تدخل الباكستان الأربعاء القادم حقبة جديدة من العمل السياسي والديمقراطي، حيث يؤدي نواز شريف رئيس حزب الرابطة الإسلامية، والذي حقق فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 11 مايو الماضي اليمين الدستورية، ليصبح رئيسا لوزراء باكستان التي تواجه تحديات أمنية وسياسية وأزمات اقتصادية خانقة، للمرة الثالثة في تاريخه. وبحسب المصادر فإن شريف شكل فريق عمله السياسي والذي سيمارس مهامه من خلال الحكومة الجديدة والتي ستطلق مشروع ال «100 يوم» اعتبارا من الخميس من يعمل من خلالها على إيجاد حلول جذرية لأزمة الطاقة والانقطاعات الكهربائية وإنعاش الاقتصاد المتهالك وحل المعضلة الأمنية. وأشارت مصادر باكستانية في تصريحات ل «عكاظ» إلى أن شريف اختار إسحاق دار الاقتصادي المتمرس، كوزير للاقتصاد ورئيس للفريق الاستشاري الذي يتكون من 21 خبيرا، لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وسيتم تعيين شودي نثار خان القيادي المعروف في الحزب كوزير للداخلية فيما تم اختيار القيادي إحسان إقبال لحقيبة الإعلام. وأضافت المصادر أنه تم اختيار راجا آصف كوزير للمياه والطاقة والتي تعتبر إحدى الحقائب الحساسة نظرا لأزمة الطاقة الشديدة التي تواجهها الباكستان، ووخورام داستجير كوزير للتجارة. وأفصحت المصادر أن شريف سيحتفظ بحقيبة الدفاع والخارجية، وتم اخيتار السياسي والاقتصادي المخضرم سرتاج عزيز كمستشار خاص لرئيس الوزراء للشؤون الخارجية والدبلوماسي طارق فاطمي كمستشار للشؤون الخارجية. وكان البرلمان الباكستاني الجديد قد أدى اليمين أمس منجزا بذلك أول انتقال ديموقراطي للسلطة في دولة خضعت لحكم الجيش لنصف تاريخها. وسيتم انتخاب القيادي في الحزب الحاكم سردار أياز صادق والذي تمكن من الفوز على عمران خان في دائرته الانتخابية، كرئيس للبرلمان في اقتراع سري خلفا للدكتورة فهميدا مرزا التي تنتهي فترة عملها غدا الاثنين. وسينتخب البرلمان الجديد في نفس الجلسة أيضا شريف كرئيس لوزارء باكستان. من جهته، أوضح شريف للصحفيين بعد وصوله أمس لإسلام آباد قادما من لاهور: «أحمد الله الذي منحنا فرصة الحصول على حكومة جديدة من خلال الانتخابات». مشيرا إلى «أن الانتقال الديموقراطي السلمي الذي حصل في الباكستان يعتبر تطورا جيدا عبر صناديق الاقتراع لتغيير الحكومة». وحققت الباكستان إنجازا ديموقراطيا بإكمال ولاية من خمس سنوات من خلال حكومة ائتلاف بقيادة «حزب الشعب الباكستاني» الذي مني بهزيمة في انتخابات 11 مايو الماضية. ويؤكد المراقبون أن حكومة شريف ستواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، بيد أنهم أوضحوا أن نواز يملك التجربة والخبرة ولديه فريق سياسي واقتصادي متمرس سيتمكن من إيجاد حلول سريعة للأزمات التي تواجه الباكستان. وسيتعاون مع أحزاب المعارضة لمعالجة هذه المشكلات خاصة على الصعيد الأمني، حيث يرث شريف وضعا أمنيا مهترئا على ضوء ما تشهده باكستان من أعمال إرهابية تقودها حركة طالبان ومع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية وحلف الأطلسي من أفغانستان. وبحسب المصادر فإن شريف الذي يتمتع بدعم المؤسسة العسكرية سيعمل على التفاوض مع طالبان الذي تطالبه بوقف الضربات الأمريكية الصاروخية على منطقة القبائل والتي يعتبرها حزبه انتهاكا لسيادة البلاد ووحدة أراضيها.