شهد الموسم الحالي عودة الحكم السعودي لقيادة المباريات القوية بعد غياب لسنوات وبعد أن قلصت لجنة الحكام هذا الموسم الأطقم الأجنبية التي يمكن الاستعانة بها في دوري زين للمحترفين إلى ثلاثة أطقم بدلا من أربعة كانوا في الموسم الماضي وخمسة أطقم في الموسم الذي قبله مما يعني توجه لجنة الحكام نحو تقليص عدد المباريات التي يتم السماح للأندية فيها بالاستعانة بحكام أجانب في المستقبل. هذه العودة شهدت اختلافا كبيرا بين مؤيد ومعارض، حيث يرى المؤيدون أنها تساهم في إعادة الحكام السعوديين للمباريات الهامة تدريجيا بينما يرى المعارضون أنه لم يحن الوقت بعد وأن تعجل اللجنة في إعادة الحكام السعوديين إلى المباريات الهامة قد يهدم ما بنوه ويعيد الضغوط على الحكام السعوديين من جديد وعلى اللجنة. وأوضح الخبير التحكيمي ومستشار لجنة الحكام الحالية محمد فودة أن الحكم السعودي لا يقل عن الحكم الأجنبي، ولجنة الحكام تعد حكامها وتهيؤهم بشكل جيد، ولكن الأندية ترتاح نفسيا للحكم الأجنبي أكثر من المحلي مبينا أنه مع تقليص العدد للأطقم الأجنبية التي يتم الاستعانة بها حتى لا يتم الاستعانة بالحكم الأجنبي نهائيا لأن الاستعانة بالحكم الأجنبي يضر بسمعة الحكم السعودي لأن الاتحادات الأخرى عندما تشاهد حكاما أجانب يقودون المباريات في الدوري السعودي لا تستعين بالحكام السعوديين. من جهتها، بينت الإعلامية أمل إسماعيل أن عودة الحكم السعودي لتحكيم المباريات الكبيرة أشبه بمن يضع النار إلى جانب البنزين، مبينة أن الوسط الرياضي السعودي يحتاج لوقت طويل حتى يرتقي فكره الكروي ويكون مسؤولو الأندية أشجع من أن يلقوا اللوم على التحكيم دائما، مفيدة أن الوسط الرياضي السعودي يحتاج لتثقيف بعض العقول الرياضية المتعصبة وبعض الجماهير إلى جانب الثقة بالحكم المحلي ودعمه لا هدمه وأن نضع أنظمة صارمة تحميهم وتحفظ لهم كرامتهم وتكون أشبه بحاجز صد مانع ضد أي شخصية رياضية تتجرأ على توجيه اللوم عليه بعد الخسارة، مؤكدة أنها تثق كثيرا بالتحكيم السعودي وبإمكانات الحكم السعودي الذي أثبت نفسه في محافل خارجية قبل المحلية أمثال خليل جلال الذي سبق له إدارة مباريات بمونديال 2010، لكنها لا تثق بعقلية الجماهير المتعصبة التي ستلقي لوم الخسارة على عاتقه وتتهمه بالانحياز لناد على حساب آخر الأمر الذي سيشعل الفتن والخلافات بين الأندية والجماهير بعد كل لقاء. وبدوره، أكد نائب رئيس لجنة الحكام الفرعية بالأحساء عبدالعزيز بن محمد الملحم أن تواجد الحكام الأجانب في دوري زين مطلب ضروري وهو مع الاستعانة بهم ولكنه يتمنى أن تتغير آلية اختيارهم لقيادة المباريات بحيث يكون للجنة الحكام الرئيسية الصلاحية الكاملة لجلبهم لقيادة بعض المباريات الذي ترى اللجنة تواجدهم سيخفف الضغوط عن حكامنا المحليين، وقال: «اللجنة هي التي تحدد ذلك ولا يكون للأندية أي علاقة بتحديد المباراة وهذا يتطلب ثقة الأندية في لجنة الحكام وأن لا تتحكم العاطفة أو المجاملة أو الرهبة من الأندية الكبيرة في اختيار المباريات حتى لا يخرج علينا أي رئيس ناد ويقول أنتم تجاملون ناديا معينا، وأرى أن تسند المباريات النهائية لحكام محليين لأن هذا شرف كبير للحكم أن يتشرف بالسلام على راعي المباراة سواء الملك أو نائبه، فضلا عن أن المباريات النهائية نسبة حدوث الأخطاء فيها قليلة لتفرغ اللاعبين للعب، أما بخصوص فكرة تقليص عدد الأطقم التي يطلبها كل فريق فأرى أنه من الأفضل من جهة نظري أن تبقى ثلاثة أطقم على الأقل في السنتين القادمتين لأن لدينا جيلا جديدا من الحكام يحتاجون لمزيد من الخبرات حتى يقودوا المباريات التنافسية»، مبينا أن الفريق الذي طلب هذا الموسم ثلاثة أطقم حتى الآن فريق واحد وهذا دليل على أن ثقة الأندية في الحكام بدأت تتسع بعد المستويات الكبيرة التي قدموها وخاصة بعد نجاحهم هذا الموسم بقيادة المباريات التنافسية. من جهته، بين نائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني أنه يجب دعم الحكم السعودي وإعطاؤه الثقة، ولكن هناك مباريات حساسة تحتاج لوجود الحكم الأجنبي، معتبرا إحضار حكام أجانب لا يضر بالتحكيم السعودي لأن السعودية ليست الدولة الوحيدة التي تستقطب حكام لدورياتها، مفيدا أنه ليس من الضروري أن يكون الطاقم مكونا من 4 حكام لأن هذا مرهق للأندية، وطالب الحكام السعوديين بالسعي دوما لتطوير مستوياتهم وأن يكونوا واثقين وأن يتقبلوا النقاش ويكون كل حكم بمثابة الصديق للاعبين والإداريين ويطبق القانون، مبينا أن بعض الحكام يعتبر نقاش اللاعبين معه يقلل من شخصيته وهذا ليس صحيحا لأننا نشاهد ذلك في البلدان المتقدمة كرويا وكيف يتعامل الحكام مع ذلك.