أثبت شباب ومثقفو محافظة الكامل أن المستحيل يمكن أن يتحول إلى حقيقة، وأن الأمنيات يمكن أن تصبح واقعا ملموسا، وأن الفرص عندما تحين يجب أن تستثمر لأنها ربما لن تعود، وهذا ما فعله هؤلاء الشباب عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بزيارته التفقدية لمحافظة الكامل لأنهم يدركون جيدا أنه حفظه الله صاحب الفكر النير، ورائد الثقافة أدبا وشعرا، فكان مطلبهم منه ينبع من فكر ثقافي ورؤية مستقبلية تربط بين تراث آبائهم وأجدادهم وبين ثقافة هذا الجيل لتستمر أجيالا متتابعة. كانت أهم تلك المطالب تتمثل في إنشاء ثقافية أدبية تكون مرجعيتها نادي مكة الأدبي، فكان لهم ما أرادوا ووجه حفظه الله بسرعة تلبية رغبتهم لأنه وجد فيها تعطش هؤلاء الشباب للعلم والأدب والثقافة فأرواهم، وتلمس فيها جوعهم لغذاء الروح وبناء العقل والفكر الناضج الواعي فأشبعهم. ومن هنا انطلق هؤلاء النخبة من الشباب المتقد حماسا وحيوية ونشاطا لبناء اللبنة الأولى في تأسيس ثقافية محافظة الكامل ووضعوا لها الرؤية والرسالة والأهداف والخطط التشغيلية والبرامج التربوية والثقافية والاجتماعية بما يخدم أهالي المحافظة، فهنيئا لنا ولهم هذه الثقافية التي ستكون بدون أدنى شكل انطلاقة قوية ربما لما هو أبعد من ذلك في المستقبل وهو تأسيس نادٍ أدبي مستقل بالمحافظة. من جهة أخرى نجد أن ثقافية محافظة الكامل ستكون نواة حسنة مثمرة وأرضا خصبة لباقي المحافظات المجاورة لأنها تعتبر محفزا قويا لتأسيس ثقافيات أخرى مماثلة هدفها نشر التربية والثقافة بين أفراد المجتمع وزيادة الوعي في مجالات الأدب والشعر المتنوعة يقودها شباب سعودي مثقف يحلق بالوطن إلى هامات الإبداع والذوق الأدبي الأصيل.