اقتربت واحات الأحساء من الدخول في قائمة عجائب الدنيا في منافسة مع 77 موقعا طبيعيا فالواحة التي حباها الله سحرا عجيبا تمتاز بخصائص نادرة جعلتها أقرب إلى الدخول في القائمة العجيبة بفضل التكوينات الجولوجية الفريدة. استقراء التاريخ سيكون مدخلا للحديث عن واحة الأحساء وعن بعض الشواهد التاريخية والاثرية التي جعلت محافظة الأحساء بتكوينها الطبيعي والإنساني محل الدراسة والتحليل فالتاريخ يرتبط بالمكان وتجذراته ناهيك عن جغرافيته ومناخاته المتنوعة. يتحدث الباحث عبدالخالق الجنبي عن الواحة وأبرز مميزاتها منها أنها تقع في قلب الأحساء التي يقطنها نحو مليون نسمة. التصنيف في المنافسة يقوم على التكوين الطبيعي مثل الجبال والوديان فدخلت الواحة تحت هذا القسم من التصنيف فالواحة تتميز بتركيبة جيولوجية فريدة من نوعها حيث يظهر ذلك جليا في جبل (قارا) ذي التكوين الصخري الذي يقف شامخا ومجاورا للواحة التي تضم 2.5 مليون نخلة وبنتاج ضخم من التمور يتم تصديرها خارج حدود المدينة ومن مقوماتها بلوغها (30) عينا مائية جوفية مابين باردة وحارة وكبريتية. يضيف الجنبي أن وقوع الأحساء في الركن الجنوبي الشرقي للبلاد في محيط من 6 مدن رئيسية وقرابة 22 قرية جعل الواحة التي تبعد عن شاطئ الخليج العربي قرابة 40 كيلو تقريبا بارتفاع يبلغ عن سطح البحر 700 متر جعلها تأخذ الشكل الهندسي المسطح بتنوع مناخي عجيب، فهي تتمتع بحرارة جافة صيفا وباردة ممطرة شتاء وبجو صحو غالبا، حيث تبلغ درجات حرارتها أحيانا صيفا 48 درجة وتنخفض 10 درجات تقريبا شتاء. كما تهطل فيها الأمطار دوما في فصل الخريف ويوجد بها 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية تعود لأكثر من 30 ألف مزارع طبقا لإحصائية المديرية العامة للزراعة. وما ميزها وجود كمية من التمور ذات النوعية الشهيرة مذاقا مثل (الخلاص والرزيز والشيش) فضلا عن الأرز الحساوي ذات اللون المائل للحمرة وبحبات عريضة ولايتعدى تصديره مدن المنطقة الشرقية كونها يحتاج كميات كبيرة من المياه بالرغم من أن مشروع الري قام بإنشاء شبكات حديثة وبطرق جيدة ذات الشبكات الخرسانية والقنوات التي تصل إلى 500 كيلو تقريبا. «عكاظ» وقفت على عيون الأحساء التي بلغت 30 عينا ومنها باهلة والجيرية والقريات والحقل والحارة والحويرات والجوهرية والخدود وأم سبعة وصويدرة ولكن أغلبها نضبت وتحولت إلى مشاتل ومنتجعات سياحية. ومن المواقع التاريخية الأثرية (مسجد جواثا) ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام وكذلك قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت ومتحف الأحساء الوطني والمنتزه، ثم تلك التلال الصغيرة التي تبعد عن الهفوف قرابة 20 كيلو وتتميز بطبيعة مناخية تخالف أجواء الطقس فهي باردة صيفا ودافئة شتاء، ومما ميز الواحة أيضا وجود الحياة الفطرية والحيوانات البرية والبحرية النادرة ووجود حقل الغوار ذات المخزون الهائل من النفط والهضاب المتنوعة منها هضبة الدبدبة وهضبة الصمان ونفوذ الجافورة والصحاري ذات العروق الرملية.