ما إن يتوارى قرص الشمس نحو المغيب حتى تنام هجرة «المقرن والقنعة» الواقعة شرقي طريق الهجرة 70 كم عن منطقة المدينةالمنورة في ليل دامس، في الوقت الذي ذكر فيه بعض سكانها أنه رغم مطالباتهم المستمرة إلا أنهم لم يجدوا سوى الوعود منذ عدة سنوات، وأنهم ما زالوا يحتفظون برقم الطلب الخاص بالتقدم للحصول على الخدمة الكهربائية . «عكاظ» تجولت في الهجرة وتلقت شكوى أهالي الهجرة، مبدين استغرابهم من عدم توفر خدمة الكهرباء في هجرتهم حتى الآن. وأوضح مشعل طحيمر الحسيني أن الشركة تتجاهل حاجتهم للتيار الكهربائي منذ عام 2009م، موضحا أن منازلهم ما زالت تستخدم الوسائل البدائية في الإضاءة بسبب الشركة التي حرمتهم دخول الكهرباء ومساواتهم بباقي القرى المجاورة، حيث إن قرية العشيرة لاتبعد عنهم سوى خمسة كيلومترات وعلى الرغم من ذلك تتوفر بها الكهرباء وجميع الخدمات الحكومية. ويزيد مشعل الحسيني: إنهم يعانون لهيب الصيف في هذه الأيام وخصوصا مع قدوم شهر رمضان المبارك، متسائلا عن السبب الذي يمنع شركة الكهرباء من إيصال التيار الكهربائي لمنازلهم، مضيفا أن أصحاب المنازل اشتروا مولدات كهربائية تصل قيمة كل منها إلى 14 ألف ريال لتشغيل الثلاجة ومكيف واحد للأطفال الصغار الذين لا يحتملون الحرارة الشديدة وخصوصا في مثل هذه الأيام التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 45 درجة مئوية. ويشاركه الرأي حميدان محمد الحربي ويقول: إن منع الكهرباء عن مازلنا والتأخر في عدم إطلاقها لنا أضر بنا كثيرا وخصوصا مع قرب دخول أيام شهر رمضان المبارك، مبينا أن سكان القرية يصومون كل عام في منازل تكاد تحترق من شدة الحر، كما أن مساجد القرية بدون إنارة والمصلون يؤدون الصلوات في جنح الظلام إذ المولدات الكهربائية التي بالقرية لا تكفي لتغذية المساجد. ويلفت المواطن الحربي إلى أن هجرة المقرن والقنعة معروفة منذ القدم وقريبة من طريق الهجرة الطالع وتبعد عنه بحوالى 10 كم، مبينا في ذات الوقت أن بعضا من القرى التي تليها في البعد عن المدينةالمنورة وصلها التيار الكهربائي منذ زمن متسائلا: كيف يتم تجاوز قريتنا التي يعتمد سكانها على المولدات الكهربائية الباهظة الثمن. وخلص إلى أن القرية بحاجة ماسة إلى إيصال نور الكهرباء لها خصوصا وأن خطوط الشركة لا تبعد عن القرية أكثر من خمسة كيلو مترات. فيما أوضح سمار مشعل العوفي أحد سكان الهجرة أنهم تقدموا عدة مرات لشركة الكهرباء في منطقة المدينةالمنورة مطالبين بتوصيل التيار الكهربائي لهجرتهم إلا أنهم يقابلون بالوعود في تلبية الطلب دون أي جدوى. وأضاف العوفي حاجة الأهالي الماسة للتيار الكهربائي، وخاصة في العصر الحالي، وتساءل: «هل يعقل أن نعيش على أضواء الفوانيس في عصر التقدم التكنولوجي وأولادنا يذاكرون على ضوء الفوانيس بدل الكهرباء». توفير الخدمات أوضح المهندس يحيى سيف صالح مساعد وكيل أمانة المدينة للخدمات أن أمانة المدينة تهتم بقرى المنطقه وتسعى لتوفير كافة خدمات السفلتة وأنهم سوف يبحثون مع الجهة ذات العلاقة من أجل إطلاق التيار الكهربائي في الهجرة.