأنشطة العلاجية المهمة لذوي الاحتياجات لكن ذلك غير متاح في مركز التأهيل بعرعر. وأضاف الرويلي أن قلبه يحترق على أخيه الذي يعاني من الإعاقة لكنه لا يستطيع مساعدته، بسبب عدم وجود مركز للمعوقين، مضيفا أن حالة شقيقه باتت تؤثر في إخوته. وطالب مواطنون بالعمل على توسعة مركز التأهيل في عرعر وتطوير مرافقه وزيادة طاقته الاستيعابية ما يجعله قادرا على تقديم خدماته لأكبر عدد ممكن من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفقا لأرقى المعايير، وأعربوا عن أملهم في أن تشمل الخدمات المتطورة التي تقدمها المراكز التأهيلية في الوزارة فلذات أكبادهم المعاقين وأن ينالوا نصيبهم من الرعاية الصحية والغذائية والبرامج والأجهزة المتخصصة التي تنمي قدراتهم وتساعدهم على الاعتماد على أنفسهم والاندماج في المجتمع. وأكد معلم التدريبات السلوكية لذوي الاحتياجات الخاصة جاسر الصقري أن افتتاج جمعية للمعوقين سيحد من سفر الأسر للدول المجاورة كالأردن من أجل البحث عن تأهيل ذويهم، مضيفا أن مركز التأهيل في عرعر يقع في مبنى مستأجر، مما يحد من قدرته على تقديم خدمة ورعاية كاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن المبنى لم يشيد خصيصا لذلك الغرض، موضحا أن اعتماد إنشاء جمعية لذوي الاحتياجات سيساعد على تقديم برامج لتنمية مهاراتهم الحياتية، كما يدفع بالأسر للتعاون مع الجمعية، كما أن بمقدورها تقديم خدمات وقائية وتشخيص مبكر للأطفال المعاقين، مضيفا أن الدولة تولي الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، داعيا إلى سرعة إنشاء الجمعية من قبل المهتمين، وبمساندة فاعلي الخير من رجال الأعمال. جمعية للمعوقين أوضح معلم التدريبات السلوكية لذوي الاحتياجات جاسر الصقري ل «عكاظ» أن المنطقة بحاجة لجمعية تخدم المعوقين من الجنسين، خاصة أن وجودها سيتيح لهم إمكانيات علاجية وتعليمية وتأهيلية، كما أنها ستساعد الأسر وتكفيهم مشقة السفر للمناطق الأخرى، كما ستقوم بتشخيص حالات أبنائهم وتأهيلهم بقربهم مما يساعد الأسرة في التعايش مع الإعاقة.