نسمع بين فينة وأخرى عن مناشط الأندية الأدبية التي تتصدر الصفحات الثقافية المختصة؛ وتأتي الأخبار بإقامة ندوة أو محاضرة أو قراءة نقدية بمشاركة عدد من المثقفين المعروفين في الساحة، والحق أنه لا غضاضة في ذلك، فذلك من الأدوار الرئيسة التي تلعبها تلك الأندية في المجتمع المتحضر، لكن المشكلة تكمن في تكرار الاستضافة لأسماء بعينها، وكأن الثقافة باتت حصرًا في مجموعة معينة من الشخصيات، وذلك أمر يبتعد بالأندية عن أهداف أخرى لابد من وضعها في أجندة أعمالها الثقافية إن لم تكن على قائمتها؛ ومن تلك الأهداف دعم القدرات الثقافية الشابة وإعطائها الفرصة لإثبات حضورها الثقافي في كل منشط، بل والترويج للفكر المثقف الشاب الذي يحمل في الغالب التطوير والتنوير، وقد قابلت العديد من المثقفين الشباب الذين يبدون أسفهم عن الغياب عن لعب أدوار ثقافية في مجتمعهم بسبب الإصرار على أسماء متداولة تجدها مدعوة وحاضرة في كل معترك ثقافي، حتى أصبح الأمر أشبه بوضع سياج ثقافي قوي على العمل الثقافي الذي يدور في حلقة محددة من النخب الثقافية. العمل الثقافي في الأندية الأدبية يحتاج انتفاضة تطويرية تحرك كوامن الإبداع الشبابي شعرًا ونثرًا وغير ذلك من أطياف الإبهار الثقافي الذي يتفجر كشلال منهمر في شباب واعد ينتظر في نهاية النفق ومضة من ضوء..! قد تشرق الأضواء عليهم ذات يوم... ربما؟! الشاعر والمثقف.. تقول الزميلة والكاتبة الرائعة والمتميزة آمنة الحربي في رؤية ثقافية وأدبية لها: (لدينا خلط بين مفهومي الأديب والمثقف حيث نطلق كلمة مثقف على كل شخص يبرع في جنس أدبي محدد، ويمتلك موهبة كالشعر أو القصة القصيرة، وقد يكون هذا الشخص لا يحمل فكرًا نيرًا ولا يمتلك حصيلة ثقافية واسعة. ومثقف كلمة تنطبق على المفكر الذي ينعم برؤية شمولية ذات أساس علمي ومنهجي. والمثقف الحقيقي هو صاحب الأفق الشمولي الواسع، والفكر المتقد والضارب في أعماق ألوان الثقافة الفكرية والفلسفية). أتفق مع الصحافية والكاتبة البارعة آمنة الحربي المتخصصة في اللغة العربية وآدابها، فليس كل شاعر مثقف؛ كما أن الأكاديمي المتخصص في مجال ما لا يعد مثقفًا إلا إذا خرج من نطاق تخصصه إلى فكر يستند إلى جملة من العلوم والثقافات التي تؤهله للمشاركة الثقافية المنفتحة. رذاذ: ** حرية المرأة لا تتعارض أبدًا مع نجاحها وإبداعها؛ وثمة مفاهيم خاطئة في المجتمعات المنغلقة تحرم المرأة من القيام بدورها الفاعل في كافة الإبداعات الثقافية بحجة أنها امرأة..! ** العالم يتطور من حولنا في كل شيء؛ ومازال بعضنا يرتهن إلى عادات سيئة في التعامل مع الحياة، هؤلاء توقف بهم الحال عند موروثات متخلفة تجرهم إلى الوراء وتحرمهم من التمتع بحياة مدنية راقية وخالية من شوائب الجهل وبقايا المجتمعات الجاهلة. ** الزميل سليمان الرميخان معد ناجح في قناة المجد، وواحد من الزملاء المثقفين والواثقين في الساحة، فكره جميل ونشاطه شبابي آسر ومقنع. [email protected]